السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المصابيح الزرق» دراما سورية ترصد زمن الحب والحرب

«المصابيح الزرق» دراما سورية ترصد زمن الحب والحرب
6 مايو 2012
يعود المخرج السوري فهد ميري إلى أيام الحرب العالمية الثانية وزمن الاحتلال الفرنسي لسوريا في أربعينيات القرن الماضي، ليقدم ملحمة وطنية في مسلسل تلفزيوني جديد بعنوان «المصابيح الزرق»، والمسلسل، المنتظر عرضه في رمضان القادم، مأخوذ عن رواية للكاتب السوري حنا مينة بالعنوان نفسه، وقام بكتابة السيناريو والحوار السيناريست محمود عبد الكريم، ويشارك بأداء الأدوار الرئيسية فيه عدد من نجوم الدراما السورية، في مقدمتهم أسعد فضة وغسان مسعود وسلاف فواخرجي وزهير رمضان. عمّار أبو عابد (دمشق) - تدور أحداث المسلسل في مدينة اللاذقية على الساحل السوري، قبل اندحار الاحتلال الفرنسي بعدة سنوات، وترصد تفاصيل حياة أهالي المدينة البسطاء والفقراء ونضالهم ضد الاستعمار، وما يتعرضون له من ظلم جراء ممارسات الاحتلال. حيث يتناول العمل حكايات عدة أسر فقيرة تجتمع في خان «فندق»، وتكافح من أجل الحياة والحصول على قوتها اليومي. ورغم حالة العوز التي تعاني منها شخصيات المسلسل، إلا أنها تعكس وعياً شعبياً عميقاً بواقعها، وإرادة قوية في رفض الاحتلال، تعبر عن نفسها بدعم الأهالي للثوار مادياً ومعنوياً، وتلاحم جميع فئات وأطياف الشعب السوري ضد المستعمر. الحب والأمل ويقول مخرج العمل فهد ميري لـ»الاتحاد»: إن عنوان العمل «المصابيح الزرق» يشير إلى المصابيح التي كان الأهالي يستخدمونها خلال الغارات الفرنسية، حيث كانوا يقومون بطلاء المصابيح باللون الأزرق، لكيلا تراها الطائرات المغيرة، وهي في الوقت نفسه ترمز إلى الحب والأمل، اللذين كانا يسودان رغم القهر والعذاب والموت. ويضيف: المسلسل بانوراما لواقع الحياة والعلاقات الاجتماعية في ذلك الزمن، ويتضمن خطوطاً درامية متشعبة ومتنوعة، تربط بين الريف والمدينة، وتتضمن الكثير من الحكايات، وهي لا تخلو بالطبع من قصص الحب الجميلة والتفاصيل الإنسانية النبيلة. وكسائر روايات حنا مينة، فإن الأحداث تنسج خيوطها لتعكس واقع مجتمع كامل، في زمان ومكان محددين، وهكذا فإن المسلسل لا يركز على الحدث السياسي بشكل مباشر، بل يقدمه في إطار الصورة العامة لحياة الشخصيات وسيرورتها. اجتماعي تاريخي ويعتبر المخرج ميري أن العمل من أضخم الإنتاجات التلفزيونية السورية لهذا الموسم، وقد رصدت له الشركة المنتجة كل الإمكانيات المطلوبة ليخرج بأفضل صورة، ويشارك فيه أكثر من مئتي فنان وفنانة، منهم: أندريه سكاف، ضحى الدبس، جهاد سعد، محمد حداقي، مجد فضة، سعد مينة، تولاي هارون، جرجس جبارة، بشار إسماعيل، وضاح حلوم، محمد الأحمد، رنا جمول. ويضيف المخرج: «المصابيح الزرق» عمل اجتماعي تاريخي، يتطلب دقة في اختيار أماكن التصوير، والديكورات والإكسسوارات والملابس الخاصة بتلك المرحلة التاريخية، وهذا كله يحتاج إلى نفقات إنتاجية سخية، وإلا، فإن المسلسل سيعاني من الخلل، وسيلحظ المشاهد هذا الضعف على الشاشة، حتى لو كان النص وأداء الممثلين في أبهى صورة. ولذلك تم تأجيل العمل عدة سنوات، إلى أن توفرت له الموارد المطلوبة. وقد جرى تصويره بين دمشق واللاذقية وطرطوس ومصياف، وتنقلنا ما بين الساحل والجبال، وحاولنا أن نستحضر تفاصيل البيئة بكل جمالياتها، وكما كانت عليه في ذلك الزمن. رومانسية وكفاح تلعب الفنانة سلاف فواخرجي في العمل دور «رندة»، وهي فتاة رومانسية تعيش قصة حب دافئة جداً، وبالتوازي مع هذا الجانب في شخصيتها، تبدي مشاعر وطنية قوية، وتشارك في النضال ضد الاحتلال الفرنسي، وتتوق لكي يحصل وطنها على الحرية والاستقلال. وتثني سلاف على النص والسيناريو وترى أنه من الأعمال المهمة جداً، كما أن شخصيتها تبرز دور المرأة وفعاليتهـا، ومشــاركتها جنباً إلى جنب مع الرجل، في النضال ضد المستعمر. أما الفنان أسعد فضة، فيلعب دور صاحب الخان «أبو فارس»، وهو رجل طيب ومحب لعمل الخير ومساعدة الناس. مهنته الأساسية بناء البيوت، ويستضيف في «الخان» عدداً من الأسر التي عانت من الفقر والظلم والاضطهاد تحت نير الاحتلال، وهو يشارك كغيره من أبطال العمل في دعم الثوار والتعاون معهم ضد المستعمر. ويلعب الفنان أندريه سكاف شخصية «عازار»، ويقول إنه عانى مع هذه الشخصية كثيراً، على صعيد الأداء الحركي، لأن لديها ساق مقطوعة، وتحتاج إلى تركيز وجهد كبيرين، من الناحية البدنية، لكنه يقول إن «عازار» سيدهش المشاهد، ويشكل مفاجأة له. تفاؤل رغم الصعوبات أما الفنانة رنا جمول فتجسد شخصية «مريم السودا»، وهي إحدى نزيلات الخان مع زوجها الإسكافي «نايف»، وتقول: إن شخصية مريم مركبة ومعقدة، فهي تارة تبدو عصبية المزاج وتفتعل المشكلات بشكل دائم، وتارة أخرى تبدو طيبة القلب وحنونة. فحالة الفقر الشديد الذي تعيشه مع زوجها، تجعلها في مزاج سيئ، لكن الحب بين الزوجين يجعلهما يتغلبان على بؤسهما، ويشعران بالتفاؤل والأمل رغم كل شيء. وتؤدي تولاي هارون شخصية «ميلو»، وهي امرأة فقيرة، تعيش مع زوجها في غرفة رطبة في «الخان»، ما يجعلها تصاب بالروماتيزم، وهي تحلم دائماً بالعودة إلى مدينتها صافيتا. بينما تشارك الفنانة سوسن أبو عفار بدور أرملة شابة، تنذر حياتها لرعاية ابنها الوحيد «جميل»، وتحاول أن تؤمن له لقمة العيش، وتحرص عليه بشكل مبالغ فيه. واعتبرت سوسن مشاركتها في هذا العمل فرصة رائعة، ولاسيما أنه عمل ملحمي عن رواية لكاتب كبير، ويشارك فيه نخبة من النجوم، كما أشادت بأسلوب المخرج فهد ميري، الذي يعمل مع الممثل على تطوير أدائه، وتقديم أفضل ما لديه. ويؤدي الفنان زهير رمضان شخصية «أبو رزوق» الذي لا يتوقف عن سرد قصص خيالية لا تصدق حول مغامرات عاشها في الأرجنتين، حيث أمضى هناك فترة من شبابه، ويقول رمضان عن هذه الشخصية: إن أبو رزوق يروي قصصاً غير معقولة لكي يعوض عن خيباته الكثيرة، وهو شخصية تضفي شيئاً من الطرافة على أجواء «الخان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©