السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليبيا والهجرة غير الشرعية

19 مايو 2014 22:46
جوشوا كيتنج محلل سياسي أميركي الحديث عن إشكالية المهاجرين الأفارقة الذي يتوجهون إلى الأراضي الليبية كي ينطلقوا منها في وقت لاحق إلى أوروبا يحيلنا إلى عام 2010، حيث زار معمر القذافي إيطاليا وهدد بتحويل أوروبا «إلى أفريقيا» إن هو لم يحصل على 7 مليارات دولار، حيث قال الزعيم الليبي الراحل إن حكومته في حاجة لمزيد من المال من أجل وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الذين يستعملون ليبيا كنقطة لعبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا. وقال القذافي الذي كان واقفا إلى جانب سيلفيو برلسكوني: «إننا لا نعرف ماذا سيحدث أو كيف ستكون ردة فعل الأوروبيين البيض المسيحيين أمام هذا التدفق لأفارقة جهلة يموتون جوعا... ولا نعرف ما إن كانت أوروبا ستظل قارة متطورة وموحدة أم ستدمر، مثلما حدث خلال الغزوات البربرية». هذا التصريح العنصري القبيح كان يتنافى مع ما عرف عن القذافي أكثر من خطاب حـول ضرورة توحيد القـارة والنهـوض بها، ولكنه أظهر أيضاً أن القذافي كان يعرف من يخاطبه جيداً؛ ذلك أن الحكومات الأوروبية القلقة بشأن تدفق المهاجرين غير الشرعيين قد ترغب في دفع المال له من أجل الإبقاء على الباب الذي يفضي إلى أوروبا مغلقاً. وفي الأثناء، اتُّهمت الحكومة الليبية بتعريض المهاجرين للاعتقال غير محدود والتعذيب. والحق أن الحكومة الليبية الجديدة تستعمل لغة أقل فظاظة، ولكن الرسالة الأساسية مازالت هي نفسها على ما يبدو ومؤداها: ادفعوا المال حتى نمنع هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى قارتكم، وذلك وفق ما ورد في إحدى القنوات الفضائية. وخلال الأسبوع الماضي، قال وزير الداخلية «صالح المازق» أثناء مؤتمر صحفي: «في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، أحذر العالم، والاتحاد الأوروبي بشكل خاص، من أنه إذا لم يتحملوا المسؤولية معنا، فإن الدولة الليبية ستتخذ موقفاً من هذه المسألة يمكن أن يسهّل المرور السريع للأشخاص عبر ليبيا مادام الله جعلنا نقطة عبور لهذا السيل». وقال «المازق» إن ليبيا «تعاني» لأن الآلاف من المهاجرين، الأفارقة المنحدرين من بلدان جنوب الصحراء في المقام الأول، ينشرون الأمراض والجرائم والمخدرات في هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا، وفق وكالة الأنباء الفرنسية، مضيفاً «لقد دفعت ليبيا الثمن، والآن حان الوقت لتدفع أوروبا». وقد وصل أكثر من 22 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية هذا العام، كما تقول إحدى الفضائيات، وهو ما يعادل 10 أضعاف العدد الذي سجل العام الماضي. وعلى الأرجح، فإن انعدام الاستقرار في شمال أفريقيا منذ «الربيع العربي»، هو الذي ساهم في زيادة الهجرة. ومن الواضح أن الانفلات الأمني الذي تشهده ليبيا بعد سقوط القذافي، ضاعف من خطر المهاجرين الذين يعبرون ليبيا بهدف السفر منها إلى أوروبا، حيث لا توجد إجراءات كافية، أو استقرار يسمح برصدهم والتحقق من أنهم لا يشكلون خطراً، أو حتى القدرة على منعهم من البقاء في الأراضي الليبية. ونظراً لأن الحكومة في طرابلس لا تسيطر على مناطق واسعة من تراب البلاد، فليس مفاجئاً أن المهاجرين ومهربي البشر الذين يتربصون بهم يفضلون هذا البلد. وفي نهاية المطاف، وبينما تتشاجر الحكومات حول هذه المشكلة، يواصل المهاجرون بالطبع القيام بالرحلـة المحفوفـة بالمخاطر، مساهمين في أزمة إنسانية ما فتئت تتفاقم. فهذا الأسبوع فقط، مات 36 مهاجراً ومازال 42 آخرون في عداد المفقودين بعد أن انقلب مركبهم قبالـة السواحل الليبية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©