الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاريع عربية وإسبانية لإحياء التراث الأندلسي المهمش

10 مايو 2011 00:20
ينظر فنانون عرب وإسبان إلى الموروث الأندلسي هذه الأيام بنوع من التفاؤل لمحاولات إحيائه. ويقولون إنهم يعولون على الإرث الموسيقي ليشكل “قنطرة” بين ضفتي المتوسط. وأحد الشواهد على تزايد الاهتمام بالتراث الموسيقي الأندلسي، هو التعاون القائم بين الموسيقي المغربي عمر ميتوري وفرقته والموسيقية والمغنية الإسبانية بيغونيا أولفيد، الذي تابع جمهور بروكسل أحد ثماره في حفلة أقيمت السبت بقصر الفنون الجميلة تحت عنوان “أندلسيات”. وتقيم الموسيقية الإسبانية مع زوجها الموسيقي وصانع الآلات كارلوس بانياغوا في مدينة طنجة المغربية. وقالت بيغونيا “منذ أكثر من 6 سنوات ونحن نعمل على الآلات الموسيقية”. وأضافت “نبحث دائماً عن المفاتيح التي تجمع بين الأعمال الموسيقية الإسبانية في القرون الوسطى، والتي حافظنا عليها بطرق مختلفة، والموسيقى المغربية التي تناقلوها كإرث شفهي”. وفي الحفل، عزفت بيغونيا أولفيد على آلة “بسلتري” قامت بتطويرها مستوحية أسلوب العزف على القانون. ومن لا يعرف تاريخ الآلة الغربية القديمة ويراها بين يدي العازفة، يعتقد للوهلة الأولى أنها ليست إلا آلة القانون المعروفة. وإلى جانب العزف أدت أولفيد مع مغني الفرقة أشعاراً أندلسية عربية، كما غنت بالإسبانية. وأدت أغنية بلغة يعرف عنها أنها “لغة ميتة”، كانت تستخدم للتواصل بين خليط سكان الأندلس القديمة، وتحوي كلمات عربية وإسبانية وعبرية. وأشار ميتوري إلى “النظرة المختلفة” التي باتت إسبانيا تنظر بها إلى التراث الإسلامي الأندلسي. وقال إن إسبانيا “فهمت أنه بإمكانها استثمار هذه الفترة الإسلامية الذاخرة بما خلدت من تراث حضاري معماري وموسيقي وغيره”. وأضاف أن هذه “الصحوة” جاءت “بعد سنين طويلة من محاولات الإسبان، لنسيان الحضارة الإسلامية تماماً”. واستشهد ميتوري بمؤسسة “إليغادو أندلسي” (الموروث الإندلسي)، وهي مؤسسة كبيرة تعمل من مدينة غرناطة، وتهتم بالحقبة الأندلسية وما أنتجته من تراث معماري وفكري وموسيقي. وقال إن هذه المؤسسة “أخرجت العديد من الكتب والأبحاث وغيرت الصورة المشوهة التي كانت شائعة في إسبانيا عن حضارة الأندلس”. مؤسسات التوثيق الإسبانية هي إحدى ركائز التعاون بين الموسيقيين العرب والإسبان. وقال الموسيقي المغربي إننا “في المغرب نفتقر إلى الوثائق والصور لنتعرف إلى الموروث الأندلسي، لذلك لجأنا إلى الضفة الأخرى”. وقالت زميلته الإسبانية إنهم لا يهتمون بدراسة الآلات القديمة “لاسترجاع الماضي فقط، بل للمضي إلى الأمام”. فهم يفحصون أيضاً التراث الموسيقي الشفهي في المغرب، لاكتشاف ما جرى من خلط وإقحام لآلات لا تتسق مع طبائع الموسيقى الأندلسية”. وجاء حفل “أندلسيات” ثمرة للتعاون بين الفنون الجميلة ومؤسسة “موسم” البلجيكية، التي تعمل على ترويج الثقافة العربية. ويرى المعنيون فيها أن هنالك سعيين مختلفي الدوافع يلتقيان في الغاية، فالعرب يريدون استحضار ما يمثل “أوج حضارة مجيدة” قامت لهم في الأندلس، على ما يقول أقوبعان، كما أن الإسبان ماضون في إعادة الاعتبار لتراث الأندلس الإسلامي “لأنهم تنبهوا إلى أهميته من الناحية السياحية ولمردوده الإيجابي في مجالها”.
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©