عمر مثيلاتها 5 آلاف عام أحذية الخوص تزين الأقدام

مدت كل منهما يدها إليه، قلبته سلامة على وجهيه، وهتفت ماجي "it is".· بينما بقية زائرات مركز التطوير في ''المجمع الثقافي'' ينظرن إليها، حيث مصدر الأصوات المبتهجة، ويافطة تقول ''قطعة واحدة فقط''· قالت سلامة، ربة منزل ''تفضلي خذيه فأنت ضيفة على أبوظبي، سأقتني (نعال الخوص) فيما بعد''· تشكرها ماجي فيكسا، باحثة في التاريخ، وتقول ''يشبه هذا النعال، الصندل الفرعوني المصنوع من سعف النخيل، الذي عثر عليه داخل مقبرة ''توت عنخ آمون'' واستُخدم قبل نحو خمسة آلاف سنة''· وتستدرك ''يبدو جلياً أن الإنسان استفاد على مر العصور من معطيات بيئته ومفردات الطبيعة (النبات، والخشب، والحجر) بدلالة هذا التماثل بين أحذية لها ذات الشكل والتصميم المجدول من السعف، مع بروز موضع إبهام القدم، على الرغم من مرور الزمن واختلاف الحضارات''· تتدخل في حوارهما صافية درويش، مديرة المركز، وتقول ''إنه القطعة الوحيدة المتوفرة، وهي لاستخدام النساء والرجال، نعرضها للزوار والسياح، ونعمل حالياً على إنجاز أزواج أخرى منها مع صناديقها، خاصة أنها اندثرت منذ زمن بعيد، حوالى 100 عام''· وتضيف موضحة ''السعف هي أوراق النخلة الخضراء المنتشرة على أغصانها، كان أجدادنا قديماً يسخّرون السعف لصناعة العديد من الأدوات المنزلية، لذا نعمل على إعادة إحياء تلك المشغولات اليدوية التي تلازمت مع حياتهم اليومية، بما يضمن تعريف الناس بها وانتشارها''· وبينما تنهمك أم حامد بجدل السعف على شكل جدائل صغيرة، تقول ''بعد تشذيب أوراق النخيل وتجفيفها لزوال اخضرارها، يتم قصها إلى شرائط بأطوال وأحجام تتفق والقطعة المراد صناعتها، وتتم تطريتها في الماء لمدة 24 ساعة، ثم تجدل الشرائط، وتحاك بخيوط صوفية لتزيين جوانب النعال لئلا تنسل أطرافه خلال احتكاكه برمال الشواطئ، بينما يصنع صندوق النعال بطريقة مشابهة، لكنه يحتاج إلى قالب يجعله مستطيل الشكل''· ويشير الدكتور عبد العظيم حمادي- أستاذ البحوث البيئية، إلى أهمية السعف خلال مرحلتي الاخضرار والجفاف، أي وجوده في شجرة النخيل، وبعد قطعه ''للسعف كفاءة كبيرة للقيام بوظيفته في إتمام عملية التمثيل الضوئي، التي تختلف باختلاف عمره، فقد وجد أن السعف بعد أربع سنوات من عمره تبلغ كفاءته التمثيلية ،65% وهي كفاءة تمد الإنسان بالطاقة الإيجابية في حال انتعل أو ارتدى أو اعتمر أو حمل منتجات مصنوعة منه· كما يمد السعف الأخضر أشجار النخيل بالمقدرة على إنتاج محصول بمواصفات جيدة''