الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الساحر فالديفيا يحييكم ويقول: هذه جولتي

الساحر فالديفيا يحييكم ويقول: هذه جولتي
27 أكتوبر 2008 23:41
عندما انتهت الجولة الرابعة من دوري المحترفين الإماراتي هتف الفتى العيناوي فالديفيا عفوا أيها السادة''هذه جولتي''· وهذا اللاعب التشيلي الذي لا يتعدى عمره الخامسة والعشرين والذي هو قريب الشبه من الوجوه العربية والطباع العربية لابد وأن ينتابك سؤال وانت تراه·· والسؤال يقول من الذي اكتشف هذا اللاعب ومن الذي دل العيناوية عليه·· نعم من الذي جاء به إلى هنا؟ من هو الذي أمتعنا إلى هذه الدرجة ومن هو الذي جلب المزيد من الشعبية والجماهيرية لدوري الإمارات؟·· وإن كنت لاتصدق·· فانتظر·· وإذا كنت تنظر لهذه الكلمات بغرابة لأن المدرجات مازالت خالية فأرجوك أن تنتظر فنحن مازلنا في البداية·· مازلنا في مرحلة التعارف·· مازلنا في مرحلة تصفح الوجوه ومعرفة وقع الأقدام·· الأمر المؤكد أن فالديفيا العيناوي وأمثاله سيخلقون بيننا وبين دوري المحترفين الإماراتي الجديد صداقة متينة وعلاقة حميمة·· سوف تنتقل مع مرور الأيام من مرحلة المشاهدة التليفزيونية·· إلى مرحلة المشاهدة في الملعب والأيام يا عزيزي بيننا! والغريب حقا أن أشاهد قضايا تليفزيونية عندما ادقق فيها أزداد عجباً حول فالديفيا وأثر غيابه على الفريق العيناوي·· خوفاً من مقولة أن العين أصبح فريق اللاعب الواحد·· وكأننا ونحن نفعل ذلك نختلق مشكلة· ·أونكون''كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء''!· وأقول للعيناوية لامانع ألف مرة أن يقال عنكم زوراً فريق اللاعب الواحد إذا كان هذا اللاعب الواحد سيكون مثل فالديفيا!! النظرية أساسا تم مناقشتها بالخطأ فالأمر لا يقال كذلك·· لأننا نلعب كرة القدم المكونة باختصار من 11 لاعباً وكل لاعب له دوره ووظيفته ويؤديها بناء على مركزه وبناء على موهبته أومهارته·· وفالديفيا لا يشذ عن ذلك·· فدوره أن يسجل الأهداف بمهارة عالية وبأسلوب ممتع وأن يمتع الناس ويذكرهم بحلاوة كرة القدم التي نسيناها مع الزمن الجديد·· والنجم العيناوي وهو يؤدي دوره في الملعب لا يأخذ دور أحد غيره ولا يستطيع أن يؤدي دوره في غياب أدوار الآخرين لانها كما قلت كرة قدم وليست كرة طاولة! والسؤال لكي يكون صحيحا''هل يتأثر العين أو أي فريق آخر بغياب لاعب مثل فالديفيا؟! والإجابة الفورية هي نعم يتأثر·· وهذه الإجابة لاتحمل إساءة لا للعين ولا لأي فريق آخر يكون في مكانة العين·· وأي إجابة أخرى لا تكون عادلة·· لأنها سوف تنتقص من مكانة اللاعب المبدع·· الإجابة بنعم فيها فخر للعين الذي إختاره وجاء به إلينا وأمتعنا برؤيته·· والعين له الحق في أن يفتخر فهو له شرف السبق في استقدام هذه النوعية من اللاعبين المتميزين وحقاً لقد آمنا أن الغالي ثمنه فيه·· ولعلني لن أنسى مطلقاً مشهد المدرب الألماني شايفر وهو يعود إلى مقعده مختالاً بالهدف الثاني الذي سجله فالديفيا في مرمى فريق الشباب·· لقد كان شايفر في حالة لا توصف وجعلنا نقول بصوت عال وبإعجاب حقاً الغالي ثمنه فيه حتى لو كان ثمنه قد تجاوز التسعين مليون درهم!· القفز فوق الحواجز! كان الأهلي مثل عداء الحواجز وهو يحقق فوزاً صعباً للغاية على فريق الجزيرة القوي وينفرد بالمركز الثاني برصيد تسع نقاط ويلاحق العين الذي تربع على الصدارة بالعشرة الطيبة!· والحواجز التي أعاقت الأهلي معروفة للشارد والوارد وهي حواجز نفسية مؤلمة ومعذبة وكان الله في عون الفريق الكبير وفي عون أجهزته ولاعبيه·· والأمر الذي لاشك فيه أن الأهلى عاد سيرته الأولى بعد عذاب، ويحسب له أنه لم يتأخر كثيراً وأكاد أتكهن أن الأهلي لو لم يفز على الجزيرة لكان العقد قد انفرط!! والأهلاوية بمختلف مستوياتهم وأعمارهم ومكانتهم كانوا يعرفون ذلك جيداً·· لذا لعبوا مباراة الجزيرة بحذر شديد وبشبكات دفاعية محصنة ضد الخطورة الجزراوية المتمثلة في مثلث الخطر المكون من سوبيس وبيانو ودياكيه! والأمر الملفت للنظر أن الفوز عندما تحقق فهو قد تحقق على فريق كبير ومنافس·· لذا فمن المنتظر أو من المفترض أن تكون له دلالته وأن يكون له ثمنه وله تأثيره فيما هو قادم من مباريات·· ومن يرد أن ينافس عليه أن يكون في حالة تركيز عالية وأن يلعب كل مباراة بمعزل عن الأخرى وكأنه في مسابقة كؤوس تلعب بطريقة خروج المغلوب· وكان جميلاً من الجزيرة ألا يتعامل بتشنج بعد الخسارة·· فالبطولة مازالت في بدايتها ومازال المشوار طويلاً·· والخسارة حدثت في ملعب فريق كبير·· صحيح يحز في النفس أن تخسر مباراة وأنت في حالة جيدة لكنه أمر ليس بغريب على كرة القدم· لعب الجزيرة أفضل من الأهلي إجمالاً لكن الأهلي كان أكثر حرصاً على عدم الخسارة أولا وعدم التفريط في فرصة الفوز عندما تأتي·· وقد كفر اللاعب باري عن ذنوبه بهذا الهدف الغالي حقاً·· لأنه لدغ الكرة بعد أن خانت المبدع إسماعيل الحمادي وطالت منه فكان لها باري بالمرصاد ليؤكد قدرته التهديفية ولا تنسوا أنه طوال المباراة كان يكافح وحده دون مساند في خط الهجوم وعلى المدرب هاشيك أن يعالج ذلك في المباريات القادمة· عجمان الإمارة وليس الفريق! عندما تشاهد فريق عجمان وهو يلعب تشعر أن الذي يلعب ليس فريقا للكرة بل إمارة بأكملها وهذا هو الفارق بينها وبين أي فريق آخر يمر بنفس الظروف!· من السهل أن تلحظ التكافل والتعاضد والمساندة من الشيوخ ومن كبار المسؤولين ومن التجار ومن الناس البسطاء الذين يعبرون عن حبهم وانتمائهم في الملعب مع كل مباراة يلعبها الفريق البرتقالي المتألق من لحظة صعوده لدوري المحترفين حتى الآن·· وحقيقة لقد انبهرت بالفريق وبخاصة في الشوط الثاني من مباراته أمام الشارقة الذي لعب هذه المباراة وهو مغشي عليه إذا جاز التعبير! فريق عجمان في جماله وتطوره يذكرني بالتطور الكبير الذي تشهده الإمارة وبخاصة في مشاريعها وبناياتها الشاهقة·· إن فريق عجمان كحالة يؤكد مدى ارتباط الرياضة بالحياة·· فإذا أردت - كما يقولون - أن تعرف مدى تطور مدينة ما أو دولة ما فما عليك إلا أن تنظر إلى مشهدها الرياضي·· ولعل ماحدث في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة بالصين لفيه الدلالة الحقيقية على ذلك·· فالتفوق الرياضي الصيني المذهل في هذه الدورة كان انعكاساً للتطور المذهل الذي تعيشه الصين في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والسياحية وخلافه!· أما الفريق الشرقاوي فلا توجد لدي الكلمات المعبرة عن حالته·· فمرة يلعب بجدية وروح قتالية رهيبة ومرة العكس تماماً·· وإذا أردت أن تتذكر فعد قليلاً بالذاكرة إلى مباراة الشارقة والنصر التي كانت نموذجاً للروح عكس ما كان أمام عجمان·· فلا روح ولا كرة ولا يحزنون!! ثورة الشعب! كرة القدم فيها العجب!·· من يرد أن يتأكد من هذه المقولة عليه مراجعة شريط مباراة الشعب والوحدة!· لقد انتهت كما هو معروف بفوز الشعب بثلاثة أهداف مقابل هدفين·· أول فوز للشعب·· أول خسارة للوحدة·· وهاتريك من النوع الملفت للاعب ظلمناه كلنا هو جودوين أترام·· ليس هو فحسب بل ظلمنا كل الأجانب لمجرد أن رحل سامره كاظميان، لأن الشعب لم يستطع أن يدفع لهما بعد إغراءات الآخرين وهو أمر عادي في زمن الاحتراف!· الشعب الذي كان في غرفة الإنعاش من كثرة الهزائم استيقظ فجأة وعاد للحياة بعد أن أنهى النادي علاقته بالمدرب لوكا واستبدله بالمدرب العربي ابن النادي أيمن الرمادي·· والرمادي من المدربين المعروفين في الإمارات·· فالرجل في رأسه كرة قدم وموهبة في علم التدريب·· كما أنه من المؤهلين الشغوفين بمعرفة كل جديد·· أقول ذلك لأن ماحدث ليس فقط لاسباب نفسية·· بل لأسباب فنية أيضاً·· ففريق كبير مثل الوحدة لا يخسر بسبب شجاعة المنافس فقط·· لسبب بسيط هو أنه أيضاً فريق شجاع! الوحدة رغم خسارته في هذه المباراة أقنعنا أنه مازال يلعب بقوة وأنه لازال يقدم أجمل كرة قدم حتى الآن·· إلا أن كل الظروف لعبت ضده في هذه المباراة فعندما تتكامل الظروف لدى المنافس وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره يكون من الصعب هزيمته وهذا ماحدث بالضبط ولا يستطيع أحد أن يلوم الوحدة على هذه الخسارة بعد أن قدم المطلوب منه وزيادة·· لكنها كرة القدم ذات الوجهين التي انحازت للرمادي ولاعبه المزعج أترام·· حقاً لقد كانت ثورة الشعب والفوز غير عادي يا أيمن يارمادي!
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©