فتحي سلامة: عصر الألبومات انتهى والبقاء للأغنية المنفردة

سعيد ياسين (القاهرة) - عشق الموسيقار المصري العالمي فتحي سلامة، الذي يعد واحداً من أهم مؤلفي وموزعي ومنتجي الموسيقى في العالم، الفن منذ صغره، وتعلم العزف على البيانو وهو لم يتجاوز ست سنوات، وبدأ العمل في الأماكن العامة ‏وهو في الثالثة عشرة، ورغم دراسته الهندسة في جامعة عين شمس، فإنه صقل موهبته بدراسة فن الجاز في مصر وأميركا على يد عمالقة الجاز مثل باري هاريس وهال ‏جالبر وماليك عثمان وبات باتريك، ‏كما تأثر ‏بفنانين كلاسيكيين أمثال بارتوك وتشايكوفسكي. «أشعار الثورة» وقال فتحي سلامة لـ”الاتحاد”، إنه يستعد لعدد من المشاريع الموسيقية الجديدة منها مشروع “أشعار الثورة” الذي يتعاون فيه مع الشاعر جمال بخيت، ويدور حول شباب كثيرين ظهروا مؤخراً لديهم موهبة حقيقية وتعاون معهم وقدموا أكثر من حفل في الأوبرا، وضم كل حفل 7 او 8 شعراء. وأشار إلى أن ما دفعه لهذا المشروع هو عدم تقديم أعمال جيدة عن ثورة 25 يناير على صعيد الكلمات أو الألحان، حيث أن ما قدم كله أغان خفيفة ومن أناس ليست لديهم إمكانيات صوتية وخرجوا للبحث عن الشهرة. وأوضح أنه يعكف على وضع اللمسات النهائية للألبوم الغنائي مع المطربة الجزائرية كريمة نايت. وقال: تتبقى فقط عملية المكساج، ونحن نقوم بتنفيذه منذ سنوات، ومعظم كلماته عن مشاكل سياسية واجتماعية عربية، وكريمة قامت بكتابة الكلمات وقمت بالباقي تلحيناً وتوزيعاً وانتاجاً. قرصنة الأغاني ويرى سلامة، أن عصر الألبومات الغنائية انتهى لأسباب كثيرة، منها هبوط سوق الكاسيت وسرقة الأغنيات عن طريق النت وغيرها، وهذا طبيعي في ظل التطور التكنولوجي، وأصبح البقاء للأغنية “السينجل”، خصوصاً وان المنتجين لم يعد يمكنهم التكسب من وراء الألبومات ولا من الحفلات اللايف التي تراجعت بسبب ما يحدث في العالم العربي. وتوقف فتحي سلامة عند فوزه كأول فنان في العالم العربي بجائزة “جرامي” عن ‏ألبوم “‏Egypt‏” عام 2004. وقال: هذه الجائزة تشبه جائزة الأوسكار ولكنها في الموسيقى، ويصوت لها 12 ألف متخصص في جميع الفروع الموسيقية ومنها التأليف والتوزيع وهندسة الصوت، وتعاونت في هذا الألبوم مع المطرب العالمي ‏‎يوسو ندور، وتناول الألبوم الموسيقى الإسلامية السنغالية وارتباطها ‏تاريخياً بالموسيقى العربية، ‎وكان مشروعاً فنياً ضخماً تم إنتاجه بين السنغال ومصر وفرنسا بين عامي 1999 و2003، وتم ‏عرض هذا العمل الضخم في جولات على مسارح العالم من 2004 إلى 2007 في أفريقيا وأوروبا وأميركا ومصر، كما حصلت عنه على جائزة من بي بي سي”. وعن أبرز أعماله قال: شاركت في حفل عازف الجيتار العالمي ‏‎Al Di Meola‎‏ في القاهرة عام 2009، ووزعت في نفس العام ثلاث أغنيات للمطربة العالمية Cesaria Evora الحائزة على جائزة الجرامي و 12 أسطوانة ذهبية‏، وألفت موسيقى فيلم “المسافر” لعمر الشريف و إخراج أحمد ماهر، والذي شارك في المسابقة الرسمية ‏لمهرجان فينيسا السينمائي 2009‏، وحصلت على جائزتين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن أحسن موسيقى تصويرية عام 2001 لفيلمي “جنة الشياطين” ‏و”علامات أبريل”‏، وتعاونت عام 2002 مع الموزع الدنماركي ‏‎Lars Bo‎‏ لإنتاج عمل فني ضخم ‏ Oriental Cut”‎‏” والذي عرض في عدة دول ‏إسكندنافية، وأنتجت أول عرض ملتي ميديا بعنوان “كشري” عن طريق استخدام الآلات التقليدية الشرقية بأسلوب إلكتروني مع مواد مرئية، و‏قدم هذا العرض في عدة دول أوروبية كما صدرت مقطوعتي “مقسوم” و”ماشي الحال” في ألبومات موسيقية منوعة.‏ تقليد زائد للغرب ولفت إلى أنه قام بتوزيع أكثر من ألفي أغنية خلال الفترة من 1980 وحتى 1990 وأضاف: أي مطرب ظهر وحقق شهرة خلال هذه الفترة ستجده غنى لي، ومنها كل أغاني محمد منير الأولى وعمرو دياب وعلي الحجار وانوشكا، ونفس الفورمة التي يعملون بها منذ ذلك الوقت وحتى الآن خاصة بي مع تطوير يكاد يكون منعدما وتقليد زائد للغرب. وأكد أنه تحرر من أجواء غير صحية كثيرة في سوق الأغنية قبل سفره إلى الخارج، وانه لا يزال يحافظ على تحرره. وقال: أتعامل بشروطي وليس بشروط الآخر، مثلما فعلت مع منير في أغنية “ ليالي” في ألبومه الأخير، وهو فاهم، وأنا غالباً أتعاون مع المطربين الذين لديهم قابلية للتحديث والتعلم. «شرقيات» يقول فتحي سلامة: فرقتي الموسيقية “شرقيات” التي كونها عام 1989 حققت ما كنت أصبو إليه وهي الآن تقدم مشاريع مع كثيرين، وقد كونتها للخروج من الجو الرديء للموسيقى العربية، واتجهت بها إلى أناس وشركات تفهم وتريد ان تسمع، وليس لدي مشكلة مع الجمهور المصري، فهو جمهور ذواق ويفهم، لكن جميع وسائل التوصيل ومنها التلفزيون الحكومي والراديو وشركات الإنتاج رديئة للغاية.