الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معاناة مغتربة

معاناة مغتربة
27 أكتوبر 2008 23:17
المراسلة على العنوان: أبوظبي- دنيا الاتحاد - ص·ب 791 أو البريد الألكتروني: dunia@admedia.ae * المشكلة أنا مغتربة وأقيم مع زوجي الذي يعمل هنا منذ فترة، ولدي طفلة، أشعر أنني مكتئبة جداً وحزينة ، وطوال الوقت أفكر في الأمراض التي يمكن أن تصيبني، وترهبني فكرة الموت ، وأي شيء سيئ أراه أتخيله علي، ولا أعرف تخيل الشيء الجيد، ولا يوجد لدي طموح لغد أجمل · ومن جانب آخر علاقتي مع زوجي متوترة، فهو جاف المشاعر وراحته في أن يراني أنظف البيت أو أقوم بأعمال المطبخ، وأحسن لحظاته معي عندما يشعر أني منهكة من التعب، وما أن يراني لا أعمل يقلب وجهه علي، ولا أعرف كيف أرضيه، فإنه كان يرتاح عندما يراني أنظف وأعمل بالبيت؟ كيف يتبقى لي وقت لأرتب نفسي، علما أني أحاول ترتيبها قدر الإمكان لكن دون جدوى، علما أنني أفعل كل شيء لإرضائه، وهو يعرف ما يرضيني ولا يفعله رغم أنه طيب وحنون، ومع الغير أخلاقه جميلة جدا· أريد أن أعرف كيف أسعد نفسي وبيتي وأنا ورائي تربية طفلة ومسؤوليات البيت، أحس أنه ليس لي أمل في غد جميل، وأحس أنه لا أحد يكافئني على تعبي، وأريد حلا لأكون سعيدة أنا أولا، وحلا لأسعد حياتي الزوجية· كاميليا ف·ف·/ أبوظبي * الحل سيدتي: هوني على نفسك، فالحياة لا تستحق منا كل هذا الاستسلام للمشاعر المؤلمة التي تزرع المرارة داخل النفس وتؤذيكِ، وأود أولا أن تنتزعي نفسك فوراً من هذه الدائرة اللعينة التي ألقيتِ نفسك بها· إن جزءًا كبيرًا منها يعود إلى إحساسك بالألم لاغترابك عن وطنك، وبالتالي عن أسرتك وصديقاتك، وتوقعك أن يقوم زوجك بتعويضك عن الغربة وأن يملأ كل حياتك· وهو أمر غير واقعي، فزوجك أيضا يعاني بشكل ما من الغربة، حتى وإن كان قد اختارها· والحقيقة أنني أحزن كثيرًا عندما أسمع أي زوجة تبدي ضيقها لأن زوجها لا يقدر تعبها، لذا حاولي أن تتنفسي أنت الرضا والسعادة عن حياتك، وأن تمنحي نفسك التقدير الذي تريدينه ولا تنتظريه من أحد، ، وأن تطردي كل المشاعر المريرة التي تقومين باختزانها ضد زوجك، وبالتأكيد لا أحد منا يستمتع بالتواصل الإنساني أو العاطفي مع من يشعر دائمًا أنه ينتقده أو لا يشعر بالسعادة معه، أو يحمله أي مسؤوليات إضافية في الحياة· بإمكانك الاهتمام بنفسك، كأنثى أثناء غياب زوجك، فهذا أمر لا يستغرق وقتاً طويلا لتكوني في أفضل حال دائما· و الأفضل والأذكى أن تسارعي أنت بتغيير ردود أفعالك على تصرفات زوجك، وأن تزرعي بداخلك حب الحياة والابتهاج الحقيقي بالنعم التي لديكِ، وأن تتواصلي مع الصديقات والأهل وافرحي بأي قدر من التواصل يمنحك زوجك إياه طواعية، وشجعيه بالابتسامة ، ولا تحاصريه بالانتقادات ولا بالإلحاح، وازرعي الإشراق وحب الحياة بداخلك·التفكير في المرض أو الموت أمر طبيعي، لكن اذا سبب لك مخاوف تعطل حياتك ، فمن الأجدى أن تراجعي طبيباً نفسياً متخصصاً، وتذكري الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)، وازرعي بداخلك حب الحياة ولا تختصريها في علاقتك بزوجك، سواء كانت العاطفية أو الحسية، فحياتك أغلى من ذلك· غيري كل أساليب تعاملك مع زوجك وطفلك عندئذ ستشعرين بالحيوية وسترفضين التفكير في كل ما يضايقك، وأخيرا· الحياة لن تعطيك أفضل مما تعطينه نفسك، فأعطي نفسك الرضا الحقيقي بما لديك بالفعل، لتتمكني من زيادته تدريجياً كما أدعو لك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©