الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهنتي حرفتي» يمكن نساء عدن اقتصادياً واجتماعياً

«مهنتي حرفتي» يمكن نساء عدن اقتصادياً واجتماعياً
17 سبتمبر 2016 19:41
مهجة أحمد (عدن) تغلب عدد من النساء المحتاجات وذوات الدخل المحدود في المناطق الفقيرة والنائية بمدينة عدن، على الحاجة والعوز ومد أيديهن لتلقي العون وانتظار من يقدم إليهن المساعدة، من خلال المشاركة في مشروع «مهنتي حرفتي» الممول من هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً وتحسين مستوى الدخل لهن، فمن هذا المشروع البسيط بدأ طريق التحدي لهؤلاء النساء ليتغلبن على الواقع المرير بكل صوره المؤلمة. وما زالت شدة المعاناة تزداد عند كثير من الأسر المعدمة والفقيرة في البحث عن إعالة نفسها، بانخراط النساء بسوق العمل لتوفير متطلبات الحياة لهن ولأسرهن، ومواجهة ضيق العيش والفقر الذي امتد على قطاع واسع من الأسر اليمنية بسبب استمرار الوضع الاقتصادي المتدهور، واستمرار الأزمة السياسية والحرب في جبهات القتال بين القوات الشرعية والميلشيات الانقلابية، حيث وصل من هم تحت خط الفقر، حسب تقرير دولي، إلى 60%، من عدد سكان البلاد البالغ 26 مليوناً. ويقدم مشروع «مهنتي حرفتي» دعماً إلى النساء العائلات، تحت ظروف معيشية سيئة اقتصادياً واجتماعياً لهن ولأسرهن من أجل تمكينهن من ترتيب أوضاعهن، حيث يعتمد المشروع على مهنة خياطة الملابس المتنوعة وغيرها من المستلزمات المنزلية، التي تساعد فيها «الهلال الأحمر» الإماراتية في مختلف المراحل من توفير الأقمشة والمعدات والأدوات الضرورية للقيام بعملهن، والاستفادة من العائد المالي من بيع المنتجات من أجل إعالة تلك النساء وأسرهن المحتاجة مع الاحتفاظ بالفائدة لإدارة رأس المال والاستمرار به، ومن ثم تقوم النساء المحتاجات بعملية تسويق لهذا المنتجات بين النساء بالبيوت وأصحاب المحال النسائية بتقديم عروض وسعر مناسب ومنافس للأسعار الموجودة في السوق والبيع بالتقسيط للحصول على فائدة بعد نهاية الدفع يتمكنّ من خلاله من تحقيق مردود يساهم في تحسين ظروفهن المعيشية والاقتصادية، التقت «الاتحاد» بعض هؤلاء النساء اللاتي قمن بعملية التسويق لبيع ما ينتجه المشروع من ملابس وشراشف متنوعة للتعرف إلى كيفية نجاحهن في الاعتماد على أنفسهن في توفير لقمة العيش. من جد وجد شعور الفخر والراحة، من جانبها عبرت أم عمار إبراهيم «46 عاماً» أم لثلاثة أبناء وزوج متقاعد، هي إحدى النساء اللاتي عملن بمجال تسويق ما يقدمه مشروع «مهنتي حرفتي» المرحلة الأولى، من منتجات الأقمشة من الجلابيات والشراشف، عن سعادتها البالغة والعميقة لوجود مشروع نسائي مهني وحرفي يستوعب احتياجات النساء ذوات الدخل المحدود ويطور وضعهن بطريقة إيجابية وسليمة وذكية، مسترسلة في تعبيرها عن حبها لخوض عمل التسويق في مشروع حرفتي مهنتي وتجربتها الأولى بقولها: «استفدت من العائد المالي الذي كسبته من تسويق المنتجات وتلبية احتياجات أولادي، خاصة مع راتب زوجي الضعيف وتدني الدخل الذي لا يكفي نفقات الحياة اليومية»، مسترسلة حديثها: «بدأت العمل في نطاق الحي والجيران المحيطين، أبيع للنساء الفقيرات الجلابيات بسعر منخفض ومناسب لهن ووضعهن المادي الذي يختلف عن سعر المحلات، وأعطيهن فرصة في الأقساط لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر»، موضحة أن الفضل في نجاحه واستمرار عمله بهذه الوضع، يرجع إلى مشروع حرفتي مهنتي الذي يراعي ظروفها ويقدم إليها بضاعة بسعر منخفض تستطيع من خلالها البيع والحصول على فائدة في السعر خلال فترة التسديد الذي تقدمها إلى النساء، مضيفة: «الزبونات سعيدات بنوع الأقمشة والتشكيلات المتنوعة للجلابيات التي ينتجها المشروع، خاصة النساء العاملات بالمرافق لما يعطيهن الراحة والسهولة بالتنقل والحركة أثناء العمل»، مؤكدة استمرار العمل مع المشروع وزيادة الطلبات الجديدة المقدمة إلى العاملات والقائمين في مشروع حرفتي مهنتي، الذي ساعدها على إثبات ذاتها وقدرتها نظير الجهد الذي تبذله في البيع والتسويق للأقمشة من الجلابيات والشراشف المنزلية المنتجة من المشروع. الحاجة أم الاختراع بلسان الرضى عن الحالة التي وصلت إليها من تجربة البيع والتسويق لمنتجات مشروع «مهنتي حرفتي»، تبدأ حديثها، سمر الترني، «34 عاماً» مطلقة وأم لولد تعيش في محافظة لحج، انطلقت بمشروعها التسويقي من المحلات النسائية وعملائها من الشابات الجامعيات والموظفات، تقول: «بخطى ثابتة وناجحة قدم إليّ مشروع مهنتي حرفتي، فرصة العمر لتحسين ظروفي المعيشية والاجتماعية، مع تدني الوضع الاقتصادي في مدينة لحج»، وتصف سمر استمرارية العمل بمشروع حرفتي مهنتي بأنه يعود إلى تفاني العاملات في عملهن وإتقانهن العمل الذي يتكسبن منه من عرق جبينهن، فيظهر إنتاجهن من خياطة الملابس بصورة ممتازة ومتقنة، استطاع أن يجد سوقاً جيداً لدى النساء من الأسر الفقيرة ومحدودي الدخل اللاتي وجدن في شراء القطع المخيطة ما يناسب إمكاناتهن، وتستطرد سمر حديثها: «عملت في تسويق الملابس قبل أربع سنوات بين محافظتي عدن ولحج»، تأخذ الملابس أو تفصل حسب طلب الزبائن في المحال والمشاغل النسائية الموجودة بأسواق مدينة عدن، وتقوم ببيعها لصاحب المحلات والزبائن الذين يتعاملون معها بسعر معين في مدينتها، لكي تحصل على نسبة من الفائدة بما يحقق لها دخلاً ثابتاً ومستوى معيشياً كريماً، توقف عمل سمر تماماً خلال عام ونصف بعد اشتداد الأزمة وشن الحرب من قبل مليشيات الحوثي وصالح، ووجدت نفسها بين ليلة وضحاها نازحة مسؤولة عن ابن وأب كبير في السن وأربع أخوات لا أحد يعولهن، سوى المساعدات الإنسانية، لذا قررت البحث عن مهنة، فتبدأ مشوار حياتها من جديد من خلال مشروع، حرفتي مهنتي، الذي لم تتمكن من أن تكون عاملة فيه، بل مسوقة للملابس وبائعة مهارة في عملية العرض والطلب بين المشروع وبائعي المحال بمدينة لحج. عمل إنساني وتسرد تجربتها، أسيل ناصر، «29 عاماً» خريجة إدارة أعمال منذ سبع سنوات، التي انطلقت بعمل التسويق من منتجات مشروع «مهنتي حرفتي» المرحلة الثانية بمنطقة رأس العارة، التي تعد من مناطق الأطراف الساحلية والمعدمة الخدمات بمدينة عدن، تفتقر إلى الأسواق، ويمتهن الناس فيها الاصطياد وبيع السمك، بعد رحلة بحث عن عمل يناسب تخصصها ويسهم في ترتيب أوضاعها المعيشية والاعتماد على نفسها في توفير لقمة العيش وعائلتها، تقول أسيل: «عملي في التسويق لا يختلف كثيراً عن الزميلات، نقوم ببيع الملابس الجاهزة التي تقوم النساء هنا بالمشروع بخياطتهن، وبسبب الفقر الحاد في منطقة راس العارة، أقوم بأخذ منتجات الجلابيب من العاملات في تلك المنطقة النائية وبيعها في أسواق مدينة عدن، حيث تعتمد النساء هناك على المال الذي أجنيه من بيع الملابس في الحصول على رواتبهن والاحتفاظ بما تبقى كرأس المال للمشروع من أجل شراء قطع القماش واستمرار عملهن بهذا النحو»، أسيل، لم تخف سعادتها التي تجلت واضحة في ملامح وجهها ونبرة صوتها الذي يوضح إصرارها وإصرار زميلاتها على الإبداع والحياة، وأضافت: «عملي طور شخصيتي وحسنها، وهذه محل فخر واعتزاز لكل شابة استطاعت أن تجد فرصتها في عمل نسائي يحقق لها الاستقلال الاقتصادي من خلال التسويق أو مهنة الخياطة». استدامة المشروع لا معوقات اجتماعية أو ثقافية تقف أمام طموحهن الشخصي في تطوير ذواتهن وخلق فرص دخل لهن، غير المشاكل الخدمية وانقطاع الكهرباء وارتفاع ثمن المواصلات هذه الأسباب الأساسية التي تواجه عمل النساء اللاتي قررن أن يخطون الخطوات الأولى الصحيحة باتجاه الاستقلال المادي وخلق فرص عملن يناسبهن. من جهتها تقول، منسق المتابعة والرصد للبرامج وأنشطة هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في عدن، الدكتورة إشراق السباعي: «يتم اختيار النساء العاملات بناء على عوامل ومعايير ثابتة أهمها نساء من ذوات العوز والحاجة أو نازحة فقيرة أو عدم وجود مصدر دخل للأسرة، تجيد مهنة الخياطة أو التسويق، فالفكرة الأساسية التي يرتكز عليها المشروع تمكين النساء من العمل وجعلهن شريكات بالإنتاج مما يساعدهن على التحفيز في بذل كل جهودهن في عملية الإنتاج وبيع السلعة مع تدوير رأس المال بهدف الاستمرارية والاهتمام بمعايير الجودة لذلك يتم اختيار النساء من أصحاب الخبرة والإتقان في المهنة»، مشيرة إلى أنه تم رفد مبلغ 90 ألف ريال للنساء العاملات بالمرحلة الأولى من مشروع «مهنتي حرفتي» مقابل عمل شراشف لبعض أقسام المستشفيات خلال شهر رمضان المبارك، منوهة بأنه يتم حالياً وضع خطة تشغيلية لتصاميم ملابس طلاب المدارس ورياض الأطفال والمستشفيات، إضافة إلى إعداد برنامج متكامل لمشروع مهنتي حرفتي المرحلة الرابعة الذي سيستهدف بقية المناطق المحررة خاصة محافظة لحج التي توضح الإحصاءات وجود نسبة عالية من الفقر فيها بين الأسر، حيث بدأنا بتدريب مدربات بدورات مكثفة حتى يتمكن من العمل بأسلوب حرفي ونوعي متميز استعداداً لتدشين المرحلة الرابعة للمشروع في تلك المحافظة حتى يتناسب مع أهداف المشروع وطموحه الخدمي الاجتماعي، مؤكدة أن مشروع «مهنتي حرفتي» جاء للمساهمة في دعم التمكين الاقتصادي للمرأة اليمنية، كحق أساسي يسهم في مشاركتها المجتمعية ويعزز قدراتها وصمودها لمواجهة التحديات الناجمة من تدهور الاقتصاد والمعوقات والمحدودات المهنية والفنية التي تحد من رفع واقع المرأة اليمنية المحافظة وعائلتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©