الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا دفاع عن مخطئ !

3 يناير 2010 00:55
سألني أحد القراء سؤالاً مهماً في أعقاب كلمتين كانا بين سطور إحدى المقالات أعلنت فيهما نفوري مما حدث من تجاوز في أحد البرامج التليفزيونية ضد نقاد الصحافة الرياضية وكتاب الأعمدة فيها.. وكان سؤال المتصل يقول “وهل كل النقاد شرفاء”؟! ورغم الاستفزاز الواضح في السؤال إلا أنني تمالكت نفسي وقلت بإيجاز ما معناه إن في كل مهنة على وجه الأرض الصالح والطالح.. ولا أحد يستطيع بالطبع الدفاع عن مخطئ.. لكن الذي أستطيع أن أؤكده أن الأغلبية بخير.. والقاعدة سليمة .. وطالما أنها كذلك فيجب ألا أن نتوقف كثيرا عند الاستثناءات لكونها موجودة وستظل في كل زمان ومكان. أما الشأن الآخر فلا أحد يجيز التطاول والشتائم والاتهامات الأخلاقية دونما دليل.. ويجب ألا تستسهل الناس الاتهامات الخطيرة إلى هذه الدرجة لمجموعة من رموز العمل الصحفي الإماراتي الذين كان لهم الفضل في تأسيس صحافة رياضية حقيقية قائمة على أسس علمية ومهنية وأخلاقية لدرجة أنه تم توصيف النخبة التي قادت مفاهيم التحول الصحفي مع بداية الثمانينيات أنها صاحبة الثورة الأولى في تاريخ العمل الصحفي الرياضي الإماراتي.. وظل التطور قائما من عام لعام حتى اكتسبت صحافة الإمارات مكانة عربية مرموقة .. والأكثر من ذلك أن مدربا في حجم الإيراني حشمت مهاجراني وصفها أيام عمله معنا بأنها صحافة ترتقي إلى العالمية.. والرأي نفسه قاله المدرب البرازيلي الشهير كارلوس البرتو بيريرا ذات يوم ونحن في عز مجدنا الكروي. ليس من حق أحد أن يتطاول على أحد، خاصة إذا كان من يتطاول لايمتلك المقومات المهنية فما بالك إذا كان دخيلا عليها ومابين ليلة وضحاها أصبح ناقدا ! هل تعرفون كيف يصبح الناقد ناقدا في أعراف المهنة .. وكم من السنوات يقضيها .. وكم من الأشكال المهنية يمارسها ويتقنها قبل أن يحظى بكتابة عمود أسبوعي وليس يومي! للأسف الشديد نحن نستسهل كل شيء ونقول أي شيء دون رقيب وحسيب! الأخ الكاتب الصحفي محمد الجوكر الذي انتقده من لايعرف أصول النقد أصبح كاتبا بعد أن كابد وعاني وتمرس.. إنه من النوعية التي يجب أن نفتخر بها لأنه تحمل قسوة البداية في المجال الإعلامي كما تحملها الرعيل الأول من أبناء الإمارات الذين تحملوا قسوة البداية وهم يؤسسون لرياضة الإمارات فأين أنتم من هذه البدايات القاسية حتى تسيئوا للناس بهذه السهولة ؟!. سيظل محمد الجوكر نموذجا لابن الإمارات العصامي الذي بنى نفسه بنفسه ودخل هذا المجال الصعب الذي لا ينفع فيه المدللون. أما الصحفي الصاعد بقوة راشد الزعابي الذي وصموه بأنه “ صحفي إحصاءات”.. فهو أحد أبناء الجيل الجديد “ جيل الديجيتال” المتعلم .. فهو قاعدة بيانات متحركة.. يعتمد في أطروحته على الرقم والإحصائية بعيدا عن الإنشاء والكلمات الفضفاضة.. لقد مارس المهنة ولم يهبط عليها من السماء كما الآخرون.. كان حريصا على التعلم المهني والأخلاقي وكان طبيعيا أن يدافع عن الرموز الصحفية التي تربى بينها وترعرع.. إنه يملك الحاسة الصحفية التي هي أساس المهنة ويملك موهبة الأسلوب .. وهي الصفات نفسها التي يتحلى بها الزميل محمد البادع.. هذه مجرد نماذج إماراتية مفرحة يجب أن نفاخر بها.. لا أن نقلل من شأنها بكلمات غير مسؤولة من غير ذي اختصاص للأسف الشديد. آخر الكلام ترجل الكاتب الصحفي المرموق كمال طه أحد أبرز الصحفيين العرب وأحد المؤسسين لصحافة الإمارات.. وترجل الزميل محمد حمصي بعد بلوغه السن القانونية بعد مسيرة قوامها 34 سنة من العطاء السخي في موقع واحد وهذه ظاهرة نادرة الحدوث.. إنهما يستحقان كل التكريم.. هكذا عودتنا الإمارات المعطاءة الوفية لكل المخلصين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©