الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجوم بنغازي... إرهابي أم عفوي؟

6 مايو 2013 22:21
نيك تابورك وتوم شونبرج واشنطن تفيد نسخة من حوار لثاني أعلى مسؤول أميركي في ليبيا خلال الهجوم المميت الذي استهدف البعثة الدبلوماسية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية العام الماضي، مع محققين من الكونجرس، بأن ذلك المسؤول اعتبر الهجوم في حينه، وعلى الفور، عملاً إرهابياً، وليس حدثاً عفوياً أو عارضاً. وفي هذا الإطار، قال جريجوري هيكس، وهو موظف تابع لوزارة الخارجية الأميركية ونائب سابق لرئيس العمليات الليبية، للمحققين الذين تحدثوا إليه، حسب مقتطفات من الحوار تم بثها يوم الأحد الماضي، على برنامج «ميت ذا نايشن» (قابل الأمة)، والذي يعرض على قناة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية: «لقد وجدتُ أنه هجوم إرهابي منذ الوهلة الأولى»، وأضاف هيكس قائلاً: «ولذلك، فإنني لم أبلغ عن مظاهرة، بل بلغت عن هجوم على القنصلية». ورواية هيكس هذه تتباين مع تعليقات كانت قد أدلت بها سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، بعد الهجوم الذي وقع في الحادي عشر من سبتمبر 2012، حيث قالت السفيرة إن الهجوم نشأ عن «مظاهرة» عفوية تم تنظيمها احتجاجاً على فيلم مسيء للمسلمين، وإن كان قد جرى «اختطاف» المظاهرة من قبل بعض المقاتلين المتطرفين. لكن هيكس يفيد بأنه لم يتم الاتصال به من قبل مسؤولي وزارة الخارجية قبل مشاركة رايس في خمسة برامج حوارية يوم الأحد السادس عشر من سبتمبر، وفق الحوار الذي أجراه مع محققين من الكونجرس. وللتذكير، فقد أسفر الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي عن مقتل أربعة أميركيين، من بينهم السفير كريستوفر ستيفنس، ليتحوّل إلى موضوع محوري ضمن مواضيع حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي. وكان الجمهوريون قد انتقدوا بشدة مسؤولين مثل رايس، وذلك بسبب رواياتهم الأولى حول ظروف الحادث وملابسات وقوعه. هذا، ومن المقرر أن يدلي هيكس بشهادته مرة أخرى خلال جلسة استماع تعقد في الثامن من شهر مايو الجاري، وذلك أمام لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي التابعة لمجلس النواب الأميركي. وكان رئيس اللجنة دارل عيسى، وهو جمهوري من ولاية كاليفورنيا، وفي تصريح أدلى به في الأول من مايو الجاري، أعلن فيه عن موعد الجلسة، اتهم إدارة الرئيس باراك أوباما بتقديم «نسخة منتقاة ومطهَّرة بعناية وحذر» عن هجوم بنغازي. كما قال عيسى أمس على قناة «سي بي إس» الأميركية: «من الواضح أنه كان ثمة قرار سياسي لقول شيء مختلف عما كان من المعقول قوله». ومن جانبه، قال النائب جايسون تشافيتس، وهو «جمهوري» من ولاية يوتا، على برنامج «فوكس نيوز سانداي» التلفزيوني إن شهوداً آخرين محتملين ممن عاشوا بشكل مباشر هجوم بنغازي «تعرضوا للقمع» من قبل الإدارة الديمقراطية. وكان تقرير صادر بتاريخ الثالث والعشرين من أبريل الماضي، وهو تقرير مُعَدٌّ من قبل «الجمهوريين» في مجلس النواب الأميركي، قد قال إن إدارة أوباما قدمت نقاط حوار «مضللة» بعد الهجوم وأزالت إشارات إلى تهديد متطرفين مرتبطين بتنظيم «القاعدة» في شرق ليبيا، ومن ذلك معلومات حول خمس هجمات أخرى على الأقل ضد مصالح أجنبية في بنغازي. غير أن شون ترنر، المتحدث باسم مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، أصدر بياناً في الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي، أي بعد 12 يوماً على ظهور رايس في البرامج التلفزيونية ليوم الأحد، يقول فيه إن أجهزة الاستخبارات أعادت النظر في تقييماتها الأولى، وخلصت إلى أن الهجوم كان «عملاً إرهابياً منظماً ومتعمداً». وفي ظهور له يوم الأحد على برنامج «فوكس نيوز سانداي»، قال النائب ستيفن لينتش، وهو ديمقراطي من ولاية ماساتشوسيتس وعضو في لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي، إنه «لا يوجد عذر» لتبرير نقاط حوار الإدارة حول الهجمات. وقال لينتش في هذا الصدد: «لقد جرى تنظيفها وتلميعها. وكانت غير دقيقة كلياً»، قبل أن يضيف: «لقد كانت معلومة غير صحيحة». ورداً على سؤال حول ما إن كانت نقاط حوار رايس قد تمت مراجعتها لأن هجوماً لتنظيم «القاعدة» لم يكن يتناسب مع خطاب حملة أوباما الرئاسية لعام 2012 من أن التنظيم الإرهابي مازال قوياً ونشطاً، حيث قال لينتش: «أعتقد أنه كان انتصاراً للأمل على الواقع، حتى أكون صريحاً معك. لقد كانوا يأملون ألا يكون ذلك هو واقع الحال». غير أن لينتش قال إن الادعاءات حول ترهيب الإدارة لشهود محتملين «عارية عن الصحة كلياً». وإضافة إلى هيكس، من المقرر أن يمثل أيضاً أمام لجنة عيسى غداً، الثامن من مايو، للإدلاء بشهاداتهم، كل من: نارك تومبسون، نائب مساعد وزير الخارجية لمحاربة الإرهاب بالوكالة؛ وإيريك نوردستروم، ضابط أمن دبلوماسي كان من قبل ضابط أمن إقليمي في ليبيا. هذا، وقال عيسى في بيان صادر عنه: «إن لدى هؤلاء الشهود معلومات مهمة حول ما حدث قبل وأثناء وبعد هجمات بنغازي الإرهابية، معلومات تختلف حول نقاط مهمة عن رواية مسؤولي الإدارة». غير أن إدارة أوباما وديمقراطيي الكونجرس يقولون إن الجمهوريين يستغلون حادث بنغازي سياسياً. وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، في إيجاز له في الأول من مايو الجاري: «إن تسييس هذا الموضوع أمر مؤسف، لكنه مازال مستمراً». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبورج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©