الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمد الحاي رسام ومصمم ومهندس توصيلات إلكترونية

حمد الحاي رسام ومصمم ومهندس توصيلات إلكترونية
7 مايو 2015 22:20
أحمد السعداوي (أبوظبي) يمتلك مصابو اضطراب التوحد، إمكانات مبدعة ومواهب متفردة، تحتاج إلى من يرعاها ويوجهها إلى الطريق السليم حتى تؤتي ثمارها، وتنتج أشخاصاً ناجحين قادرين على الاعتماد على أنفسهم وإفادة المجتمع. هذا هو واقع الحال مع الطالب حمد الحاي (21 عاما)، الذي يمتلك أكثر من موهبة في الرسم والتصميم، ومجال التوصيلات الإلكترونية، مما أهله للمشاركة في مسابقة «مهارات الإمارات»، التي أقيمت في أبوظبي مؤخرا، محققاً المركز الأول على أقرانه من المشاركين في فئة الإلكترونيات، ما يعكس نجاح البرامج التأهيلية والخطط التدريبية التي تلقاها في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة. تطوير القدرات تقول فاطمة أحمد الهاملي، رئيس ورش العمل والتأهيل المهني بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، إنه تم اكتشاف موهبة الحاي في الرسم والتصميم في سن مبكرة، ولاحظ المشرفون أنه أثناء حصص التربية الفنية والرسم، وكذلك أوقات الفراغ، يتعلق الحاي بالخطوط الفنية والألوان ويتقن نسخ الرسومات والصور التي يشاهدها، وكثيراً ما كان يشارك في إضافة لمساته الفنية على الصور عند نسخه لها. وتضيف «هنا بدأ دور البرامج التدريبية والتأهيلية التي خضع لها حتى تطورت قدراته بهذا الشكل اللافت، عبر برامج التأهيل المهني والتدريب في ورش العمل والتأهيل المهني، حيث طور الحاي مهاراته، وأتيحت له فرصة تحسين مقدرته الفنية من خلال الأوقات التي تخصص له لإنجاز لوحاته الفنية من الرسم بأقلام الرصاص أو الألوان المائية أو الزيتية وكذلك الرسم على الزجاج». الإشراف والمتابعة وتوضح أن الحاي يمارس موهبته طبقاً لمواعيد يتم الاتفاق عليها معه ضمن برنامج التأهيل المهني، حيث يتطلب الإبداع الفني توافر الإحساس بالراحة والرغبة في الرسم، لذلك هناك مرونة في تحديد الوقت له للرسم وإظهار موهبته، تحت إشراف ومتابعة مدربو ورش العمل والتأهيل المهني، كما يمارس هوايته في الرسم في المنزل ويشرف عليه والداه وأسرته، ويلقى كل التشجيع منهم. وحول ما تعنيه منافسة طالب من ذوي التوحد في مسابقة كبرى مثل مسابقة مهارات الإمارات، تؤكد الهاملي أن مشاركة الطالب في هذه المسابقة أكبر دليل على القدرات الكامنة لكثير من ذوي اضطراب التوحد على التنافس، وإثبات قدراتهم المتميزة والفريدة من نوعها، خاصة أن ذوي التوحد تتعدد مواهبهم وقدراتهم، وقد يكون البعض منهم من بين العباقرة أو المبدعين وذوي المواهب الفريدة. وهذه المشاركات، من الوسائل الفعّالة لدمج ذوي اضطراب التوحد في مجتمعهم، حيث هم جزء لا يتجزأ منه مهما اختلفت طريقة تفاعلهم وتواصلهم فيه، حيث يمكن أن يتواصل ويتفاعل مع الآخرين. كما أنها من أفضل الفرص لإتاحة المجال لهم لتطوير ثقتهم في أنفسهم وإمكاناتهم وقدراتهم الكامنة، ما يدفعهم للمزيد من التطور والارتقاء بقدراتهم، فإحراز مراكز متقدمة مثل حالة الحاي تعد حافزاً له وللآخرين على تطوير قدراتهم بشكل أكبر. دورالأسرة بخصوص دور الأسرة في التعامل مع ذوي التوحد، خاصة إذا كان من أصحاب المواهب والقدرات المتميزة، ذكرت الهاملي أن للأسرة الدور الأكبر في تطوير وتعزيز قدرات ذوي التوحد، وذلك واضح في جميع الحالات التي نشرف عليها مباشرة أو اطلعنا عليها من قريب، أو في الحالات التي تضرب بها الأمثلة في تطوير المواهب والقدرات المتميزة، حيث تكون الأسرة هي الداعم الأساسي والمحفز الرئيس لاستكشاف وصقل القدرات والمهارات، خاصة في مراحل النشأة الأولى واستكمال ذلك في فترة المراهقة وما يليها، ما يحفز الطالب على الإبداع وبذل الجهد لتحسين المهارات والقدرات لديهم. دور محوري ترى فاطمة أحمد الهاملي، رئيس ورش العمل والتأهيل المهني بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية أن هناك دوراً محورياً للمؤسسات المجتمعية في رعاية أصحاب المواهب من الطلاب المصابين باضطراب التوحد، وغيرهم من ذوي الاضطرابات النمائية الشاملة، حيث ينبغي توفير المؤسسات الحاضنة التي تقوم باكتشاف وتنمية المواهب والمهارات على أسس علمية دقيقة ضمن أطر مدروسة ومناهج عملية نحو الارتقاء بهم نحو أقصى مدى من الإمكانات والتطوير الممكن لهم. وقالت إن الكثير منهم يتمتع بقدرات رياضية أو علمية أو حسابية أو قدرات في الذاكرة والحفظ، وكذلك الرسم والتصوير والفنون، مثل الفنان ستيفن ويلتشير، الذي أطلق عليه لقب «الكاميرا البشرية»، لما يتمتع به من قدرات غير عادية في عمليات التصوير جعلته من أفضل الاختصاصيين في مجاله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©