أعطى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس، الضوء الأخضر لإجراء انتخابات تشريعية جديدة، حيث أبلغ الكنيست (البرلمان) بأنه توصل عقب المشاورات التي أجراها مع الكتل البرلمانية ،إلى نتيجة مفادها أن أياً من أعضاء البرلمان لا يمتلك التأييد الكافي لتشكيل ائتلاف جديد لحكم البلاد·
وأقر بيريز باخفاق المشاورات التي أجراها مع النواب لتأليف حكومة جديدة، بعدما أبلغته وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عجزها عن تشكيل حكومة· وقال بيريز في رسالة الى رئاسة البرلمان :''بعد التشاور مع كل ممثلي الأحزاب، لا أرى امكاناً لتشكيل حكومة''·
وينص التشريع الإسرائيلي على أنه في حال لم يتمكن النواب من التوافق على موعد للانتخابات خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة اعتباراً من أمس الاثنين، فإن البرلمان يتخذ قراراً بحل نفسه على أن تجري الانتخابات بعد تسعين يوماً·ويتوقع اتخاذ الإجراءات اللازمة لانتخابات جديدة في أواخر يناير أو فبراير ·
وكانت رئيسة حزب ''كاديما'' الوسطي تسيبي ليفني ،قد دعت يوم الأحد، الى إجراء انتخابات مبكرة ''في أسرع وقت'' بعدما اخفقت في تشكيل حكومة ائتلافية، خلفاً لحكومة ايهود اولمرت·
وقد واكبت ليفني الزعيمة الجديدة لحزب ''كاديما'' الحاكم تحولات حادة في أقدار الحزب منذ ان تولت زعامته الشهر الماضي، وأشارت استطلاعات الرأي أمس، الى أنها قد تهزم المعارضة اليمينية في الانتخابات المبكرة القادمة· فقد أظهر استطلاعان للرأي في صحيفتين تقدم ''كاديما'' على حزب ''ليكود'' اليميني المعارض بزعامة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو ،وهي عكس النتائج التي أظهرتها استطلاعات رأي سابقة نشرت في أغسطس الماضي· وأرجع زملاء ليفني في ''كاديما'' هذه المكاسب ،الى صورتها كشخصية سياسية لا يشوبها الفساد ، ولكن قلة منهم قبل بفكرة خوض انتخابات مبكرة بهذه السرعة، بقيادة زعيمة لم تختبر بعد·
وقال وزير البيئة جدعون عيزرا (من حزب كاديما) لراديو جيش إسرائيل :''أعتقد أننا لم نكن نريد إجراء انتخابات· كنا نريد الاستمرار في الشكل الحالي'' أي الائتلاف ·
وأوضحت ليفني المحامية السابقة البالغة من العمر 50 عاماً، والتي عملت من قبل في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) لحزبها أنها ليست راضية· وقالت ''استيقظنا كلنا اليوم على استطلاعات للرأي مبشرة· وهذا الأمر مهم بالتأكيد، إلا أننا نريد ''كاديما'' قوياً وموحداً· نريد ''كاديما'' يخطو للامام كوحدة واحدة''·
ومع تركيز إسرائيل على اختيار زعامة جديدة، فإن احتمالات تحقيق تقدم في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين التي ترعاها الولايات المتحدة، تبدو ضئيلة· وكانت واشنطن تأمل في التوصل إلى اتفاق إطار على الأقل بحلول نهاية العام الجاري·
وقد تعرض حزب ''كاديما'' الوسطي لنكسة بسبب الحرب على لبنان عام 2006 ثم سلسلة من فضائح فساد أجبرت زعيمه السابق رئيس الوزراء إيهود أولمرت على الاستقالة الشهر الماضي ،ولكنه ما زال في منصبه إلى حين تشكيل حكومة جديدة·وتولت ليفني زعامة حزب ''كاديما'' خلفا لأولمرت في 17 سبتمبر الماضي·
وتوقع استطلاع للرأي نشرته صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' اليومية فوز ''كاديما'' في الانتخابات المقبلة بما يصل الى 29 مقعداً في الكنيست الذي يضم 120 مقعداً وهو نفس عدد المقاعد الذي يشغله الآن في البرلمان الحالي، بينما سيرفع حزب ''ليكود'' حصته من 12 مقعدا حالياً الى 26 مقعدا·
كما توقع استطلاع الرأي أن يشغل حزب ''العمل'' الذي يتزعمه وزير الدفاع ايهود باراك وشريك اولمرت في الحكومة 11 مقعدا فقط ،بدلا من 19 مقعدا في البرلمان الحالي·
وأشار استطلاع مماثل للرأي أجرته صحيفة ''معاريف'' إلى فوز ''كاديما'' بعدد 31 مقعدا ،بينما يحصل ''ليكود'' على 29 مقعدا و''العمل'' على 11 مقعدا· واختلفت هذه النتائج عن استطلاعات رأي سابقة توقعت فوز نتنياهو بسهولة على ''كاديما'' و''العمل'' بعد أن زادت شعبيته بسبب مخاوف إسرائيلية على الأمن·
ووصف يوفال شتاينيتس وهو نائب بارز عن حزب ''ليكود'' ومن المقربين إلى نتنياهو، استطلاعات الرأي الأخيرة بأنها انتقائية ومنحازة· وقال لوكالة ''رويترز'' أمس: ''تظهر استطلاعات الرأي التي اطلعت عليها تقدم ''الليكود'' بستة أو سبعة مقاعد، ولكن هذا ليس كافيا أيضا''
عدد اليوم
