الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جواهر القاسمي: لابد من معالجة الأسباب الماديـة لعمالـة الأطفـال عالميـاً

12 يونيو 2018 02:28
الشارقة ( الاتحاد) دعت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، إلى المزيد من التنسيق والتعاون بين قادة العالم وصنّاع القرار والمنظمات الدولية والإنسانية لحماية الأطفال من العمالة المبكرة التي تنتقص من حقوقهم في التعليم والعلاج والرعاية الأسرية والاجتماعية. وقالت سموها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: «إن الانتهاء من ظاهرة عمالة الأطفال يتطلب معالجة المسببات المادية المتنوعة لهذه الظاهرة وفي مقدمتها النزاعات، والفقر، والتغير المناخي، ومحدودية الوعي بالحقوق والواجبات للفئات الاجتماعية كافة، لهذا نعتبر أن حقوق الأطفال واليافعين المؤشر الحقيقي لمدى التقدم الذي يحرزه المجتمع الدولي في معالجة القضايا العالقة الأخرى». وأشارت سموها إلى بيانات منظمة العمل الدولية 2017 التي تؤكد وجود أكثر من 168 مليون طفل تحت الاستغلال، وقالت: «استغلال الأطفال في العمل يعني أنهم يُستغلون في الكثير من المجالات الخطرة الأخرى، كالتجنيد للمنظمات الإرهابية التي توظف الفقر والحاجة لاستقطاب المزيد لأجنداتها»، وتابعت: «استطاعت هيئة الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني حول العالم أن تقلص من حجم عمالة الأطفال بنسبة ملحوظة، لكن هذه القضية بالذات لا يمكن حسابها أو التعامل معها بالأرقام، بل على أساس كونها ظاهرة تحتاج إلى خطط وبرامج للانتهاء منها تدريجياً، فمعاناة طفل واحد كفيلة بأن تضع الإنسانية جميعها على محك الاختبار الأخلاقي والحضاري». حول واقع الأطفال واليافعين في العالم في ظل النزاعات القائمة وما نتج عنها من مآسٍ، قالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: «إن إصلاح العالم يبدأ من طفولة سعيدة، ثرية بالحب والرعاية، فذاكرة الطفولة تحدد ثقافة الشخص وسماته الشخصية وتوجه مسلكياته، الكثير من الأمراض الاجتماعية تعود أسبابها لشعور الأطفال واليافعين بالحرمان والتهميش في مجتمعاتهم، هذا الأمر يضعف الشعور بالانتماء ويمزق الروابط بين الفرد والأسرة والمجتمع مما يدفع البعض للبحث عن انتماءات جانبية وهامشية بديلة عن الانتماء للبلد أو حتى للإنسانية، وما نراه اليوم من صراعات وقودها شباب عانوا هذه الأزمات دليل على أهمية احتضان الوطن لأبنائه ومنحهم حقوقهم كاملة وجعلهم شركاء في القرار وصنع السياسات، لا يجوز أن ننوب عنهم في رسم وتحديد ملامح مستقبل لهم فيهم أكثر مما لنا». وأضافت سموها: «كيف لكم أن تطالبوا الشباب برد جميل إن لم تقدموه لهم في طفولتهم؟». وقالت سموها: «إن ثقافة العطاء التي ورثناها عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وترجمها قادة وشعب الإمارات بأمانة وإبداع، جعلت من دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول من حيث العطاء الإنساني قياساً بناتجها المحلي الإجمالي، وأن المنجزات التي حققتها الدولة على صعيد التميّز في احترام حقوق الأطفال واليافعين وتوفير كافة السبل لهم لممارسة هذه الحقوق، تشكل حافزاً لاستمرار العمل من أجل أن يتمتع أطفال العالم بذات الحقوق التي يتمتع بها أطفالنا». وأكدت سمو الشيخة جواهر القاسمي أن الحفاظ على الاعتماد الدولي للشارقة كمدينة صديقة للأطفال واليافعين، مسؤولية جماعية تتقاسمها المؤسسات مع الأفراد، والمواطنون مع المقيمين، وناشدت الجميع أن يتبنوا هذا الاعتماد كثقافة وممارسة وطموح. الثقة بالذات قالت سمو الشيخة جواهر القاسمي: «لا نريد لأبنائنا أن يكونوا نسخةً عن غيرهم من أبناء المجتمعات ذات الثقافة المختلفة، هذا ليس رفضاً للاستفادة من ثقافات الشعوب والانفتاح عليها، هناك ثقافة خاصة تحددها خصوصية كل مجتمع وثقافة إنسانية عامة، العلاقة بين الثقافتين متداخلة، ولكن العام لا يطغى على الخاص أو العكس. وأضافت سموها، «نحن على قناعة تامة أن بناء علاقة تبادلية متساوية بين الشعوب المختلفة يتوقف على مدى اعتزاز الأفراد وفخرهم بمكونات هويتهم الخاصة، فالثقة بالهوية هي ثقة بالذات وثقة بالآخر، وسبب لاستيعابه والتعامل معه، والأهم أنها سبب في استقرار العلاقات بين الشعوب والحد من النزاعات، المجتمع الذي يفخر بتراثه وعاداته وتاريخه عصي على الاختراق والتبعية والتقليد الأعمى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©