ألقت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة، بالتنسيق مع القوات المسلحة أمس، القبض على 23 شخصا من بينهم المتهمان الرئيسيان في أحداث إمبابة وهما ياسين ثابت (31 سنة سائق) زوج الفتاة القبطية عبير عطا الله التي أعلنت إسلامها وكانت السبب الرئيسي في الأحداث والمواطن القبطي عادل لبيب صاحب المقهى المجاور لكنيسة “مار مينا” التي شهدت بداية أعمال العنف بين المسلمين والأقباط، والذي بدأ بإطلاق الأعيرة النارية. وأحال اللواء فاروق لاشين مدير أمن الجيزة المتهمين إلى النيابة للتحقيق فيما هو منسوب إليهما.
وارتفع عدد المصابين في أحداث كنيستي مار مينا والعذراء بإمبابة، حسبما أعلن أمس الدكتور عبدالحليم البحيري مدير الشئون الصحية بالجيزة إلى 240 مصابا، بينما استقر عدد القتلى عند 12، ستة أقباط وستة مسلمون. وقال إن عدد الحالات المحجوزة حاليا في المستشفيات وتحت العلاج والملاحظة يبلغ 43 حالة منهم 4 حالات محجوزة بوحدات الرعاية المركزة، وهم مصابون بطلقات نارية في الصدر والبطن والكتف وغيرها وبعض الإصابات الأخرى، موضحا أن هناك 11 حالة من بين المصابين حالتهم حرجة، أما باقي الحالات فقد تقرر خروجها من المستشفيات بعد أن تحسنت حالتهم.
وساد الهدوء الحذر أمس إمبابة ولا تزال قوات الجيش والشرطة تفرض حظر التجول بشارعي الأقصر والبصراوي في إمبابة مع انتشار مجنزرات ومدرعات ورجال الجيش والأمن المركزي بإعداد غفيرة، فيما يواصل الآلاف من الأقباط أمس لليوم الثاني اعتصامهم أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بشارع كورنيش النيل بماسبيرو، مطالبين بمحاكمة الجناة في أحداث إمبابة وما قبلها. وأكد المعتصمون مطالبتهم بمحاكمة المعتدين على الكنائس والتعامل بحزم مع كل من يتسبب في إحداث فتنة طائفية. وأكدوا الدخول في اعتصام مفتوح حتى تنفيذ مطالبهم وعدم القبول ببناء الكنيسة فقط، كما حدث قبل أسابيع مع كنيسة قرية صول. وردد المعتصمون هتافات منها “يا عصام يا عصام الأقباط في اعتصام”، في إشارة إلى رئيس الوزراء عصام شرف وكذلك “بابا شنودة بابا شنودة دم الشهداء أصبح موضة” في إشارة إلى البابا شنودة.
وحاول الأقباط المعتصمون أمس اقتحام مبنى الإذاعة والتليفزيون، إلا أن قوات الشرطة العسكرية والمدنية تصدت لهم وأحبطت محاولتهم. وقام المعتصمون برشق الواجهة الزجاجية لمبنى التليفزيون بالحجارة، مما أدى إلى تحطمها ووقعت اشتباكات بين بعض المسلمين والأقباط المعتصمين وتراشقوا بالحجارة، أسفر عن وقوع بعض الإصابات في الطرفين قبل أن يتدخل رجال القوات المسلحة لفض الاشتباك وفصل الجانبين.
وأسفرت أحداث الشغب بين أقباط ومسلمين التي وقعت أمس ومساء أمس الأول أمام مبنى التليفزيون بماسبيرو وفي ميدان عبدالمنعم رياض بمنطقة التحرير عن إصابة 67 حسبما أعلن رئيس الطب العلاجي بوزارة الصحة الدكتور هشام شيحة، وقال إن جميع المصابين خرجوا من المستشفيات عدا 11 حالة ما زالت تحت العلاج.
واعلن اللواء نبيل الطبلاوي رئيس قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون رفع حالة الاستعداد الأمني للدرجة القصوى داخل المبنى على ضوء الاعتصام المفتوح للأقباط أمام المبنى احتجاجا على أحداث إمبابة.
وقال الطبلاوي إنه تم تكثيف إجراءات الدفاع الأمني والحريق تحسبا لأي طارئ، كما تم اتخاذ الإجراءات الاحتياطية، مشيرا إلى أن بعض المعتصمين قد قاموا برشق المبنى أمس بالحجارة وأنه أصدر تعليمات مشددة للعاملين بعدم متابعة الاعتصام من خلال نوافذ وشرفات المبنى، حتى لا يتم إثارة حفيظة المعتصمين. مضيفا أنه قد تقرر إغلاق البوابة الرئيسية لمبنى ماسبيرو المطلة على كورنيش النيل، حيث يتمركز المعتصمون والاعتماد على الأبواب الخلفية للمبنى، منعا لأي تحرش محتمل بين المعتصمين والعاملين، خاصة أن بعض الإعلاميين والعاملين قد تعرضوا أمس لبعض المضايقات.
وواصل أقباط الإسكندرية وقفتهم الاحتجاجية أمس لليوم الثاني أمام ساحة مكتبة الإسكندرية للتنديد بأحداث إمبابة معلنين رفضهم لأية هتافات أو شعارات تنادي بالحماية الأجنبية للمسيحيين بمصر. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات منها “لينا إخوة مسلمين ع الأحداث مش راضيين” و”سواء جامع أو كنيسة مصر بترفض الدسيسة”.
عدد اليوم
