السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليفني··· والهروب من الابتزاز السياسي

ليفني··· والهروب من الابتزاز السياسي
27 أكتوبر 2008 23:24
يوم الأحد الماضي، تقدمت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية وزعيمة حزب ''كاديما''، بطلب رسمي للرئيس شيمون بيريز، للإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة· وبذلك تضيف ليفني المزيد من الشكوك حول فرصها لتولي منصب رئيس الوزراء· وفي تعليقات مباشرة نُقلت عنها من المقر الرئاسي في اليوم نفسه، حثت ليفني الرئيس بيريز على الدعوة لإجراء انتخابات عامة في أسرع وقت ممكن، وطمأنته على ثقتها في الفوز باستطلاعات الرأي السابقة للانتخابات المقبلة· ولكن لم يعد هذا التنبؤ مرجحاً تحققه لصالح ليفني، خاصة مع تزايد احتمالات فوز خصمها بنيامين نتانياهو، زعيم حزب ''الليكود'' اليميني المعارض· من ناحيته رد الرئيس بيريز على طلب ليفني بالقول إن الدستور الإسرائيلي لا يزال يمنحه بضعة أيام يستطيع خلالهـــا التشــاور مع بعض قادة الأحزاب السياسية، قبل الإعلان عن الانتخابات المقبلة· وأضاف قائلاً إن عقد الانتخابـــات ليس حدثاً مأساوياً إذا ما دعت الضرورة· والمرجح أن تجرى الانتخابات هذه إما في شهر فبراير أو مارس المقبل، مـــع العلم أنه كان يفترض إجراؤهـــا في الأصـــل في عام ·2010 وكانت آخر خمسة انتخابات أجريت في إسرائيل سابقة لأوانها جميعاً، بسبب عدم تمكن أي من الحكومات الإسرائيلية الأخيرة من إكمال ولايتها المقررة لها أربع سنوات· ومن الناحية الإجرائية العملية، يعني فشل ليفني في تشكيل حكومة ائتلافية خلال الفترة الزمنية المحددة لها عقب فوزها بالانتخابات الأخيرة، استمرار رئيس الوزراء الحالي، إيهود أولمرت، في منصبه لبضعة أشهر أخرى، إلى حين إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة بعدها، على رغم أنه قد أرغم على تقديم استقالته بسبب اتهامات الفساد التي لاحقته مؤخراً· يذكر أن ليفني كانت قد فازت على منافسها أولمرت بفارق أصوات ضئيل جداً، لتحل محله في زعامة الحزب اعتباراً من شهر سبتمبر المنصرم· وعلى رغم أن حزب ''كاديما'' يعتبر الحزب الأكبر والأعلى تمثيلاً داخل الكنيست الإسرائيلي، فإنه لا يحتل سوى 12 مقعداً من جملة المقاعد البرلمانية البالغ عددها ·120 وعليه فهو مطالب بالتعاون مع الكثير من حلفائه وشركائه في الأحزاب الأخرى، كي يتسنى له الحكم· وكان حزب ''العمل'' بقيادة إيهود باراك، قد أعلن استعداده للمشاركة في تشكيل حكومة تقودها تسيبي ليفني، إلا أن الأحزاب والقوى السياسية الأخرى الصغيرة -التي تحافظ على توازن القوى في السياسة الإسرائيلية- رفضت الدخول معها في شراكة حكومية، ما لم تلبِ المطالب السياسية والمالية التعجيزية التي تقدمت بها لليفني· وقد عرفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية منذ مدة بانتقاداتها للتكتيكات التقليدية المتبعة في السياسة الإسرائيلية، فضلاً عن ذيوع اسمها بسبب دفاعها المستمر عن ''الحكم النظيف'' في بلادها· ومع ذلك بذلت ما تستطيعه كي تلبي المطالب التي تقدم بها حزب ''شاس''، اليميني المتطرف المشارك في حكومة أولمرت الحالية· ومن بين هذه المطالب تخصيص زيادات كبيرة إضافية في علاوات الطفولة· غير أن ليفني رفضت الاستجابة لتوفير القيمة الإجمالية الباهظة لهذه الزيادات على حساب الخزانة العامة· كما رفضت الاستجابة لشرط تعجيزي آخر حدده حزب ''شاس'' مسبقاً وقبل إعلان موافقته على الدخول في تشكيل حكومي بقيادتها: ألا تثار مسألة القدس مطلقاً في أي مفاوضات مستقبلية تجرى مع الفلسطينيين· تعليقاً على هذه المطالب، قالت ليفني: لقد أبديت استعداداً لدفع ثمن ما، لقاء تشكيلي لحكومة ائتلافية جديدة، إلا إنني فضلت عدم المساومة في صنع مستقبل اقتصادي ودبلوماسي أفضل لإسرائيل، وكذلك في تحسين مستوى الممارسة السياسية فيها· وقد أكد هذا الموقف ''تزاشي هانجبي'' -وهو مشرع وشريك لليفني، تولى المفاوضات مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى حول تشكيل الحكومة الجديدة نيابة عن حزب كاديمــا- بالتصريح الذي أدلى به للإذاعــة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي بقوله: ''فما أن أدركت ليفني أن الخيار المتاح أمامها هو بين الابتزاز السياسي وإجراء الانتخابات، حتى أعلنت على الفور تفضيلها لإجراء الانتخابات''· واستطرد المتحدث إلى القول: فخيارنا هو إجراء الانتخابات المبكرة السريعة· وخلالها سوف يختار الناخبون بين اللامسؤوليــــة والقيـــادة المسؤولــــــــة· وانشغل الساسة والمحللون طوال يوم الأحد الماضي بالحوار حول ما إذا كان ذهاب ليفني إلى شيمون بيريز وحثه على الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة قبل أسبوع كامل من انقضاء الأجل الذي حدده لها الدستور عقب فوزها بالانتخابات الأخيرة، يشير إلى ثقتها القوية بنفسها وبقدرتها على انتزاع الفوز في الانتخابات المقبلة، أم أنه دليل على عجزها وتسليمها بالهزيمة المبكرة السابقة لتوليها منصب رئيس الوزراء؟ وبينما أطرى مؤيدوها على عدم انكسارها ورضوخها للابتزاز السياسي الذي حاول حزب ''شاس'' ممارسته عليها، أكد بعضهم أن شاس لم يتفاوض مع ليفني انطلاقاً من نوايا صادقة سليمة أصلاً تهدف إلى الدخول في شراكة حكومية معها، خاصة بعد إبرامه صفقة سرية مع قادة حزب ''الليكود'' اليميني· غير أن خصومها ومنتقديها، الذين يرون فيها شخصية جديدة نوعاً ما في الحياة السياسية الإسرائيلية، نظروا إلى عجز ليفني عن تشكيل حكومتها خلال المدة المقررة لها، باعتبارها تأكيداً إضافياً على ضعف خبرتها السياسية· لكن وفي التحليل النهائي، على حد قول ''جادي وولفسفيلد''، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، فإن تفسير خطوة ليفني هذه وتعجيلها الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، سيفسر حسب رؤية كل طرف من الأطراف إلى ليفني وحزب ''كاديما'' الذي تولت قيادته· وعلى أية حال، فإنه ليس بالضرورة أن يُترك ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية، أي تأثيرات على نتائج الانتخابات التي سوف تجرى في العام المقبل، ذلك أنه ليس مستبعداً أن تحدث تطورات سريعة مذهلة ومفاجئة في السياسة الإسرائيلية بحلول ذلك التاريخ· إيزابيل كيرشنر- القدس ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©