الحريري ونصرالله يؤكدان الالتزام باتفاقي الطائف والدوحة

طغى اللقاء المفاجئ بين أمين عام ''حزب الله'' اللبناني حسن نصرالله ورئيس كتلة ''المستقبل'' البرلمانيـــــــة النائب سعد الحريري، وهو الأول بينهما منذ عامين على ما عداه من اهتمامات سياسية، خصوصاً وأنه تلازم مع زيارة الموفد الرئاسي المصري اللواء عمر القناوي الى بيروت· فاللقاء الذي عقد الليلة قبل الماضية وبعيداً عن الاضواء في مقر نصرالله، حضره المعاون السياسي لنصرالله حسين خليل ومدير مكتب النائب الحريري نادر الحريري ومصطفى ناصر، تناول مختلف المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة، وكان مناسبة لمراجعة مبدئية للمرحلة السابقة من أجل استيعاب تداعياتها في جو من الصراحة والانفتاح· وأوضح بيان للعلاقات الاعلامية في ''حزب الله'' أنه جرى خلال اللقاء التأكيد على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لمنع التوتر والتشنج الداخلي وتعزيز حالة الحوار والتواصل في البلاد لدرء الفتنة بغض النظر عن الخلافات السياسية بين الأطراف· وتم الاتفاق على ضرورة تعزيز العمل الحكومي والتمسك باتفاق الطائف وتطبيق اتفاق الدوحة والتأكيد على استمرار التواصل الداخلي وتشجيع مناخات الحوار عبر خطوات التهدئة ميدانياً وإعلامياً· بالمقابل، كشفت مصادر سياسية متابعة لتحركات الموفد الرئاسي المصري اللواء عمر القناوي في بيروت النقاب عن أنه يحمل من رسالته المشتركة الى كبار المسؤولين اللبنانيين قلق بلاده من بطء الحل السياسي ومخاوفها على الوضع الأمني في حال تعثر الوفاق في لبنان· فالرسائل الشفهية التي ينقلها القناوي الى المسؤولين في بيروت موالاة ومعارضة متشابهة، وتحث على الحوار ومواصلته، وإبقاء الساحة اللبنانية هادئة، وقالت المصادر لـ''الاتحاد'' إن القاهرة تخشى من انفجار أمني واسع في لبنان في حال لم يتدارك اللبنانيون الوضع، خصوصاً وأن التطورات الاقليمية مفتوحة على التصعيد في ظل أزمة الحكم الاسرائيلية والانتخابات الرئاسية الاميركية· وفيما يلتزم الضيف المصري الصمت إزاء ما يحمل من تمنيات الى اللبنانيين، اكتفى رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق الدكتور سليم الحص الذي التقى الوفد المصري برئاسة القناوي بالقول: ''جرى خلال اللقاء البحث في المبادرة المصرية للتوفيق بين الفصائل الفلسطينية ومعالجة الانقسام الفلسطيني وشكر للوفد اهتمام مصر بالوضع في لبنان والوضع العربي عموماً''· وذكرت مصادر الحص من جانبها لـ''الاتحاد'' أن الوفد أبلغ رئيس الحكومة الأسبق اهتمام بلاده بالوضع السائد في لبنان وحرصها على تجنيب هذا البلد أية تطورات إقليمية قد تترك انعكاسات على استقراره الداخلي، في ظل مؤشرات تحمل أبعاداً سلبية على لبنان وفق القناوي· اما رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي الذي استقبل القناوي فأوضح بدوره: ''أن البحث تناول الثوابت السياسية المصرية الاساسية تجاه لبنان والتي تشجع على الحوار بين اللبنانيين والتلاقي فيما بينهم من اجل تعزيز السلم الاهلي''، مشيراً الى أن لا ضرورة لتوسيع طاولة الحوار لأن المهم أن يتفق الاطراف المشاركون في طاولة الحوار، لأن المسألة ليست في عدد المتحاورين بل في المواقف لاسيما أن القرارات لا تؤخذ بالاكثرية او الاقلية بل بالإجماع· واثارت زيارة الموفد الرئاسي المصري اهتمام المراقبين في بيروت نظراً لاتساع دائرة الشخصيات والمسؤولين الذين يلتقيهم مع حرصه على التكتم الشديد خصوصاً بعد لقائه الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة، عشية زيارة الاخير الى القاهرة