المفوضية الأوروبية ترحب بإجراءات التقشف في البرتغال

بروكسل (د ب أ) - أشادت المفوضية الأوروبية أمس بإجراءات تقشف جديدة أعلنت عنها البرتغال في وقت تعمل فيه من أجل إبقاء برنامج إنقاذها ساريا. وقال المتحدث باسم المفوضية سيمون أوكونور للصحفيين في بروكسل “الالتزام القوي من قبل السلطات البرتغالية لضمان بقاء تنفيذ برنامج الإصلاح الهيكلي في مساره أمر مهم للغاية”. وأضاف “يتعلق هذا بتنفيذ الشروط لتحقيق نمو مستدام وتوفير فرص عمل استنادا لماليات عامة قوية، وبشكل مواز تمهيد الطريق لعودة متينة لسوق التمويل للبرتغال”. يشار إلى أن المفوضية أحد أعضاء ترويكا الدائنين الدوليين للبرتغال والتي تضم أيضا البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وتعتبر البرتغال نموذجا للدولة المتلقية لبرامج الإنقاذ، لكنها تعرضت لعثرة بعدما أبطلت المحكمة الدستورية العليا أربعة إجراءات لخفض النفقات الحكومية، وخفضت المفوضية توقعاتها الاقتصادية للبلاد. كان رئيس الوزراء بيدرو باسوس كويلو كشف يوم الجمعة الماضي عن إجراءات جديدة تضم شطب 30 ألف وظيفة في القطاع العام، وإضافة 5 ساعات لعدد ساعات العمل الأسبوعية للعاملين بالقطاع العام وزيادة سن التقاعد من 65 إلى 66 عاما. وانتقد حزب “سي دي إس” القومي المحافظ الذي يحكم البرتغال مع حزب “بي إس دي” (يمين الوسط)، بزعامة باسوس كويلو بعض الإجراءات أمس الأحد ووصف ضريبة مقررة على كل المعاشات الأدنى قيمة تقريبا بـ “المعضلة”. من جانبها، رحبت المفوضية “بتأكيد البرتغال على الترشيد من خلال تخفيضات دائمة في النفقات بدلا من إجراءات غير متكررة أو زيادة في الضرائب”. كما أشاد المتحدث باسمها “بالتقدم الشامل للحوار مع الأطراف الاجتماعية والسياسية”. وأوضح أوكونور أن الترويكا ستقيم الآن مدى توافق إجراءات التقشف الجديدة مع “الأهداف المتفق عليها”، مشيرا إلى أن الخبراء من الجهات الثلاث سيعودون إلى لشبونة بدءا من غد الثلاثاء. ويكمن الهدف في أن يتم الانتهاء من المهمة قبل الاجتماعات المقررة لوزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو مطلع الأسبوع المقبل، رغم إشارة أوكونور إلى أن “ذلك يعتمد على التقدم الذي سيتم إحرازه في الأيام القادمة”. وتنتظر البرتغال إفراج الوزراء الأوروبيين عن الشريحة التالية من حزمة قروضها، كما أنها لا تزال في حاجة إلى موافقة نهائية على إجراء يمنحها سبع سنوات إضافية، لسداد قيمة قروض الإنقاذ التي تلقتها في خطوة تعتبر حيوية من أجل مساعدة لشبونة للخروج من برنامج إنقاذها.