قفزت أرباح شركة «بوينج» الأميركية لصناعة الطائرات في الربع الأول من العام الحالي إلى 20%، مؤكدة عدم تأثيرها الكبير بمشاكل «787 دريملاينر».
وفي تقريرها الفصلي الذي يتضمن توقعات المبيعات والأرباح والسيولة للسنة ككل، طمأنت الشركة المستثمرين بأنها ماضية في إنتاج كل أنواع الطائرات التي خططت لها بما في ذلك «دريملاينر».
ويعتبر خفض التكاليف وارتفاع الأرباح، أكثر من كافٍ لتعويض الضعف النسبي في المبيعات. وقامت الشركة بتسليم نفس الكمية من الطائرات التجارية التي باعتها في العام الماضي.
وأعلنت «بوينج» نمو أرباحها خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 20% عن الفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى 1,1 مليار دولار، وتحققت الأرباح بشكل أساسي نتيجة الزيادة غير المتوقعة في عدد الطائرات التي تم تسليمها من طرز بوينج 737 وبوينج 777.
وأعلنت الشركة نجاح برنامج خفض الإنفاق إلى جانب نجاحها في تقليل الأعباء الضريبية. جاء الإعلان عن الأرباح ربع السنوية بعد قرار أجهزة الطيران في العالم وقف تشغيل أحدث طائرات بوينج وهي دريملاينر إلى حين إصلاح نظام البطاريات فيها.
وتم وقف تسليم طائرات هذا الطراز مما أدى إلى تراجع مبيعات بوينج خلال الربع الأول بنسبة 3% مسجلة 18,9 مليار دولار.
وذكر مدير الشركة المالي جريج سميث، أن معظم التكلفة المتمثلة في تحليل المشكلة وإعادة تصميم نظام البطارية وتجربتها وتركيبها في الطائرات العاملة البالغ عددها 50 طائرة، تم حسابها كمصاريف للربع الأول وكذلك امتصاص قدر كبير منها من خلال توزيع الموارد على أجزاء الشركة المختلفة. كما يمكن تعويض الجزء اليسير المتبقي، في تكلفة إنتاج أكثر من 1100 طائرة طراز «دريم لاينر».
وقال جيسون جورسكي، المحلل في «سيتي جروب» في مدينة سان فرانسيسكو، إن النفقات لا تضيف لتكلفة إنتاج الطائرة سوى قدر يسير والتي يقدر سعرها بنحو 207 ملايين دولار ويتم بيعها بما يقارب نصف تلك التكلفة.
ويبدو أن مشاكل بطارية «دريم لاينر» شارفت على نهايتها بعد موافقة «إدارة الطيران الاتحادي»، على علاج المشكلة الذي توصلت له «بوينج» مؤخراً ومعاودة الشركة لعمليات التسليم في أقرب وقت ممكن.
وسيرت شركة «الخطوط الجوية الإثيوبية» نهاية الشهر الماضي رحلة ركاب لطائرة «دريملاينر 787»، في أول رحلة منذ أن منعت الطائرة من الطيران في مختلف أنحاء العالم في يناير الماضي بعد ظهور مشكلات في بطارياتها، ثم تبعتها شركة طيران أول نيبون اليابانية باستئناف رحلاتها بذات الطائرة، لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ويتوقع مدير الشركة جيم ماكنيرني، البدء في تسليم طائرات 787 مرة أخرى في بداية مايو المقبل وأنها ستفرغ من تعديل جميع الطائرات الـ50 بحلول منتصف مايو، بيد أن هناك 25 طائرة جاهزة للتسليم الآن.
ويُذكر أن صافي دخل الشركة ارتفع خلال الربع الأول إلى 1,1 مليار دولار، من واقع 923 مليون دولار قبل عام. كما تراجعت العائدات بنسبة قدرها 2,5% إلى 18,9 مليار دولار، متأثرة بتأجيل عمليات تسليم طائرات 787.
وقال كارتر ليك، كبير محللي الأسهم في شركة «بي بي آند تي كابيتال ماركتس» لصناعة الطائرات المدنية والعسكرية :»كانت السوق متخوفة نسبياً في ما يتعلق بحجم تكلفة «دريم لاينر»، إلا أن أداء الشركة خلال الربع الحالي بدد هذه المخاوف».
وانخفضت مبيعات «بوينج» من المنتجات الدفاعية بنسبة 1% إلى 8,1 مليار دولار، ما يعكس تراجع إنفاق الحكومات على البرامج الدفاعية، إلا أن أرباح القطاع شهدت زيادة قدرها 12% إلى 832 مليون دولار.
وفرغت «بوينج» من تسليم 137 طائرة مدنية خلال الربع الحالي، كما هو الحال في الربع الذي سبقه، لتبلغ عائداتها ما يقارب 11 مليار دولار بأقل من السنة الماضية بنسبة 2,2%. كما ارتفعت الأرباح التشغيلية في القسم من 9,9% إلى 11,4%. وكطائرة جديدة، لا زالت تكلفة صناعة «دريم لاينر» عالية، حيث يترتب على الشركة لإغراء العملاء، تقديم نسبة كبيرة من التخفيض، الشيء الذي تسبب في عجز الطائرة عن تحقيق الأرباح خلال سنوات إنتاجها الأولى.
نقلاً عن: وول ستريت جورنال
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
