ورد الطائف غالٍ وفواح

حساس جدا، أبيض اللون، ذو رائحة عطرة، يحتاج إلى نسبة معينة من الماء بلا زيادة أو نقصان، حتى عند قطفه يحتاج إلى أياد ماهرة لتجنب الشوك· يقطف عادة قبل طلوع الشمس، حتى يكون نديا وفواحا إنه ورد الطائف الذي يقول عنه حمد الشيخ، صاحب محل لبيع عطوره، إنه يحتاج إلى عناية فائقة حتى ميلاده· ويبين أنه ''في ''الطائف''، ومع حلول موسم الورد يبدأ المزارعون بحفر أخاديد في التربة، لتزرع فيها أغصان صغيرة قصت بعناية ودقة من شجر الورد، وتسقى بالماء بعد انقطاع المطر، وفي مواعيد معينة تحظى أشجار الورد المنتجة بعناية خاصة وتشذيب متواصل، حتى ميلاد الورد · ويبدأ موسم قطاف ورد الطائف، وفق الشيخ، من ''شهر مارس حتى أواخر شهر أبريل''، يعني أربعين يوما فقط تحتفل فيها الأرض بهذا الورد، وهي ''كافية لقطف الورد بشكل يومي حتي لا يذبل الورد ويفقد مخزوه من الرحيق الذي حبسه في بتلاته الداخلية''· ويشير الشيخ إلى أن المزارعين يحرصون على إبقاء الورد قريباً من الأرض، بحيث لا يزيد ارتفاعه أكثر من متر ونصف المتر، ويقص ما يزيد عن ذلك· والغاية من ذلك وفقه ''هو تحفيز الشجرة على إنتاج أكثر قدر ممكن من الورود كل صباح''، مشيرا إلي أن ''عملية قطف الورد لابد أن تبدأ قبل طلوع الشمس، ليكون الورد زكيا وفواحا''· تقطير الورد يقول الشيخ :''بعد عملية القطف تجمع الورود في أكياس من ''الخيش'' مبللة، ثم تنقل إلى مصانع التقطير لتوضع في قدور نحاسية، ويتم إشعال النار لمدة اثني عشر ساعة تحتها، وتتم عملية تبخر الورد عبر أنابيب خاصة إلى موقع التجميع في قوارير، يتم تجميع هذه المياه المبخرة وتترك لمدة يوم واحد، يتم بعد ذلك جمع الزيت الموجود فوق الماء بواسطة إبر، ويتم سحب الدهن الذي يسمى ''دهن العود'' ليوضع في قوارير تسمى ''توله'' وتقسم إلى توله كاملة، ونصف توله، وربع توله، فيما يسمى الماء المتبقي بعد سحب الدهن بماء الورد الطائفي''· ويضيف:'' أجمل ما في ورد الطائف أنه طبيعي حتى في مراحل تصنيعه وتقطيره وإنتاجه وبيعه، فهو من المزرعة إلى معمل التقطير''· أسعار التوله وفيما يتعلق بأسعار الورد، يبين الشيخ أنه ونظرا للشهرة العالمية لعطر الورد الطائفي الذي يتصف بالجودة، وبالأساليب التقليدية القديمة لاستخراجه، فهو من أغلى أنواع العطور وتتراوح أسعاره في فترة القطف ما بين 1500 إلى 2000 درهم، وقد تزيد بعد فترة القطف، وذلك يعود إلى ندرته· ونظرا لرائحة الورد الفواحة والزكية فقد تعددت استخداماته خصوصا في موسمي الحج والعمرة فكثيرا ما يفضل الزوار شراء ورد الطائف عطراً كهدية ثمينة، وواحدة من الذكريات التي تعقب الرحلة الدينية، كما يستخدم أيضا في مجال الطب الشعبي، ويزداد الإقبال عليه في شهر رمضان، وعيد الفطر لاستخدامه في صناعة الحلوى، كما انه يكسب الشاي مذاقا مميزا، بحسب الشيخ· بلد المليون وردة هناك مليون وردة، تقطف سنويا من نحو 500 مزرعة تمتد على جبال مناطق الهدا والشفا في السعودية قبل أن تجد طريقها الى أعمال التقطير والتعبئة في المصانع المتخصصة· وتضخ المصانع في الأسواق أكثر من 20 ألف تولة ''دهن ورد'' متعددة الأنخاب· ويصل سعر التولة الواحدة من النخب الأول ''العروسة'' إلى 3 آلاف ريال·