هبوط النفط بسبب التوقعات الاقتصادية القاتمة

تراجع النفط إلى أدنى مستوى في 17 شهراً دون 62 دولاراً للبرميل أمس مدفوعاً بالتشاؤم بشأن تدهور التوقعات بخصوص الاقتصاد العالمي والتأثير المحتمل لذلك على الطلب على الوقود· وفي الساعة 55:10 بتوقيت جرينتش تراجع الخام الأميركي الخفيف تسليم ديسمبر المقبل 1,77 دولار إلى 62,38 دولار للبرميل بعدما لامس أدنى مستوى في 17 شهرا عند 61,30 دولار للبرميل، وانخفض مزيج برنت في لندن 1,75 دولار إلى 60,30 دولار للبرميل· وخيمت التوقعات القاتمة بشأن الاقتصاد العالمي على اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) يوم الجمعة الماضي على خفض الامدادات بواقع 1,5 مليون برميل يومياً، وهو اجراء قال متعاملون إنه غير كاف لوقف تدهور الأسعار· وقال ديفيد مور خبير السلع الاستراتيجي لدى كومنولث بنك أوف استريليا: ''أعتقد أن اوبك اتخذت خطوة حاسمة إلى حد كبير بخفض الانتاج لكن سوق النفط تركز بوضوح في الوقت الحالي على المخاوف الاقتصادية''· وتراجعت أسعار النفط إلى أقل من النصف منذ بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو الماضي· ويتراجع الطلب في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم وفي الدول الصناعية الأخرى فيما تؤثر أزمة الائتمان على الاقتصاد الأوسع وبدأت تمتد إلى الأسواق الناشئة· وتسببت مؤشرات على تباطؤ حاد في أوروبا إلى جانب سلسلة من التحذيرات بشأن الارباح وخفض الوظائف من جانب شركات في أنحاء العالم في تفاقم المخاوف من ركود عالمي شديد· ويحاول مستثمرون في أنحاء العالم العثور على ملاذ آمن مما ساهم في خسائر فادحة في أسواق الأسهم الآسيوية والأوروبية والأميركية· وفي عالم النفط كذلك قال مصدر من شركة نفط الجنوب العراقية أمس إن صادرات النفط الخام من ميناء البصرة العراقي انخفضت في الايام القليلة الماضية من 1,6 مليون برميل يوميا إلى 1,2 مليون برميل يوميا بسبب مشكلات تتعلق بالآلات· وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: إن الصادرات انخفضت من 1,6 مليون برميل يوميا في 25 أكتوبر الجاري إلى المستويات الراهنة بسبب مشكلة تتعلق بوحدات في الميناء ولم يتضح متى ستحل هذه المشكلات· وتقول وزارة النفط العراقية: إن صادرات العراق من النفط انخفضت في سبتمبر الماضي إلى 1,64 مليون برميل يوميا من 1,75 مليون برميل يوميا في أغسطس الماضي· وتراجعت الصادرات من ميناء البصرة ميناء التصدير الرئيسي في البلاد إلى 1,32 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي من 1,45 مليون برميل يوميا في أغسطس· وبسبب التراجع المستمر في أسعار النفط أقرت الحكومة البحرينية مشروع موازنة العامين 2009 و2010 على اساس احتساب سعر النفط 60 دولارا للبرميل· وقررت الحكومة إحالة المشروع الى البرلمان للمصادقة عليه، وقالت وكالة انباء البحرين الرسمية أمس: إن مشروع الموازنة الجديدة الذي اقرته الحكومة البحرينية امس الأول''روعي عند اعدادها المتغيرات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على اسعار النفط'' و''استقرأت الانعكاسات المحتملة للازمة المالية العالمية وتداعياتها على النمو الاقتصادي العالمي والمحلي''· وقدر مشروع الموازنة الايرادات بنحو 3 مليارات و733 مليون دينار (نحو 9 مليارات و928 مليون دولار اميركي) منها مليار و836 مليون دينار (نحو 4 مليارات 882 مليون دولار) لعام 2009 ومليار و897 مليون دينار (نحو 5 مليارات و45 مليون دولار) لعام 2010 وفق الوكالة· وقدرت المصروفات في مشروع الموازنة البحرينية الجديدة بنحو 4 مليارات و162 مليون دينار (نحو 11 مليارا و6 ملايين دولار) منها 2 مليار و26 مليون دينار (نحو 5 مليارات و75 مليون دولار) لعام 2009 و2 مليار و136 مليون دينار (نحو 5 مليارات و680 مليون دولار) للعام ·2010