حاتم فاروق (أبوظبي)
يخطط مصنع الإمارات الوطني للنحاس «نحاس» لإجراء توسعة شاملة في منشآته الصناعية في منطقة مصفح الصناعية في إمارة أبوظبي، عبر تأسيس 4 خطوط إنتاج جديدة تضاعف حجم الإنتاج الإجمالي من 12 ألف طن من ألواح وأسلاك النحاس بمختلف أنواعها إلى 24 ألف طن سنوياً العام المقبل، حسب سامر يوسف نائب المدير العام للمصنع.
وقال يوسف لـ«الاتحاد»، إن مصنع «الإمارات الوطني للنحاس» يعد الأول من نوعه في أسواق الدولة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تصنيع مستلزمات إنتاج صناعات المحولات الكهربائية وغرف التحكم بالكهرباء وشبكات «التأريض» المصنعة من خام النحاس، مشيراً
إلى أن الأسواق المحلية تستهلك في الوقت الراهن نحو 200 ألف طن سنوياً من منتجات النحاس، بقيمة تتجاوز الـ4 مليارات درهم، توجَّه 80% منها لتصنيع منتجات الكابلات الكهربائية، والنسبة الباقية تستخدم في صناعة ألواح النحاس ومستلزمات إنتاج المحولات الكهربائية وغرف الكهرباء العملاقة.
صناعة واعدة
وأضاف نائب مدير «الإمارات الوطني للنحاس»، أن صناعة ألواح وأسلاك النحاس في الدولة من الصناعات الواعدة . في وقت يتم استيراد المادة الخام من أسواق أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا، منوهاً إلى أن خطط المنشأة التوسعية جاءت لمواكبة الطلب المتزايد على منتجات ألواح النحاس في أسواق الدولة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي يتمتع فيها المنتج الوطني بميزات تنافسية تجعله المنتج المفضل لديها نظراً إلى ما يتميز به من جودة في التصنيع وتراجع كلفة استيراده مقارنةً بمنتجات ألواح النحاس المستوردة من الأسواق الأوروبية والأسيوية.
وأوضح سامر يوسف أن منتجات المصنع تواجه في الوقت الراهن منافسة شرسة في السوق المحلي من المنتجات المستوردة والتي تدخل الأسواق دون رسوم وهو ما يؤثر سلباً على المنتج المحلي خصوصاً تلك المنتجات المستوردة من ماليزيا وتايلاند، مطالباً الجهات المعنية بضرورة اتخاذ الإجراءات التي تكفل حماية المنتج الوطني من المستورد عبر فرض رسوم على دخوله بما يتراوح ما بين 3% و5% أسوة بما حدث مع منتجات الحديد المستوردة من الأسواق الخارجية.
أسواق التصدير
بدوره، أكد علي زيتاوي مدير تطوير الأعمال في مصنع «الإمارات الوطني للنحاس»، أن منتجات المصنع تصدَّر حالياً إلى 14 سوقاً دولياً تتقدمها أسواق دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن ونيجيريا والعراق وبنجلاديش وباكستان والجزائر ولبنان، فيما يتم حالياً التباحث لفتح أسواق تصدير جديدة في الهند والقارة الأفريقية.
وقال زيتاوي، إن المساحة الإجمالية للمصنع تبلغ نحو 30 ألف متر مربع، منها مساحة إنشاءات تصل إلى 10 آلاف متر مربع، فيما تصل مساحة التوسعات المستقبلية إلى 10 آلاف متر مربع، منوهاً بأن منتجات مصنع الإمارات الوطني للنحاس أصبحت لها سمعة طيبة في مختلف أسواق التصدير حيث يتم تصدير أكثر من 80% من المنتج إلى أسواق دول مجلس التعاون، فضلاً عن الدول العربية التي يدخل المنتج إلى أسواقها معفياً 100% من الرسوم بناءً على اتفاقية التجارة الحرة بين الدول العربية.
وأضاف مدير تطوير الأعمال أن مصنع «الإمارات الوطني للنحاس» وفر أكثر من 100 فرصة عمل منذ تأسيسه في 2014، منوهاً بأن التوسعة الجديدة ستتيح أكثر من 50 فرصة عمل جديدة، مؤكداً أن تراجع أسعار الخام في السوق العالمي أعطى المنتج الوطني ميزة تفضيلية في الأسواق الدولية، لافتاً إلى أن أسعار خام النحاس تراجعت من 6800 دولار للطن بداية العام 2015 إلى 4700 دولار للطن حالياً.
وأشاد زيتاوي بالإجراءات والتسهيلات التي تتيحها إمارة أبوظبي للمستثمرين في القطاع الصناعي، خصوصاً في ما يتعلق بسهولة دخول وخروج المنتج النهائي وتبسيط إجراءات تأسيس الكيانات الصناعية في الإمارة وانخفاض أسعار تأجير الأراضي الصناعية، فضلاً عن أحجام الطاقة الكهربائية المتاحة للمصانع الوطنية والتي تفوق مثيلتها في الأسواق المجاورة.
معزول من الورق
ينتج مصنع الإمارات الوطني للنحاس للمرة الأولى في أسواق الدولة ومنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منتج النحاس المعزول من الورق بجودة عالية حسب ما تتطلبه مواصفات منتجات النحاس الخالية من الأوكسجين، فيما تنتج الشركة منتجات الأسلاك النقية والمطلية عن طريق السحب والتي تستخدم في تصنيع الكابلات الموصلة للتيار الكهربائي. كما تقوم الشركة بإنتاج قضبان النحاس «بسبار» بالمعايير الدولية بنسبة نقاء تصل إلى 99.99%، والتي لا تعاني من التقصف الهيدروجيني، خصوصاً أنها تتعرض لمعالجة شديدة في أفران متخصصة لهذا الغرض، فيما تتم تلك الاختبارات من خلال مختبر مجهز بأحدث الأجهزة .
عدد اليوم
