أميركا متهمة في دخان بلا نار

ألقى المخرج اللبناني بمسؤولية الفوضى التي تجتاح لبنان منذ سنوات على عاتق الولايات المتحدة الأميركية من خلال فيلم ''دخان بلا نار''· وعرض فيلم ''دخان بلا نار'' أمس الأول ضمن قسم المسابقة الرسمية للدورة الثانية والعشرين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية بحضور مخرج الفيلم ونجومه وفي مقدمتهم المصري خالد النبوي واللبناني رودني الحداد· وغصت قاعة المونديال بالحضور لمتابعة الفيلم الذي استمر زهاء 90 دقيقة والذي أخرجه وكتبه سمير حبشي· ويبدأ الفليم بموكب من خمس سيارات جيب متشابهة يرفرف في مقدمتها العلم الاميركي تقتحم المدينة وفي المؤخرة يصوب رجل رشاشاً ثقيلاً على المارة· مثل هذه المشاهد تقتنصها كاميرا شاب مصري يدعى خالد جاء إلى بيروت لانجاز فليم حول واقع القمع عند الأنظمة في العالم العربي· خالد سينمائي شاب يعيش في لبنان الذي يعاد بناؤه إثر سنوات الحرب لكن السلام لا يوازي احلام مواطنيه· يتجول بالكاميرا في بيروت ويصور رؤيته للمدينة· يقتنص اشخاصا وانعكاسات طريقة عيش تكشف لبنان بكل حنانه ولكن بعنفه وتناقضاته الدينية والسياسية· وخلال الفليم الذي يرغب في اخراجه خالد تختلط السينما بالخيال والواقع حيث تحضر بعض الشهادات الوثائقية والبعض الآخر المستوحى من الخيال· وفي مشهد معبر اقترب من الكوميديا السوداء يسخر المخرج من كيفية تزييف الحقائق وكيف يحول الإعلام اللبناني المناهض لسوريا حادث انتحار شيخ في بيروت الى حادث إرهابي في اتهام ضمني لسوريا ويخرج آلاف الشبان للمطالبة برحيل سوريا عن لبنان· وفي نفس الوقت يصور حبشي كيف تقتل قوات حماية السفير الاميركي أشخاصاً لمجرد أنهم لم يحترموا موكبه الذي يشق بيروت دون أن يشير أحد إلى ذلك· بل إن الإعلام يشير في مثل هذه الحالات إلى أن القتلى تعرضوا إلى صعقة كهربائية بالمصعد أو ما شابه ذلك· وقال المخرج عقب الفليم ''نعم صورت الأمر بهذا الشكل الكاريكاتيري لأنه يحصل أنه يحمل البعض في لبنان حتى عند قتل زوج لزوجته المسؤولية لسوريا وهذا أمر غير مقبول''· وجاء الفليم محملا بالعديد من الرسائل السياسية التي تهم الوضع العربي عموما واللبناني تحديداً حتى أن البعض علق على ان الفليم كان مكتظا ولا يتحمل شحن كل هذا الرسائل التي جاءت متداخلة· واعتمد المخرج على تقنيات متعددة من بينها الإبهار حيث جاء الفليم قريباً من أفلام هوليوود من حيث سرعة الإيقاع والحركة ومشاهد القتل·