الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوتين والأقليات الروسية في جمهوريات البلطيق

19 مايو 2014 22:46
مايكل بيرنباوم موسكو في إطار تعهده بالدفاع عن الروس أينما كانوا، يخوض الرئيس فلاديمير بوتين حملة جريئة لاستعادة كبرياء الشعب الروسي وثقته بنفسه التي فقدت بحسب زعمه مع انهيار الاتحاد السوفييتي. وقبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا التي ستساعد في تحديد علاقة البلاد بروسيا، يحشد بوتين قوة جديدة لإصلاح ما يصفه بأنه مأساة تاريخية مزقت الاتحاد السوفييتي إلى 15 دولة. وركزت حكومة بوتين بالآونة الأخيرة على البلدان المجاورة التي بها أقليات روسية كبيرة، بدءاً بضم شبه جزيرة القرم، وجمع توقيعات من انفصاليين في مولدوفا إلى تسليم جوازات سفر للروس في دول البلطيق. وهذه الاستراتيجية تضع روسيا في صدام مع حلف شمال الأطلسي لأن اثنين من الأعضاء، وهم إستونيا ولاتفيا بهما أقليات كبيرة تتحدث الروسية طالما شكت من التمييز، وعزز حلف شمال الأطلسي دورياته الجوية فوق دول البلطيق، وأرسل قوات لإجراء تدريبات برية، وأجرت روسيا في وقت مبكر هذا الشهر تجارب صاروخية وتدريبات حربية كبيرة، من بينها مناورات على امتداد الحدود بين لاتفيا واستونيا. وساعدت المساعي الجديدة في تعزيز معدلات التأييد الداخلي لبوتين إلى قمة لم تبلغها منذ سنوات، وأثارت إلهام الروس والمتحدثين بالروسية في الخارج، وتشير استطلاعات رأي أجريت في الآونة الأخيرة إلى أن أكثر من 80 في المئة من سكان روسيا يؤيدون بوتين. وطالب انفصاليون مؤيدون لروسيا في شرق أوكرانيا بانضمام إقليمهم إلى روسيا، وفي يوم النصر في التاسع من مايو في ذكرى انتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية، زار «ديمتري روجوزين» نائب رئيس الوزراء الروسي منطقة «ترانسنستريا» الانفصالية في مولدوفا، وحشد ما يزيد على 30 ألف شخص يؤيدون الوحدة مع روسيا بحسب زعم المسؤول. ورغم أن طموحات بوتين لن تبلغ فيما يبدو حد إعادة بناء الاتحاد السوفييتي، فإن النعرة القومية الجديدة تدعم التضامن بين المتحدثين بالروسية في الدول المجاورة لروسيا وفي روسيا نفسها. ويعتقد مسؤولو أمن ومحللون أنه رغم امتناع بوتين عن اللجوء لعمل عسكري، فإن مساعيه قد تتمخض عن أوراق ضغط يمكن استخدامها في الدول المجاورة التي لا ترضى عنها روسيا. وقال بوتين في مارس الماضي أثناء كلمة ألقاها في الكرملين، إنه عندما بدأ الاتحاد السوفييتي في الانقسام عام 1991 «ذهب ملايين الناس إلى فراشهم في بلد واحد ليستيقظوا ويجدوا أنفسهم في بلدان مختلفة، وأصبحوا بين عشية وضحاها أقليات عرقية في جمهوريات سابقة من الاتحاد، بينما أصبحت الأمة الروسية وهي واحدة من أكبر الجماعات العرقية في العالم، إن لم تكن أكبرها، تقسمها الحدود». وتحسر بوتين على افتقار روسيا للنفوذ على المسرح الدولي قائلاً، إن البلاد أهينت أثناء فترة ولاية الرئيس الروسي بوريس يلتسين في تسعينيات القرن الماضي. ويرى بوتين أن ضم القرم سيدخل التاريخ إلى جانب بطولات الامبراطورة كاثرين. وينتشر المتحدثون بالروسية خارج الحدود الروسية، ويرجع هذا في جانب منه إلى انفصال أراض من الاتحاد السوفييتي كانت جزءاً من الامبراطورية الروسية تاريخياً، مثل كازاخستان، وفي جانب آخر يرجع هذا إلى الهجرة الاقتصادية وبرامج التوطين المتعمدة أثناء الفترة السوفييتية. ولم يستبعد مسؤولون روس التدخل العسكري المباشر في شرق أوكرانيا التي يوجد بها جاليات روسية كبيرة رغم أنهم امتنعوا عن اتخاذ إجراءات قد تثير نشوب حرب روسية أوكرانية. وأشار مسؤولون روس إلى أنهم لن يعترفوا بنتائج الانتخابات المقبلة بسبب ما يقولون، إنه أعمال عنف في شرق أوكرانيا. وقال «أوجين رومر» المحلل السياسي في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي الذي ظل يعمل حتى يناير الماضي مسؤولاً استخباراتياً بشأن روسيا في مجلس الاستخبارات القومي الأميركي أن سياسة بوتين «اكتسبت بالفعل سمة مختلفة وجديدة للغاية من القومية التوسعية العدائية». وأشار «رومر» إلى أنه عاجز عن توقع ما يستطيع فعله حلف شمال الأطلسي إذا وقع في لاتفيا أو إستونيا شيئاً مشابها لما حدث في أوكرانيا. وأضاف رومر «بوتين يعتقد أن شمال الأطلسي حلف خاو... يتحدث كثيراً ولا يفعل شيئاً، ويقول له: حسناً سأتسبب في مشكلة في البلطيق، فماذا ستفعلون؟». وبعد أوكرانيا، فإن أقرب الدول لأن تقع في مشاكل قد تكون مولدوفا التي تقع فيها منطقة ترانسنستريا. وتقع ترانسنستريا في أقصى غرب حزام الأراضي غير الروسية التي أشار إليها بوتين بأنها كانت جزءاً من الامبراطورية الروسية.،ومنطقة أوديسا وأجزاء من شرق أوكرانيا هي جزء من هذه الأراضي التي يطلق عليها بوتين روسيا الجديدة. وقال «مارك جاليوتي» الأستاذ بجامعة نيويورك والمتخصص في الشؤون الروسية، إن لدى بوتين شعوراً حقيقياً بأنه القيصر الذي سيجمع شمل الأراضي الروسية. ويرى مسؤول كبير من إدارة أوباما اشترط عدم الكشف عن هويته أن هناك الكثير مما يثير القلق في مولدوفا، فحتى إذا لم يحدث تدخل بطريق مباشر، فسيكون بطريقة إضعاف الحكومة مما يمكن الروس لأن يقولوا «نستطيع دوماً أن نخرج العفريت من تحت القبعة، ونبدأ في إثارة المشاكل». كما أعلن بوتين هذا الشهر عن معاشات جديدة لقدامى المحاربين من الفترة السوفييتية الذين يعيشون في البلطيق، مما يشمل لاتفيا التي يمثل فيها المتحدثون بالروسية ثلث السكان وأستونيا التي يمثل فيها المتحدثون بالروسية نحو ربع السكان. وعزز الدبلوماسيون الروس في هذين البلدين جهودهما في توزيع جوازات السفر على الروس وقال مسؤولون لاتفيون، إنهم شهدوا تصعيداً للنشاط في الأسابيع القليلة الماضية وسط المحتجين المناهضين للحكومة والمؤيدين لروسيا. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©