الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كعوش: الشعر المحلي النبطي قادر على أن يكون حداثياً واستشرافياً

كعوش: الشعر المحلي النبطي قادر على أن يكون حداثياً واستشرافياً
9 مايو 2011 22:49
استضاف نادي الشعر في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول، في مقره على قناة القصباء بالشارقة، الشاعر الفلسطيني سامح كعوش في محاضرة تحدث فيها عن كتابه “جماليات الأنا الشاعرة.. ملامح الثقافة الشعبية في الإمارات” الصادر مؤخراً عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بدعم من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وأدارها الناقد الدكتور هيثم الخواجة من سوريا. وبداية، عرض الشاعر كعوش لتجربته النقدية مع المنجز الإبداعي الإماراتي في الكتب التي أصدرها سابقاً، معتبراً أن التعامل مع المنجز الإبداعي الإماراتي قد جعله أكثر قرباً من الحياة. وفيما يتصل بكتابه موضوع المحاضرة أشار سامح كعوش إلى أنه قد ذهب باتجاه الشعر النبطي على الرغم من المحاذير وممارسة نوع من التخويف تجاه تناول الشعر النبطي لجهة خصوصيته المرتبطة بالمكان والعادات والتقاليد فضلا عن الرعاية الرسمية التي يحظى بها هذا النوع من الشعر، مؤكدا أن محبته للشعر كانت أغلب من هذه المحاذير والتخويفات فمارس النقد على الشعر النبطي مثلما يمارسه على الشعر الفصيح، ليتناول بعد ذلك ما سمّاه بالقراءة في جماليات النص الشعري النبطي عبر قراءته لعدد من ظواهره الفنية. وتناول كعوش مبحث المحكيات الشعبية في الشعر الشعبي الإماراتي فرأى أنها “غنية وثرية تحفل بمفردات الوجود وعبارات الوجد ومعاينات الوجدان، مهما بلغت حدة أسطوريته وسعة مخيلته”. وبوصف المحكيات الشعبية جزء من الثقافة الشعبية فإن هذه الثقافة هي اختزال للتاريخ في ما يسهل حفظه ويُطرب جرسه ووقعه وهي بالتالي ديوان شفوي في أغلب الأحيان لأنه يحكي الحكاية على لسان أصحابها ليسمعوها أولا وليتأكدوا من حفظها في اللاوعي والذاكرة”. وفي صدد مبحث حفظ التراث المعنوي لاحظ كعوش أنه لم يكن هناك عمل مدروس ومنظم قدَّر الشفاهي حق قدره حيث ذهب كل باحث في هذا المجال نحو إثبات وجهة نظر خاصة به وذلك رغم أن التدوين لهذا الشفاهي هو مكتمل بثرائه أكثر من سواه لسهولة تناقله ووراثته أبا عن جدّ في ذاكرة الساحل العربي الممتد من جنوب ظفار حتى جنوب العراق الأمر الذي هو بمثابة نقطة مضيئة في التدوين الإماراتي للشفاهي، بحسب ما قال. واخيراً تناول كعوش مبحث الثقافة الشعبية واستشراف الآتي، فذهب إلى أن الشعر المحلي النبطي قادر على أن يكون حداثياً واستشرافياً في آن معاً من حيث أن “للقراءة في الثقافة الشعبية وجهين، الأول (النبطي) يمثل الماضي بينما يرتبط الثاني (الفصيح القريب من العامية) بالمستقبل، حيث أن الأول شفوي يعتمد العامية لغة والدلالات المحلية للألفاظ حقلاً مفهومياً، بينما يقول الثاني بلغة المحل والعامية الفصيحة المكانَ مكتوبا على الورق بين ما هو قصيدة النبطية من جهة وشعبية مبسطة اللفظ والمفردة أو قصيدة فصيحة تميل إلى فطرة العامية وعفويتها المعبّرة، من جهة أخرى”. وختم كعوش حديثه بالقول “الوجه الأول ارتجالي بينما الوجه الثاني فجمالي متقن الصنعة، والأول موضوع حكاية ورواية وجمع استرجاعي يحتمل الكثير من الخطأ لبعد المسافة الزمنية وطول المدة وغياب الأثر، بينما يرسخ الثاني في الذاكرة القريبة الحاضرة، بل ويتعداها في كثير من الأحيان إلى المستقبل القادم استشرافاً فنياً لما يأتي من تجارب وكتابات عن المكان الإماراتي وإنسانه”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©