سوريا: سندافع عن أراضينا إذا تكررت الاعتداءات الأميركية

اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الولايات المتحدة بارتكاب ''اعتداء ارهابي'' على سوريا، عبر شنها الاحد غارة جوية على قرية سورية محاذية للحدود العراقية· وبينما اكدت الحكومة العـــــــراقية ان منطقــــــــة البوكمال الحدودية التي استهدفتها الغارة كانت مسرحا لنشاطات تنظيمات معادية للعراق تنطلق منها، نفت قوات التحالف بقيادة الجيش الاميركي في العراق وجود معلومات لديها حول الغارة، رغم أن مسوولا أميركيا أكد أن القوات الاميركية نفذتها بنجاح وقتلت مهربا كبيرا للمقاتلين المتسللين· وقال المعلم في مؤتمر صحفي في لندن إثر إجرائه محادثات مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند ''ندرس هذا الاعتداء الارهابي والاجرامي ونحمل الحكومة الاميركية المسؤولية''· وهدد بان بلاده سترد وتدافع ان اراضيها اذا تكررت الاعتداءات· وحث الحكومتين الاميركية والعراقية على التحقيق في الحادث و ''إبلاغ'' سوريا بنتائج التحقيق· وقال الوزير ''إن حقيقة وقوع الغارة في وضح النهار دليل على أنه هجوم مدبر''، مشيرا إلى أن الاميركيين يعرفون تمام المعرفة أن الحكومة السورية تقف ضد تنظيم ''القاعدة''، ومضيفا أنه يتعين أيضا التساؤل حول دور الحكومة العراقية في الهجوم · وأعرب المعلم عن أمله ان تساعد الانتخابات الرئاسية الاميركية التي تجري الاسبوع المقبل في التعلم من الاخطاء التي ارتكبتها ادارة الرئيس جورج بوش · وقال ''آمل ان ينتخب الشعب الاميركي رئيسا يمكنه ان يؤمن سمعة جيدة للولايات المتحدة في العالم، بخلاف السمعة التي نشهدها من الادارة الحالية ، ونأمل ان تتعلم الادارة المقبلة من اخطاء الادارة الحالية''· من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ ان ''الحكومة العراقية على اتصال مع الجانب الاميركي حول الانباء التي تتحدث عن هجوم على المنطقة الحدودية مع سوريا''، مؤكدا أنها كانت مسرحا لنشاطات تنظيمات معادية للعراق، تنطلق من سوريا· واضاف دون توضيحات ''كان آخر الهجمات مجموعة قتلت 19 شخصا من منتسبي الداخلية العراقية في قرية حدودية، مشيرا الى ان العراق طلب من السلطات السورية تسليم المجموعة التي تتخذ من سوريا مقرا لنشاطاتها المعادية للعراق· وتابع قائلا ان ''العراق يسعى دائما الى علاقات طيبة ومتميزة مع الشقيقة سوريا ''· إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية العراقية عن بدء حكومة العراق تحقيقا بشأن الغارة الأميركية، مؤكدة أن العملية هدفت إلى تعقب بعض المطلوبين''· وأضاف البيان أنه سيتم تقديم كافة المعلومات والبيانات إلى الجانب السوري حال اكتمال التحقيقات· من جهتها اعلنت قوات التحالف أمس أنها لا معلومات لديها حول الغارة، وقالت ''لا معلومات لدينا حول عملية الإنزال تلك أو العملية العسكرية''· وفي واشنطن التزم البيت الابيض الصمت ازاء العملية فيما رفضت الخارجية الأميركية التعليق، لكن الناطق باسمها شون ماكورماك قال ان على سوريا ان تقوم بالمزيد من الجهود لمراقبة حدودها مع العراق· وفي وقت لاحق اعلن مسؤول اميركي رفض كشف هويته أمس ان الغارة نفذتها القوات الاميركية، وقال ''إنها بمثابة نجاح ضد المقاتلين الاجانب الناشطين في العراق، ولقد نجحت العملية؛· وأكد قائلا ''إن مهربا كبيرا للمقاتلين الاجانب الى العراق قتل في الغارة الاميركية''، واضاف ''حين تبرز فرصة مهمة يجب انتهازها، هذا ما ينتظره الاميركيون خصوصا حين يتصل الأمر بمقاتلين أجانب يدخلون العراق ويهددون قواتنا المسلحة''· وكانت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو رفضت التعليق على الهجوم ردا على سؤال بواسطة البريد الالكتروني، كذلك رفض متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية التعليق أمس· وفي سوريا قال سكان البوكمال إن الجنود الأميركيين الثمانية الذين نفذوا غارة الأحد اختطفوا مواطنا سوريا بعد أن جرحوا وقتلوا عددا من الموجودين بالمكان · وقالوا إن ''الجنود الذين ترجلوا من مروحياتهم أطلقوا النار على عمال وعائلة كانوا يعملون في مزرعة لم يستكمل بناؤها بعد''· وتعتبر منطقة البوكمال الحدودية منطقة ذات أغلبية سكانية من الطائفة السنية وهي منطقة تضم عدة عشائر وقبائل عربية ينتشرون بين العراق وسوريا والأردن والسعودية، وهم في معظمهم من المناهضين للاحتلال الأميركي للعراق· وقال أهالي المنطقة وبعض المقربين من ذوي القتلى ''إن الذين قتلوا في القصف الأميركي ليس لهم أي ارتباطات بتنظيمات سياسية أو إسلامية كما أنهم لم يسافروا خارج حدود منطقتهم''· وفي السياق دانت صحيفة تشرين الحكومية السورية أمس ''جريمة الحرب'' التي نفذها الجيش الاميركي· وكتبت تقول ''قتل بدم بارد وجريمة حرب بالمعنى الكامل للعبارة ضحاياه، ثمانية مواطنين مدنيين سوريين، هذا هو الوصف الحقيقي لما اقدمت عليه القوات الاميركية المجوقلة القادمة من العراق في الاراضي السورية بعد ظهر امس وفي قرية وادعة تبعد عن الحدود العراقية ثمانية كيلومترات''· واضافت ''أن هذا العدوان الاميركي يرسم صورة جديدة واضحة عن حماقات ادارة بوش وعن الجرائم التي تقترفها الجيوش الاميركية الغازية وخاصة في العراق وافغانستان''· البنتاجون : قرار العملية ربما اتخذ على مستوى منخفض جداً مفيد نجم واشنطن - على الرغم من التزام الادارة الأميركية الصمت وعدم تأكيد أو نفي عملية الإنزال في قرية البوكمال السورية على الحدود مع العراق· إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع ''البنتاجون'' جيف موريل وتحت إصرار الصحفيين اعترف ضمنياً بالعملية، لكنه اكتفى بالقول ''إن قرار تنفيذها اتخذ على مستوى منخفض جداً''· وفي المعلومات التي حصلت عليها ''الاتحاد'' من مصادر ''البنتاجون''، فإن المنطقة الحدودية العراقية مع سوريا والتي تقع في محافظة الأنبار شهدت قبل فترة قصيرة عملية ارهابية استهدفت الشرطة العراقية وأسفرت عن سقوط 11 قتيلاً، ويعتقد أن منفذيها تسللوا من سوريا· وأوضحت المصادر أن القوات العراقية التي تسلمت أمن الأنبار في الفترة الاخيرة طلبت بعد العملية الارهابية من القوات الاميركية الإسناد والدعم لملاحقة المتسللين الذين يعتقد أنهم من مؤيدي ''القاعدة''، وأضافت انه بعد سلسلة من التحقـــــــــيقات والرصد تمت ملاحقة هؤلاء العناصر وتبين أن مجموعة منهم استطاعت عبور الحدود الى سوريا بسهولة، ذلك أن المنطقة المحاذية لقرية البوكمال تعتبر ''خارج السيطرة الأمنية سواء من العراقيين أو السوريين وليس فيها انتشار أمني أو أي نقاط مراقبة''· وقالت المصادر إن القوات الاميركية التي لاحقت المجموعة قررت تنفيذ عملية ضدها من دون التدقيق جغرافياً في المنطقة المستهدفة بسبب التداخل فيما بينها حدودياً الى جانب عدم وجود قوى أمنية يمكن الاستعانة بها، وأضافت أنها نفذت الغارة كما نفذت غيرها من العمليات في منطقة الأنبار، على اعتبار أنها منطقة عراقية وليست سورية· ووفق مصادر ''البنتاجون'' فإن العملية أسفرت عن قتل عدد من ''الإرهابيين''، لكنها في الوقت نفسه أثارت مشكلة سياسية لا مصلحة للولايات المتحدة بها في الوقت الراهن· غير أن مصادر أخرى في واشنطن رأت أن الغارة ورغم أن قرارها اتخذ على مستوى منخفض، إلا أنها رسالة ينبغي عدم التقليل من اهميتها، خصوصاً بعد تصاعد الكلام والتحذير من اكثر من جهة من إمكان تعرض الولايات المتحدة أو مصالحها أو مناطق تواجد قواها العسكرية، الى عملية ارهابية الهدف منها التاثير مباشرة على الانتخابات الاميركية في الرابع من نوفمبر المقبل· روسيا تتهم أميركا بتأجيج التوتر موسكو (د ب أ)- أدانت روسيا أمس بشدة الهجوم الأميركي الذي استهدف قرية ألبو كمال السورية الحدودية مع العراق· ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن اندري نسترينكو المتحدث باسم الخارجية الروسية قوله: إنه ''لا تجب مهاجمة أراضي دول مستقلة تحت شعار مكافحة الإرهاب''· وأضاف أن موسكو تلقت نبأ الهجوم بقلق بالغ، مشيراً إلى أن هذه الأعمال العنيفة أحادية الجانب من شأنها نشر التوترات في المنطقة بشكل خطير· باريس تطالب بكشف الملابسات باريس (وام، أ ف ب)- طالبت باريس أمس بكشف كل ملابسات الهجوم الذي قامت به مروحيات أميركية على قرية سورية حدودية مع العراق وشددت على ''تمسكها باحترام وحدة وسيادة أراضي الدول''· وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية إريك شوفاليه: ''إننا نرغب في أن يتم إلقاء الضوء كاملاً على الظروف الدقيقة لتلك الأحداث التي لم تصلنا عنها أي معلومة دقيقة''· وأضاف أنه إذا ما تبين أن هذه الأحداث وقعت داخل الأراضي السورية، فإننا نذكر بارتباطنا باحترام سلامة أراضي الدول، ثم قدم التعازي لعائلات الضحايا· الجامعة: الغارة الأميركية لا تساعد على استقرار المنطقة القاهرة (الاتحاد) - أدانت الجامعة العربية أمس الهجوم الذي شنته مروحيات أميركية على منطقة ألبوكمال وراح ضحيته أبرياء مدنيون، وأكدت أن هذا الانتهاك لا يساعد على الاستقرار في المنطقة، بل يفتح الباب لتوترات جديدة ويدمر مصداقية التحرك نحو السلام والاستقرار في العراق وجواره· وقال الأمين العام للجامعة عمرو موسى، في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارة الرئيس الإيطالي للجامعة بالقاهرة، ''لقد استمعت باهتمام إلى التقارير السورية عما حدث، نتابع الموقف الخطير الناجم عن هذا الحادث الذي خرق السيادة السورية''· وأضاف أن مثل هذه الأمور لا يمكن أن تمر بدون إدانة واضحة، وقال موسى: ''نرجو ألا تتكرر مثل هذه الأمور، وأن يكون هناك حذر واهتمام أكبر بعدم إثارة الأوضاع أكثر مما هي خطيرة ومتأججة''· ورداً على سؤال ما إذا كانت سوريا طلبت من الجامعة طرح الأمر على مجلس الأمن والأمم المتحدة لاستصدار إدانة، قال موسى إن الجامعة لم تتلق هذا الطلب، وإن هذا الموضوع يخص سوريا· لبنان: اعتداء خطير مصطفى ياسين بيروت (د ب أ) - أدان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس ما قام به الجيش الأميركي من شن هجوم بالمروحيات على منطقة ألبو كمال السورية بزعم استهداف متمردين على صلة بـ''القاعدة'' يتسللون إلى العراق · وذكر بيان صادر عن مكتب السنيورة ''أن الغارة التي شنتها المروحيات الأميركية على الأراضي السورية تشكل خرقا للسيادة السورية وبالتالي هو اعتداء خطير مدان وغير مقبول مهما كانت الحجج التي سيقت لتبريره''· وأكد أن لبنان ''يعتبر أن أي اعتداء عسكري على دولة عربية أو على دولة صغيرة من قبل دولة كبيرة هو عمل مرفوض ولا يمكن القبول به''· ومن جانبه أدان وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ هذه الغارة التي وصفها بأنها انتهاك للقانون الدولي · واجرى صلوخ اتصالاً هاتفياً بنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونقل إليه إدانة لبنان لهذا العمل العدواني، واعتبر أن الغارة الاميركية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولا يمكن القبول أو التسليم بهكذا ممارسات في العلاقات الدولية مهما كانت الذرائع التي تساق لتبرير أعمال مرفوضة· ودعا الى انتهاج الوسائل السلمية والحوار سبيلا لمعالجة أية مسائل خلافية، وأكد تضامن لبنان مع سورية ازاء الاعتداء الغاشم الذي تعرضت له· إيران تدين الاعتداء طهران (د ب أ) - أدان متحدث باسم الخارجية الإيرانية أمس قيام الجيش الأميركي بشن هجوم بالمروحيات على الأراضي السورية· ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن حسن قشقاوي قوله خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي ''إننا ندين أي عدوان وانتهاك سيادة الدول والتي تؤدي إلى مقتل الأبرياء وهذا ما لا يمكن قبوله''· وأعرب قشقاوي عن أسفه البالغ لمقتل عدد من المدنيين ومن ضمنهم أطفال من أسرة واحدة· علماء المسلمين : الغارة نتاج الاتفاقية الأمنية بغداد (رويترز) - حذرت هيئة علماء المسلمين في العراق أمس من أن العملية العسكرية التي شنت ضد سوريا في منطقة ألبوكمال المعبر الحدودي الرئيسي بين سوريا والعراق هي نتاج الاتفاقية الأمنية التي تزمع واشنطن توقيعها مع بغداد· وقالت الهيئة مدينة العملية في بيان ''في سابقة خطيرة تثبت إدارة الاحتلال الأميركي في العراق بشكل واضح وصريح بالأدلة المادية المحسوسة تلهفها للقيام بما تتيحه لها الاتفاقية التي تعمل على التوقيع عليها مع الحكومة الحالية بكل السبل الممكنة''· واضافت قائلة: ''ها هي تستهدف أحد جيران العراق وتقوم باختراق سيادة الأجواء والأراضي السورية، في اعتداء مدان وغير مفسر حتى الآن''· إسرائيل: الهجوم لن يؤثر علينا تل أبيب (د ب أ) - أعرب وزير الدفاع رئيس حزب العمل الإسرائيلي ايهود باراك أمس عن اعتقاده بأن الهجوم العسكري الأميركي على أهداف داخل الأراضي السورية أمس لن يكون له تأثير على إسرائيل· ورفض باراك القول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أبلغت إسرائيل مسبقاً بنيتها تنفيذ هذا الهجوم·