الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اهتمام الحامل المصابة بالربو بنفسها أفضل طريقة لرعاية جنينها

اهتمام الحامل المصابة بالربو بنفسها أفضل طريقة لرعاية جنينها
6 مايو 2012
إن الربو خلال الحمل يمكن أن يُعرض المرأة الحامل وجنينها لمخاطر صحية في حال لم تكن لها دراية كاملة بمبادئ إدارة الربو، ومعرفة كافية بكيفية التعامل مع نوباته بطرق بسيطة وآمنة، سواءً من خلال التجاوب مع رسائل الجسم وتحذيراته في وقت مبكر، أو عبر استخدام أدوية موصوفة غير ذات أعراض جانبية على الحامل وجنينها. فهذه المعرفة تغدو بالنسبة لك بمثابة الإسعافات الذاتية الأولية التي لا بد لك من الإحاطة بها حتى لا تقطعي عن جنينك إمداداته من الأوكسجين إلى أن تضعيه بأمان وسلام. الربو هو مرض رئوي تنفسي مزمن. وإذا كنت مصابةً به مسبقاً ومتعودةً على علاجه بفعالية وتمكنت من السيطرة على أعراضه خلال الحمل، فإن ذلك يعني أن مخاطره ومضاعفاته عليك وعلى جنينك هي ضئيلة جداً أو معدومة. ولكن، إذا كنت تعانين من ضعف سيطرتك على الربو وتحكمك في أعراضه خلال الحمل، فذلك قد يزيد مخاطر إصابتك بمشاكل صحية عديدة من بينها حرمان الجنين من الأوكسجين، والشعور بالدوار والغثيان كل صباح، والنزيف المهبلي، وارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول بعد مرور 20 أسبوعاً على الحمل، وانحسار نمو الجنين، ومضاعفات في المخاض، والحاجة إلى عملية قيصرية، والولادة المبكرة، ونقصان الوزن عند الولادة. وفي الحالات المستعصية، يمكن أن يؤدي الفشل في التحكم في الربو وحسن إدارته إلى تعريض حياة الجنين للخطر. حمل شاق يُصنف الربو إلى أربعة أصناف عامة، تبدأ بالربو الخفيف وتنتهي بالربو المستعصي. ولا يؤثر الحمل عامةً على حدة الربو. ومن المفارقات أن بعض النساء تصبح أجسامهن أقدر على التحكم في الربو وأعراضه خلال الحمل، ويحدث ذلك على نحو تدريجي وتصاعدي كلما اقتربت المرأة من الوضع. ومن الممكن أيضاً أن يجعل الحمل حياة المرأة أصعب مع الربو، فتضعف إدارتها للربو وتزداد معاناتها، خصوصاً خلال الفترة ما بين الأسبوع التاسع والعشرين والسادس والثلاثين من الحمل. وليس من الواضح إلى الآن سبب تحسن إدارة الربو لدى بعض النساء عند الحمل وسبب تفاقمها لدى أخريات. غير أن الأكثر شُيوعاً هو أن حالة النساء مع الربو تسوء في الفترات الأخيرة من الحمل لأنهن يتوقفن عن أخذ أدوية الربو بعد الحمل. ما يؤثر على جودة إدارتهن لأعراض الربو وحدة نوباته. وإذا كنت تعانين من الربو، فاحرصي على برمجة مواعيد ليس مع طبيب نساء وتوليد فقط، وإنما مع طبيب ربو وحساسية وطبيب أمراض صدرية واختصاصيين آخرين. فلكل واحد من هؤلاء دور في مساعدتك على حسن إدارة الربو خلال الحمل وتوصيف الأدوية والعلاجات الأنسب لك في مرحلة التخطيط للحمل حتى تكوني في أتم جاهزيتك الصحية والنفسية عند الحمل. ونظراً لأن أعراض الربو قد تزداد أو تتفاقم خلال الحمل، فإن أعضاء الفريق الطبي المتابعين للحامل يحرصون جميعهم على مراقبة حالتها عن كثب وبانتظام. أدوية الربو من المعلوم والمحسوم لدى غالبية الأطباء والباحثين أن تناول أدوية الربو خلال الحمل يمكن أن تؤثر على الجنين. ومن بين بواعث القلق بشأن صحة الجنين هو زيادة استخدام حبوب الكورتيزون من نوع «systemic glucocorticoids» التي يمكن أن تتسبب للجنين في الإصابة بمرض «النقص الكظري للمواليد الجدد» الذي تصبح فيه غدده الكظرية غير قادرة على إنتاج ما يكفي من بعض الهرمونات التي يحتاجها مباشرةً بعد الولادة. وعلى الرغم من ذلك، فإن غالبية أدوية الربو المطورة حديثاً صممت بحيث يكون استخدامها آمناً للمرأة حتى خلال فترة حملها. ويجدُر التنويه إلى أن تناول أدوية الربو خلال فترة الحمل يعد أكثر أماناً لصحة الجنين من عدم أخذ أي دواء بالمرة والاستسلام لأعراضه ونوباته. ففي نهاية المطاف، عندما تواجه الأم مشاكل في التنفس، فإن الجنين يتأثر بذلك مباشرةً ولا يصل رئتيه ما يكفي من الأوكسجين. وإذا كنت تجدين في نفسك حاجةً ملحةً لتناول الأدوية لمساعدتك على التحكم أكثر في أعراض الربو خلال الحمل، فلا بأس في ذلك، لكن شرط أن يتم هذا الأمر بالاتفاق مع طبيبك الذي لا شك سيحرص على توصيف الأدوية الأكثر أماناً، وينصحك بالجرعات الأنسب لحالتك. ولكن عليك في هذه الحال أن تتناولي تلك الأدوية بجرعاتها كما هي موصوفة بالضبط دون تهاون أو استسهال. وإياك أن تُوقفي تناول الدواء أو تعدلي جرعاته من تلقاء نفسك ودون إيعاز من الطبيب. فهذا الأخير هو الشخص الوحيد المخول بتعديل جرعات دوائك، أو نصحك بوقفه عند الاقتضاء تبعاً لحالتك وصحة الجنين ومدى تأثره سلباً أو إيجاباً بطريقة إدارتك للربو. وتحتاج الحامل في بعض الحالات ألا تكتفي باستشارة طبيب الأسرة لوحده أو اختصاصي الربو لوحده، بل عليها أن تواظب على زيارتهما كليهما إلى أن تضع حملها بأمان. وإذا كنت متعودةً على أخذ حقن مضادة للحساسية قبل الحمل، فيمكنك الاستمرار في أخذها خلال الحمل. ولكن حذار من بدء أخذها لأول مرة خلال الحمل، فهي أمر لا ينصح به الأطباء نظراً لأن الحقن المضادة للحساسية من شأنها أن تُسبب استجابةً حساسةً خطيرةً من قبيل الاستجابة المعروفة بفرط الحساسية، أو التأق وفق اصطلاح بعض الأطباء، خصوصاً في المرحلة المبكرة من العلاج. وتتجلى خطورة فرط الحساسية في كونه يمكن أن يُسبب للحامل وجنينها معاً مضاعفات قد تودي بحياتهما معاً. فحوص خاصة إذا كنت تجدين صعوبةً في إدارة أعراض الربو المعتدلة أو الحادة، أو كنت ما زلت تتعافين من إحدى نوباته، فقد يوصيك الطبيب بإجراء سلسلة من فحوص الموجات فوق الصوتية ابتداءً من الأسبوع الثاني والثلاثين لمراقبة نمو الجنين ونشاطه. وخلال هذه الفحوص، يُستخدم التوتر العالي لهذه الموجات الصوتية لإنتاج صور عن الجنين وحركاته داخل الرحم. وإذا كانت أعراض الربو لديك تتفاقم أو تسوء اطراداً، فعليك مراجعة طبيبك ولو قبل مجيء موعد الزيارة ليطمئن على الجنين إلكترونياً، ويعرف وضعه الحيوي عبر إجراء فحص ما قبل الولادة. ويتيح هذا الفحص مراقبة نبضات قلب الجنين وتوفير قراءة لحالته الصحية عبر الموجات الصوتية. ويتم خلال فحص الوضع الحيوي تقييم دقات قلب الجنين وأنفاسه وحركاته وعضلاته ومستوى السائل الأمنيوسي المحيط به. وقد يطلب منك الطبيب بعد الفحص أن تنتبهي أكثر إلى مستوى حركة الجنين ونشاطه داخل رحمك. الوقاية من المضاعفات يُجمع الأطباء على أن اهتمام المرأة الحامل بنفسها هو أفضل طريقة للاهتمام بجنينها. ولذلك فهم ينصحون الحامل بالآتي: ? التزمي بمواعيدك مع الطبيب. واحرصي على عدم تفويت أي موعد طيلة فترة أشهر الحمل التسعة. اطرحي عليه أية أسئلة قد تتبادر إلى ذهنك أو هواجس قد تقلقك. فإحاطتك علماً بتفاصيل حالتك يُساعدك على تخفيف التوتر والقلق المعروف أنهما يؤديان إلى مفاقمة حالة المصاب بالربو. ? تناولي أدويتك كما هي موصوفة. وإذا كان لديك شكوك أو هواجس تقلقك بشأن تأثير أدويتك على الجنين، فلا تترددي في مراجعة طبيب النساء والتوليد الذي تتابعين معه، وطبيب الربو أيضاً. ? تجنبي مسببات نوبات الربو. واحرصي على ألا تتعرضي للتدخين السلبي أو مهيجات محتملة أخرى كالرطوبة أو حبوب اللقاح أو الغبار أو وبر الحيوانات. وإذا كان النشاط البدني يسبب لك الربو، فإن بإمكان الطبيب المعالج أن يصف لك علاجاً يقلل هذه الأعراض. ? تحكمي في الارتجاع المعدي المريئي. فهذا المرض الهضمي المزمن الذي يسبب لصاحبه ارتجاعاً حامضياً وحرقةً في المعدة من شأنه أن يُفاقم أعراض الربو لديك. وإذا أصبت بهذا الارتجاع، فاعلمي أنه يمكنك تخفيف حدته عبر رفع مستوى سريرك على مستوى الرأس أو النوم على وسادتين بدل واحدة، وتناوُل وجبات أقل حجماً، والانتظار ثلاث ساعات على الأقل قبل الاستلقاء على السرير، وتجنب الأطعمة التي يبدو أنها تُسبب لك حرقة المعدة. ? اعرفي محاذيرك. فإذا كنت تدخنين، فاطلبي من طبيبك مساعدتك على الإقلاع. فالتدخين يُفاقم كثيراً حالة المصاب بالربو. كما أنه يمكن أن يتســـبب لك ولجــــنينك في مشاكل صحية عويصة. ? تجاوبي مع إشارات بدنك التحذيرية. وتأكدي من التعرف على الإشارات الأولى والأعراض المبكرة قبل تفاقم حالة الربو لديك، مثل السعال وضيق الصدر وضيق التنفس أو صعوبة التنفس. وتحدثي إلى طبيب أسري أو اختصاصي ربو حول العلاجات المنزلية، واحرصي على أن تعرفي بالضبط متى يجب أن تطلبي مساعدةً طبيةً. هشام أحناش عن موقع «mayoclinic.com» المخاض والإرضاع غالبية النساء لا يعانين أعراض ربو شديدةً خلال المخاض أو الوضع. لكن الأطباء ينصحون الحوامل المصابات بالربو بالخضوع بانتظام لفحوص مراقبة صحة الجنين خلال المخاض والوضع. وإذا كنت تتناولين أحد أدوية الربو، فاستمري في ذلك أثناء المخاض والوضع. وإنْ مر المخاض والوضع بسلام، فلا بأس بإرضاعك مولودك الجديد، حتى وإن كنت تتناولين الأدوية، فلبنك يفيده كثيراً ولا يضيره أبداً. هل الربو وراثي؟ هناك العديد من العوامل التي يعتقد أنها تزيد فرص إصابة المولود بالربو، ومن بينها وجود قريب مصاب كأحد الأبوين أو الإخوة، أو في حال كانت الحامل تدخن خلال فترة حملها. فتحدثي إلى طبيب طفلك بشأن بواعث قلقك بشأن صحة رضيعك. فالربو بحد ذاته لا يسبب مشاكل صحية، لكن سوء إدارته وتدبيره هو ما يفاقمه ويسبب مضاعفات، ولذلك فإن الطريقة المثلى لتعايش المرأة مع الربو خلال الحمل هي الإلمام التام بطرق إدارته، والاستجابة لتحذيرات الجسد وإشاراته المبكرة للقيام برد فعل استباقي عبر الابتعاد عن مسبباته ومهيجاته وتناول الدواء الموصوف أو مراجعة الطبيب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©