مداهمة مقر الاتحاد تزيد من ضبابية المشهد الكروي

تسارعت الأحداث التي شهدتها العاصمة بغداد في أقل من 24 ساعة لتزيد المشهد الكروي أكثر ضبابية، بإصرار الهيئة العامة على اختيار العاصمة بغداد مكاناً للانتخابات بدلاً من مدينة أربيل التي يصر عليها "الفيفا". وجاءت مداهمة مقر الاتحاد لإلقاء القبض على رئيسه حسين سعيد وعدد من أعضاء المجلس في توقيت ينذر بمستقبل مجهول للكرة العراقية، بعدما قرر الاتحاد إلغاء دوري النخبة الذي يفترض أن تجري الجولة الثانية منه غداً. ويرى مراقبون في حقل الرياضة أن الصراع على الانتخابات المقرر لها 24 الجاري تزيد من ضبابية الموقف الكروي في العراق وتؤخر مسألة تشكيل مجلس إدارة الاتحاد الجديد بفعل تلك الأحداث المتلاحقة التي يشهدها الشارع الرياضي. وقال صحفيون رياضيون إن إصرار الاتحاد الدولي "الفيفا" على موقفه بإجراء الانتخابات في مدينة أربيل زاد من توتر الموقف في الهيئة العامة التي ترغب بإقامة الانتخابات في العاصمة بغداد على اعتبار أنها المركز لكل الاتحادات الرياضية، واللجنة الأولمبية العراقية التي تشرف على اتحاد اللعبة. ويعد اختيار بغداد مكاناً لإجراء الانتخابات خطوة جرئية نحو التغيير الذي تنشده الرياضة العراقية، لكن مذكرات الاعتقال بحق عدد من أعضاء الاتحاد كانت في توقيت غير مناسب، وجاءت العملية في الوقت الذي يصوت فيه أعضاء الهيئة العامة على إجراء الانتخابات في العاصمة التي زادت من ضبابية الموقف. ويرى البعض الآخر أن المشهد الكروي الآن ينذر بالخطر مع احتمالية كبيرة في تأجيل الانتخابات التي حدد 24 الجاري موعداً لها، وأن مسلسل الإخفاقات الإدارية بات يزداد يوماً بعد آخر من مسألة تمديد عمل الاتحاد لأربع مرات ومن ثم حل الاتحاد وتشكيل هيئة مؤقتة ثم حلا وإعادة الاتحاد ومسألة اختيار المكان المناسب لإجراء الانتخابات، وصولا إلى مداهمة مقر الاتحاد والبحث عن أعضاء فيه لإلقاء القبض عليهم، كل ذلك يجعل المتابع يدخل في تصور غير واضح المعالم ويحتاج إلى الكثير من الدراسة لمعرفة الحقيقة الغائبة. ويؤكد فريق آخر، أن عملية المداهمة كان الغرض منها عكس صورة مشوشة للوضع في العاصمة إلى الاتحــاد الــدولي حتى لا يوافق على إجراء الانتخابات في بغـداد، وبالتالي بقاء أعضاء مجلس إدارة الاتحاد في مناصبهم. وكان اتحاد كرة القدم قد قرر تعليق الدور النهائي لمسابقة الدوري المحلي حتى إشعار آخر بسبب حادثة اقتحام مقره أمس الأول من قبل قوة عسكرية بهدف اعتقال رئيس الاتحاد وثلاثة من أعضائه. وجاء في بيان الاتحاد: "قرر الاتحاد ايقاف الدور النهائي للمسابقة المحلية إلى اشعار اخر نظرا للتهجم والتعدي الذي حصل على مقر الاتحاد واقتحامه من قبل قوة عسكرية مجهولة". وأضاف البيان: "يهدف هذا القرار إلى الحفاظ على سلامة أعضاء الاتحاد والعاملين فيه بعد حادثة اقتحامه من قبل عناصر ترتدي الزي العسكري وتستخدم مركبات عسكرية حكومية". وطالب بيان الاتحاد الحكومة العراقية بالتدخل السريع وإجراء تحقيق عاجل لما حدث أمس الأول وتوضيح سبب مذكرات الاعتقال التي صدرت بحق رئيسه وثلاثة من أعضائه بالاضافة إلى مستشار الاتحاد. وكانت قوة عسكرية داهمت مقر الاتحاد العراقي الواقع قرب ملعب الشعب الدولي بهدف اعتقال عدد من أعضائه على أساس وجود مذكرات اعتقال بحقهم بسبب مخالفات مالية وإدارية ولم يكن أعضاء الاتحاد متواجدين في تلك الاثناء.