الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوباما يعد الأميركيين بحلول «صيف الانتعاش»

أوباما يعد الأميركيين بحلول «صيف الانتعاش»
19 يوليو 2010 21:56
يروج البيت الأبيض “لصيف من الانتعاش الاقتصادي”، ولكنه قد يواجه قريباً شتاء من الاستياء. وزار الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جوزيف بايدن ومسؤولون آخرون مناطق نائية مثل هولاند في ولاية ميشيجان ولويس فيل في كنتاكي وبار في فيرمونت ليشاهدوا بأنفسهم بعض المشروعات التي جرى تمويلها من برنامج التحفيز الاقتصادي الذي بلغ حجمه 862 مليار دولار والذي أقر العام الماضي. ويتفق الاقتصاديون بصفة عامة على أن الكساد كان يمكن أن يكون أسوأ حالاً من دون برنامج الانفاق الحكومي، لكن من الصعب اقناع الناخبين بذلك في ظل ارتفاع نسبة البطالة إلى 9,5% واستبعاد انخفاضها بنسبة كبيرة بحلول موعد انتخابات الكونجرس في نوفمبر. ويقول جوليان زيلزر استاذ التاريخ بجامعة برينستون “اعتقد أن استخدام مصطلح (الانتعاش) والتعهد بانتعاش والزعم بتحققه استراتيجية محفوفة بمخاطر شديدة في الوقت الذي لا يرى فيه كثير من الأميركيين دليلاً على ذلك”. ويحاول المسؤولون في البيت الابيض تصوير انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس على أنها اختيار بين الجمهوريين الذين تقول الإدارة الأميركية الحالية أن سياستهم كانت سبباً في الأزمة الاقتصادية وبين الديمقراطيين الذين يحاولون انتشال الولايات المتحدة منها. وأشار دانا ميلبانك، الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست”، إلى أن مثل هذه الشعارات ليست جذابة. وكتب يقول “شعار (اعطوا صوتكم للديمقراطيين .. ربما كانت الأوضاع أسوا من دوننا) لن يغير رأي الناخبين على الأرجح”. وكثيراً ما ظهرت كلمة الانتعاش في جولات لمسؤولي الإدارة مؤخراً أثناء زيارة مشروعات تمول من أموال حزمة التحفيز الاقتصادي. وكتب رون سيمز نائب وزير الإسكان والتنمية الحضرية، على مدونة البيت الأبيض على شبكة الإنترنت الشهر الماضي عقب زيارة مجمع سكني للمسنين شيد في بالتيمور، “من المؤكد أن هذا الصيف سيكون صيف انتعاش اقتصادي”. ويقول البيت الأبيض إن شعار “صيف الانتعاش” ليس تعهداً بخفض سريع لنسبة البطالة لكنه يهدف للفت الانتباه إلى مجموعة متنوعة من المشروعات التي جرى تمويلها من برنامج التحفيز والتي اكتملت وبدأت العمل بالفعل. لكن الرسالة المتفائلة تبدو بلا صدى إذ تضعف ثقة المستهلك قبل أقل من أربعة أشهر على انتخابات الكونجرس. ونزل مؤشر معنويات المستهلكين لـ”طومسون رويترز” وجامعة ميشيجان الصادر يوم الجمعة الماضي لأقل مستوى خلال 11 شهراً في يوليو، وهو تراجع تجاوز كثيراً توقعات الاقتصاديين. ونزل مقياس توقعات المستهلكين لاقل مستوى منذ مارس 2009 حين كانت أسواق الاسهم عند اضعف نقطة ركود وسط مخاوف من كساد عظيم آخر. وتقول جنيفر لي كبيرة الاقتصاديين في “بي ام او كابيتال ماركتس” إنه “من الواضح أنها أنباء سيئة. نحتاج إلى نمو فرص العمل الآن أكثر من أي وقت مضى”. وبالتأكيد يأتي ضعف سوق العمل في قلب حالة عدم الرضا الشعبي عن أسلوب معالجة أوباما للاقتصاد. ولم تقدم الإدارة لنفسها أي دعم حين أصدرت تقريراً يوم الأربعاء الماضي يفيد بأن برنامج التحفيز أوجد أو أنقذ ملايين الوظائف. وقال أحد القراء في تعليق على موقع رويترز دوت كوم “هل يعتقد البيت الأبيض حقاً أننا نصدق تلك البيانات الخرافية”. وانقض الجمهوريون على التقرير في جلسة في الكونجرس شاركت فيها المستشارة الاقتصادية للبيت الأبيض كريستينا رومر. وأشاروا إلى أن رومر شاركت في إعداد بحث صدر في يناير 2009 توقع أن يوقف برنامج التحفيز معدل البطالة عند ثمانية في المئة. وفي الواقع ارتفع معدل البطالة إلى 10,1% في أكتوبر 2009. وقالت رومر إن الخطأ في توقعاتها نابع من انخفاض أكبر من المتوقع في النشاط الاقتصادي في أواخر 2008 وأوائل عام 2009 وليس مؤشراً على فشل برنامج التحفيز. وعلى الرغم من إخفاق توقعاتها بشأن البطالة فقد ثبتت دقة توقعات رومر بشأن النمو الاقتصادي وهي التوقعات التي أكسبتها وصف اسم “السيناريو الوردي” من جانب من كانوا يعتقدون أنها تفرط في التفاؤل. ففي شهر فبراير 2009 حين قدم أوباما أول ميزانية تقترحها إدارته وتوقعت معدل نمو 3,2% في 2010. في ذلك الحين أجمع كبار الخبراء الاقتصاديين على توقع معدل نمو يبلغ 2,1% فقط. وارتفعت هذه التوقعات منذ ذلك الوقت إلى أن باتت تتفق حالياً مع رؤية البيت الأبيض. ولكن لسوء حظ البيت الأبيض لا يزال الاقتصاد لا يوفر فرص عمل بما يكفي لخفض معدل البطالة بشكل ملموس.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©