محمد حامد (دبي) - لا تتوقف مكاسب الأندية الكبيرة ومن بينها “سيتي” في موسم بعينه على الظفر بالبطولات، وفي بعض الأحيان لا يكون الوقوف على منصات التتويج هو المقياس الوحيد لتقييم حصاد موسم كامل، فقد أخفق “السيتزن” في الحفاظ على لقب الدوري الذي عاد مجدداً إلى خزائن الجار الكبير “مان يونايتد” لاعتبارات عدة، أهمها أن “الشياطين الحمر” بقيادة أليكس فيرجسون يملكون عقلية الفوز والظفر بالألقاب دون النظر إلى قوة الأداء.
وبالعودة إلى مكاسب سيتي من الموسم الجاري الذي يوشك على محطاته النهائية دون أن يفي بطموحات وأحلام أنصار الفريق، فإن الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم، والذي يقام السبت المقبل بملعب ويمبلي أمام ويجان هو المكسب الإنجاز الأهم للسيتزين، وعلى مستوى الوجوه الجديدة الواعدة، فقد كسب سيتي ماتيا ناستاسيتش المدافع الواعد ابن الـ 20، والذي يملك قدرات دفاعية وبدنية خاصة، بالاضافة إلى تمتعه بمهارات لافتة على مستوى التمرير الدقيق، والقدرة على بناء الهجمات من الخلف، مما يجعله مرشحاً ليكون أحد أهم المدافعين في البريميرليج خلال المواسم المقبلة.
وفي اطلالته الأخيرة عبر صفحات “الصن” قبل أيام من النهائي المرتقب أمام ويجان، أكد ناستاسيتش انه استفاد من نصائح مواطنه الصربي نيمانيا فيديتش نجم دفاع مان يونايتد، والذي كان له دور في إقناعه بالقدوم إلى الدوري الإنجليزي، والانضمام إلى صفوف مان سيتي، دون أن يكون للعلاقة التنافسية بين يونايتد وسيتي تأثير على النصيحة التي أسداها لمواطنه الصاعد الواعد.
وتحدث ناستاسيتش عن علاقته مع قائد دفاع يونايتد قائلاً: “حينما تلقيت عرضاً للانضمام إلى صفوف سيتي تحدثت مع نيمانيا، وناقشت معه كافة التفاصيل، وما أدهشني انه تحدث بصورة إيجابية عن مان سيتي، وقال لي أن الإنضمام إلى صفوفه سيكون خطوة رائعة لمستقبلي الكروي، كما كشف لي عن أسرار التقاليد الكروية في إنجلترا، وأقنعني بأن مستقبلي سيكون كبيراً في البريميرليج، والجميع يعلمون أن اللاعب الصغير يكتسب جميع الخبرات بمجرد أن تطأ قدمه أحد الأندية الإنجليزية”.
يذكر أن ناستاسيتش كان يجلس في منزله في مثل هذا الوقت من العام الماضي حينما شاهد سيتي وهو ينتزع لقب الدوري الإنجليزي بعد الفوز بالمباراة الدراماتيكة أمام كوينز بارك رينجرز، الأمر الذي جعل اسم سيتي أكثر انتشاراً على المستوى العالمي، وأصبح الانضمام له مغرياً، باعتباره بطلاً لأقوى دوري في العالم.
ويستعيد مدافع سيتي الشاب ذكريات العام الماضي قبل أن ينضم للفريق، قائلاً: “لا يمكنني نسيان المباراة التي جمعت سيتي وكيو بي آر في ختام الموسم الماضي، لقد شاهدتها عبر شاشة التلفاز أثناء وجودي في بلادي، وكان هناك اهتمام كبير بالمباراة التي شهدت إثارة بالغة، ولم يكن لدي أي علم بأنني سوف أنضم إلى صفوف هذا الفريق الذي انتزع لقب الدوري بهذا السيناريو المدهش، وحينما تلقيت عرضاً للانضمام إلى سيتي قلت لنفسي إنها فرصة رائعة يجب ألا أهدرها، فمن الرائع أن تصبح جزءاً من الفريق الذي كنت تكتفي بمشاهدته عبر شاشة التلفاز”.
ناستاسيتش انضم إلى سيتي الصيف الماضي قادماً من فيورنتينا الإيطالي الذي لعب له 29 مباراة في عام 2011، وكانت بدايته مع “السيتزن” كبيرة ليظل كبيراً فيما بعد، فقد شارك مع الفريق للمرة الأولى في مباراة ريال مدريد مع سيتي التي أقيمت بمعقل الفريق الملكي في 18 سبتمبر الماضي “مرحلة المجموعات لدوري الأبطال”، وقدم النجم الشاب مباراة كبيرة أمام نجوم الفريق المدريدي، ليتمكن فيما بعد من الحصول على مكان في التشكيلة الأساسية على حساب المدافع القوي جوليون ليسكوت، ومنذ هذا الوقت يشكل ناستاسيتش ثنائياً متناغماً مع قائد الفريق وقلب دفاعه فينسنت كومباني.
وعلى صعيد متصل بنهائي كأس الاتحاد الانجليزي، والذي يقام السبت المقبل بين سيتي وويجان، طالب مدرب الأخير روبرتو مارتينيز بأن يتعامل نجوم فريقه مع المباراة باعتبارها فرصة رائعة لإثبات الذات، خاصة أن الفارق الكبير في المستوى وفي جدول ترتيب الدوري بين سيتي “الثاني بـ 72 نقطة” و ويجان “الثامن عشر بـ35 نقطة” قد لا يعكس بالضرورة فارقاً في المستوى على أرض الملعب في نهائي الكأس.
وفي تصريحات مارتينيز التي نقلتها صحيفة “التلجراف” قال: “لا أشعر بالارتياح لأنني أقود فريقا يصارع من أجل البقاء في الدوري، ويجان فريق جيد ويستحق أن يكون في مكانة أفضل، فقد تمكنا في نهاية الموسم الماضي مثلاً من الفوز في 7 من بين 9 مباريات، وها نحن نصل إلى نهائي الكأس، كما أننا ضمنا بطاقة التأهل إلى “يوروبا ليج”، ما أريده الآن من فريقي أن يستغل جميع الفرص المتاحة لكي يفرض احترامه على الجميع، ولكي يؤكد للعالم أن هناك فريق جيد اسمه ويجان، وسوف يكون نهائي الكأس فرصة رائعة لكي نقول ذلك”.
عدد اليوم
