الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الروبوتات الحديثة .. تطور مدهش في الاتجاه المعاكس

الروبوتات الحديثة .. تطور مدهش في الاتجاه المعاكس
22 يناير 2010 21:54
بعد رقدة دامت ما يزيد عن العقد الكامل، سجل فنّ بناء الروبوتات خلال الأشهر الأخيرة عودة قوية تجلّت بظهور العشرات منها متخصصة بأداء مهمات ووظائف متكررة. وتكاد تخلو هذه الآلات المدهشة من عناصر الذكاء الذاتي أو القدرة على الإدراك. وبعضها مخصص للطهي أو للحراسة أو يعمل كدليل سياحي أو ممرض في المستشفيات، إلا أن ذكاءها ينحصر بأداء حركات مبرمجة سلفاً لا يمكنها تجاوزها أو تطويرها. ويبدو هذا التطوّر غير المحبّذ، معاكساً لاستراتيجيات علماء الروبوتات الأميركيين الذين سجّلوا مآثر كبرى أوسط عقد التسعينيات من القرن الماضي من أمثال رودني بروكس مخترع الحشرة الاصطناعية “آتيلا”، وتيري سيجنوفسكي مخترع الروبوت الناطق، وجون هوبفيلد مخترع الشبكات العصبية الاصطناعية. وكان بروكس يتزعّم مدرسة تدعو إلى تجنّب تحميل الروبوتات بعشرات البرامج التطبيقية من أجل أداء حركات أو وظائف محدودة، والسعي بدلاً من ذلك إلى ابتداع الروبوتات القادرة على التفكير والتعلّم من ذاتها. وكان بروكس يستشهد بحشرته الروبوتية الخارقة “آتيلا” التي وصفها بأنها “قادرة على تعلّم كل شيء من لاشيء”. وعندما عرض حشرته هذه التي تشبه الصرصور، قام بوضعها فوق طاولة، فبدت سيقانها الستة وهي تتحرّك بطريقة عشوائية. وبعد قيامها بعدة محاولات مبنيّة على مبدأ الوصول إلى الحركة الصحيحة عن طريق اجتناب المحاولة الخاطئة، تمكنت “آتيلا” من إنجاز المشية المتوازنة لتسجّل بذلك اختراقاً تاريخيا في علم بناء الآلات الذكية. ويرى بروكس أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يتوقف على الروبوتات العملاقة المحشوّة بالبرامج التطبيقية الحاسوبية، بل على الروبوتات التي يمكنها أن تتعلّم من ذاتها. وخلافاً لعشرات الروبوتات المغذّاة بالبرامج الحاسوبية الهائلة والتي أطلقت من دون توقف في عام 2009، فإن “آتيلا” يمكن أن تنمّي مواهبها الذاتية عن طريق برنامج حاسوبي منفرد. ولو عمد المرء إلى متابعة الحركات التي تؤديها الروبوتات اليابانية الجديدة مثل الطبّاخ الآلي “أوكونومياكي” Okonomiyaki الذي كشف النقاب عنه لأول مرة في 25 نوفمبر، والمبرمج بحيث يقوم بتحضير أكلة يابانية تحمل نفس الإسم، والروبوت المعلّم “ميك آر سي” .. صديق الطلاب، و”نيكست إيج” القادر على أداء وظائف معقدة مثل فرز القطع والعلب والأدوات المختلطة ببعضها بعد أن يتعرّف على الخصائص الهندسية لكل منها، و”آرتشي” الذي أتى ثمرة مشروع لجامعة فيينا للتكنولوجيا بالتعاون مع جامعة مانيتوبا الكندية وتم تصميمه بحيث يتمكن من إنجاز مجموعة متنوعة من المهمات اليومية التي اعتاد البشر على القيام بها كتنظيف البيوت والعمل كدليل سياحي أو كحارس للمنشآت العامة وخاصة البنوك، لتوصّل إلى القناعة التامة من أن وجهة تطور الروبوتات تعكس تلك التي تبنّاها رفاق بروكس. إن الطابع العام الذي توحي به الشخصيات الروبوتية الجديدة يوحي بأن علم الذكاء الاصطناعي فقد القدرة على التطور بعد أن توقف الدعم المادي والمعنوي الذي كانت تتلقاه المعاهد التكنولوجية في الولايات المتحدة من الحكومة الفيدرالية. وربما لا يكون في وسع علماء الروبوتات اليوم أن يقلّدوا آلة سجنوفسكي الناطقة التي ابتدعها في منتصف التسعينيات، والتي تمكّنت من تعلّم النطق لوحدها انطلاقاً من معرفة أصوات الأحرف الإنجليزية. وكان سيجنوفسكي يفتخر بآلته عندما تتعلم بسرعة من ترديد الكلام الذي ينطق أمامها مثل “بابا” و”ماما”. ومثل هذه القدرة على الإدراك والتعلّم تغيب تماماً عن نماذج الروبوتات التي تمتلىء بها أرفف المختبرات في المعاهد التكنولوجية اليابانية والتايوانية والكورية. وأما فيما يتعلق بالأميركيين، فيبدو أنهم تخلّوا عن هذه اللعبة المثيرة بعد تجفيف مصادر الدعم الحكومي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©