أعلنت إيطاليا أنها تتوقع تدفق خمسين ألف لاجئ من افريقيا قادمين من ليبيا، داعية الى ان تتكفل اوروبا بهم، وقال سكرتير وزارة الخارجية الايطالية الفريدو مانتيكا إن بعض الافارقة الذين يعملون في ليبيا تمكنوا من العودة الى بلدانهم، لكن كثيرين لا يستطيعون ان يفعلوا ذلك. واضاف ان هذا الامر “ينطبق خصوصا على الآتين من شرق افريقيا كالسودانيين والاثيوبيين والاريتريين والصوماليين. نتحدث بذلك عن خمسين الف شخص” قد يصلون الى السواحل الايطالية، واضاف ان “على اوروبا الاهتمام باللاجئين القادمين من ليبيا. انها عقدة المشكلة وهذا ما يجب ان تتناوله مسألة التفاوض حول تطبيق شنغن والتضامن الاوروبي”.
على صعيد متصل نفى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس التقارير التي أفادت بأن إحدى سفنه المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا تركت 61 مهاجرا يموتون في البحر بعدما أخفقت في إنقاذ قاربهم المتعطل. وقالت صحيفة “جارديان” البريطانية إن القارب الذي كان يقل 71 راكبا بينهم عدة سيدات و أطفال ولاجئون سياسيون، انحرف عن مساره في المياه المفتوحة لمدة 16 يوما بعدما نفد الوقود وبعد 18 ساعة من مغادرته طرابلس في 25 مارس الماضي.
وقالت الصحيفة “على الرغم من تلقي خفر السواحل الإيطالي استغاثات واتصال القارب بمروحية عسكرية وسفينة تابعة للناتو لم تبذل أي محاولة إنقاذ”، ونفت كارمين روميرو نائبة المتحدث باسم الناتو في بروكسل التقرير وقالت “أي مزاعم تفيد بأن حاملة طائرات تابعة للناتو رصدت السفينة التي كانت تعاني من متاعب ثم تجاهلتها عارية من الصحة”.
ووفقا لما ذكرته “الجارديان” فإن مروحية من جنسية غير محددة ألقت مياها و”بسكويت” على قارب المهاجرين، وقال المتحدث باسم خفر السواحل الإيطالي إنهم طلبوا من سلطات مالطا البحث عن القارب ولكن سلطات مالطا “نفت أي دخل لها “بالأمر، وقالت الصحيفة نقلا عن ناجين وأشخاص قاموا بالاتصال اللاسلكي بالقارب المنكوب، إن المهاجرين انحرفوا بالقرب من حاملة للطائرات تابعة للناتو في 29 -30 مارس الماضي ولكن لم يتم بذل أي محاولة لانقاذهم.
وكتبت الصحيفة “بالنسبة لمعظم المهاجرين فإن إخفاق سفينة الناتو في القيام بأي محاولة إنقاذ أدى لعواقب كارثية”، مشيرة إلى أن جميع الذين كانوا على متن القارب باستثناء 11 شخصا لقوا حتفهم بسبب العطش والجوع، وذلك حتى رسا قاربهم في الساحل الليبي بالقرب من مصراتة.
وفي الوقت الذي قالت فيه الصحيفة إنها قامت باستقصاء مكثف للتحقق من الواقعة، نفى الناتو أن تكون حاملة الطائرات الفرنسية “شارل دي جول” هي التي يمكن اعتبارها مسؤولة، قائلا إن السفينة الإيطالية “جاريبالدي” هي التي كانت تعمل في المنطقة في ذلك الوقت، وأشارت رومير إلى أن وحدات الناتو تدخلت في واقعتين منفصلتين لإنقاذ نحو 510 مهاجرين تم نقلهم بعد ذلك إلى إيطاليا.
من جانبها، أعلنت إدارة مرفأ لامبيدوزا انها عثرت على ثلاث جثث تحت السفينة التي جنحت ليل السبت الاحد قرب مرفأ الجزيرة الايطالية وكانت تقل 500 راكب. وقالت المصادر نفسها ان غطاسين من رجال الانقاذ انتشلوا جثة رجل في الخامسة والعشرين وجثتين أخريين لم يتم التعرف عليهما بعد، وكان الناطق باسم خفر السواحل فيتوريو اليساندرو قال “نجحنا في انقاذ كل الركاب، نعتقد انه لم يسقط ضحايا”، واصيب عدد من اللاجئين بجروح طفيفة ونقلوا إلى المستشفى. واصطدمت السفينة بصخور عند اقترابها من مرفأ المدينة الايطالية الصغيرة الواقعة جنوب صقلية، مما ادى الى حالة هلع بين الركاب ومعظمهم عمال من افريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا، قدموا من ليبيا وبينهم نساء وأطفال.
عدد اليوم
