الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطلاق «الإلكتروني» ممكن بشروط

الطلاق «الإلكتروني» ممكن بشروط
7 مايو 2015 21:53
هناء الحمادي (أبوظبي) لا يمكن إنكار تأثير وسائل الاتصال الحديثة وتطبيقاتها المتنوعة لمختلف جوانب الحياة اليومية، وصولاً لاستخدامها للطلاق، ما يثير تساؤلات حيال شرعية أن يطلق الرجل زوجته برسالة إلكترونية تصلها عبر أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وهل نحن في عصر الاستخفاف بـ«الميثاق الغليظ»، كما وصفه القرآن الكريم. باب المزاح ترى زوجات أن أزواجاً يلجأون إلى هذه الطرق من باب المزاح لمعرفة رد فعلهن، لكن البعض منهن يكون رد فعلهن عنيفاً، حيث يذهبن للمحكمة، ويطالبن بتصديق الطلاق، والبعض الآخر يرفعن شعار الصمت وعدم البوح بهذه الواقعة، رغم أن شبح الشك في أن زواجهن أصبح باطلاً ينغصن عليهن معيشتهن. وتنتقد لمياء (متزوجة) هذه التصرفات، مشيرة إلى أن على الرجل أن يتحكم بثورة الغضب لديه، ولا يجعلها تتمكن من عقله قبل التفكير مراراً وتكرار توابع هذا الطلاق «الإلكتروني» الذي يسبب جرحاً كبيراً لزوجته، متسائلة هل بات الزوج يرى زوجته سلعة رخيصة يطلقها متى ما أراد ومتى يحلو له، وفوق ذلك يستهين ويستخف بالطلاق برسالة يرسلها عبر وسيلة تواصل ما. وتجد مريم (متزوجة) أن الزوج ما دام لا يملك نية الطلاق، فلماذا يلجأ إلى هذا الأسلوب المستفز والرخيص؟ فالزواج رابط مقدس ولا يجب الاستهانة به. وتضيف «يجب أن تكون هناك توعية للشباب المقبلين على الزواج والمتزوجين أيضا بأهمية وعظمة الزواج وبأنه شركة قائمة بين الزوجين، ولا ينبغي خسارة تلك الشركة بأي أفعال يقوم بها الزوج عن قصد أو بلا قصد، وستكون ردات تلك الأفعال لا يحمد عقباها تفكك أسرته وضياع الأبناء بينه وبين الزوجة، وبالتالي ضياع وتفكك المجتمع بأكمله». عبث واستهتار يؤكد رئيس المجلس الاستشاري الأسري في دبي، خليفة محمد المحرزي أن «تلاعباً يقع في حالات الطلاق الإلكتروني من قبل الزوجات، وذلك للتخلص من حياتهن الزوجية من دون النظر إلى أن الأصل أن الزواج في الشريعة الإسلامية عقد مقدس لا يجوز الاستهانة به أو التلاعب به، وينبغي ألا تنهى بهذه السهولة والسرعة، لأن هذا يعتبر نوعاً من العبث واللعب والاستهتار، والتقليل من قيمة العلاقة الزوجية». ويعتبر الطلاق عبر التطبيقات الإلكترونية وسيلة جديدة لإثبات الطلاق، لا يختلف عن بقية أنواع الطلاق بغض النظر عن الوسيلة الإلكترونية التي يستخدمها الزوج، وغالباً ما يكون الهاتف المحمول أو البريد الإلكتروني، خاصة بعدما تكررت حالات الخداع والتحايل، وأبرزها قيام زوجات بتطليق أنفسهن، من خلال استخدام هواتف أزوجهن المحمولة من دون علمهم، وإرسال رسالة نصية تفيد بطلاقها، موضحاً أن «من الزوجات من يفتعلن رسائل تحوي طلاقهن، وينسبنها لأزواجهن». ويسرد واقعة شهدها، تمثلت في أن «زوجة عمدت إلى إرسال رسالة بطلاقها من هاتف زوجها إلى هاتفها، بينما هو نائم في غرفته، مفتعلة صدور الطلاق منه، الأمر الذي اتضحت حقيقته فيما بعد، إذ أنكر الزوج وقوع الحادثة، وأنها هي من أرسلت الرسالة من دون علمه لرفضه طلبها الطلاق». ويشير إلى أن «الطلاق بالوسائل الإلكترونية، مثل الرسائل القصيرة عبر الهواتف أو برامج المحادثة الفورية أو البريد الإلكتروني، يقع في ذاته، ولكن وقوعه قانونياً وقضائياً يعتمد على وجود أدلة وقرائن موضوعية تخول القاضي الاعتراف بوقوعه». طريقة مرفوضة ويروي أن «زوجاً لم تمضِ على زواجه أشهر معدودة، ترك زوجته عند عائلته أثناء سفره خارج البلاد، لاستكمال البعثة الدراسية، فحصل خلاف كبير بين والدته وزوجته، فطلب منها الدخول عبر برنامج للمحادثة الفورية على الإنترنت، لكي ينهرها عمّا بدر منها، ولما احتدم النقاش بينهما أخبرها بأنها طالق». ويرى طالب الشحي، مدير إدارة الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والوقاف في أبوظبي، أنه لا يصح مطلقاً أن يتم الطلاق بالطريقة الإلكترونية، لأن هذا يعد نوعاً من العبث واللعب والاستهتار، والتقليل من قيمة الزواج الشرعي، وبالتالي لا يصح مطلقاً، وكذلك، فإن إثبات طلاق الزوجة برسائل إلكترونية وحده لا يكفي ففي القضايا الشرعية لا بد من وجود ثوابت ودلائل واضحة، لِذا على المرأة إذا أرادت إثبات طلاقها أن تعتمد على شاهد حضر مع الزوج أثناء إرسال الرسالة، ولا يكون الطلاق سارياً بعدها إلا بالنطق اللفظي لكلمة الطلاق أمامها. وقال: «يجوز إيقاع الطلاق عبر الوسائل الإلكترونية، ولكن إن كان بالصوت فبحسب اللفظ؛ إن كان صريحا فصريح، وإن كان غير صريح فكناية ولا يكون طلاقاً إلا بالنية. وإن كان بالكتابة فهو كناية طلاق فلا يقع طلاقاً إلا بالنية، فإن قرنته نية الطلاق فهو طلاق. هذا إذا كتب الطلاق بيده، فإن طلب من غيره كتابة الطلاق، فلا يعد طلاقاً البتة لا صريحاً ولا كناية». واقعة حقيقية في واقعة نشرت وسائل إعلام مؤخراً إصرار زوجة عربية على الطلاق من زوجها عقب رسالة نصية تلقتها منه عبر تطبيق الـ«واتساب» بعد خلافات بينهما، فاتخذت الزوجة قراراً بترك منزل الزوجية والتوجه لمنزل الأهل، حيث فوجئت برسالة تفيد بتطليقها. ورغم محاولات الصلح التي قام بها مقربون من الأسرة في التخلي عن طلب الطلاق، إلا أن الزوجة تقدمت بشكوى أمام دائرة المحاكم في رأس الخيمة، وطلبت إثبات الطلاق. وحسب وكيل الزوجة؛ فإن الزوج تسرع في إرسال الرسالة إلى زوجته عبر الـ«واتساب» عقب رفضها العودة إلى المنزل، حيث كان ينبغي عليه أن ينتظر حتى تهدأ الأمور بينهما، إلا أن إرسال الرسائل وإبداء رغبته في تطليق الزوجة عقد المشاكل، لافتاً إلى أن إصرار الزوجة على الطلاق يعود لإحساسها بأن الزوج لم يراع المعاملة الحسنة والعشرة الطيبة بينهما، ولم يستطع احتواء الخلافات بطريقة تحفظ كرامتها، مشيراً إلى أن ندم الزوج لم يكن كافياً بالنسبة لها، مؤكداً أن الحكم في هذه القضايا يحتاج وقتاً طويلاً. السبيل الصحيح السبيل الصحيح تجد الدكتورة آمنة خليفة، رئيسة مجلس سيدات أعمال عجمان، وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عجمان، أن كثيراً من أفراد المجتمع بات يستخدم وسائل التواصل بطريقة سيئة، من بينها إنهاء العلاقات الزوجية، مؤكدة أنها تستهجن مثل هذه الأمور، إذ يجب عدم الاستهانة بالطلاق بهذه الوسائل الإلكترونية، مشيرة إلى أنها ليست السبيل الصحيح لإنهاء علاقة زوجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©