الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيغ جديدة لربط النشء بتراثهم

صيغ جديدة لربط النشء بتراثهم
7 مايو 2015 22:00
أشرف جمعة (أبوظبي) الثقافة التراثية الإماراتية تحتل موقعها المميز في الوجدان، بما تمتلك من مقومات، وما تنطوي عليه من ثراء مستمد من البيئات التي عاش في كنفها الإماراتي قديماً، ورتب من خلالها سجله الحافل بمنجزاته الخاصة في مناحي الحياة كلها، وإذا كان نقل الثقافة التراثية إلى الجيل الجديد يحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت، فإن عدداً من خبراء التراث يرون أن المناهج الدراسية يجب أن تزخر بمساحة أوسع في نطاق العملية التعليمية، فضلاً عن أهمية استغلال التقنيات الحديثة في عرض التراث بأسلوب مشوق وجذاب. حسن الاستغلال حول المضامين الحديثة التي يحملها المشهد الثقافي التراثي لأبناء هذا الجيل، يقول مدير عام المركز الوطني للوثائق والبحوث الدكتور عبدالله الريس، إن العالم يعيش تحت الظلال الوارفة للرقمية بكل ما تحفل به من قدرة سريعة على النقل والتوثيق، ما يضع الثقافة التراثية الوطنية في تحد جديد، إذ إنه من الملائم جداً في هذا الوقت أن يصاغ التراث بأسلوب جديد، بحيث تتناغم الوسائل الذكية مع ماهية الموروث، ويلفت إلى أنه من المهم استغلال وسائل التواصل الاجتماعية في نقل التراث بأسلوب عصري جذاب لكونها أصبحت تطغى على طبيعة الحياة. ويضيف أن المركز الوطني للوثائق والبحوث يعمل بمنظومة متطورة في عملية جذب الطلبة إلى موروثهم الوطني عبر الزيارات المستمرة للمركز، التي تركز على تعليمهم كيفية إنشاء بحث في أحد ميادين التراث، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومن ثم إطلاق جائزة «المؤرخ الشاب» لاختيار أفضل 10 بحوث، وقيمة الجائزة تقدر بـ 100 ألف درهم، ما يشجع الشباب على التعرف عن قرب إلى تراثهم الوطني، وأن يكونوا فاعلين ومتفاعلين مع أحداثه، ومن ثم إكسابه خبرات في مجال البحث التراثي، ما ينمي ملكاتهم الفردية، ويساعدهم في التعرف إلى تاريخهم. صوت وصورة يؤكد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الشارقة الدكتور عبدالله المغني أن عملية نقل التراث وتحفيز النشء والشباب على التواصل معه تبدأ من التوسع في مناهج التعليم، إذ يرى أن ما يدرس في المراحل التعليمية المختلفة من تراث قليل ولا يفي بالحاجة، خصوصاً وأن المورث الإماراتي من الثراء بمكان، ومن خلال دراسته على نحو مشوق وموثق بأسلوب علمي سليم، سيكتسب الجيل الصاعد تراثه من أقرب الطرق وأقصرها. ويشير إلى أن من الممكن استغلال العصر الرقمي في توصيل الرسالة التراثية بشكل مختلف للنشء والشباب، خصوصاً وأن تكامل المناهج الدراسية مع استخدام تقنيات الصوت والصورة سيكون له الأثر الجذاب في التعرف على هذا الموروث الحضاري المتشعب، الذي يمتلك أدواته التاريخية. روح الموروث يذكر الدكتور أحمد الشامسي، رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، أن التعرف على ماهية التراث الوطني مهمة أساسية لدى الآباء والأمهات في البيوت، إذ يقع عليهم عبء توجيه الأبناء، ومن ثم يأتي دور المؤسسات المعنية بالتراث، مؤكداً أن أكثر الأماكن التي تحمل روح الموروثات الشعبية المتاحف، إذ إن لديها من كل شيء طرفاً ما يغذي مخيلة الجيل الجديد، ويضعهم أمام نماذج حية من الموروث الشعبي، فالعين تحب أن ترى، والأذن أيضاً تسمع ما يقال من تعريفات بمحتويات المتاحف من خلال المرشدين الذين يجيبون عن الأسئلة التي توجه إليهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©