الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جلال أمين: التقدم والحداثة والمعاصرة خرافات زماننا

8 يناير 2006

القاهرة ـ حلمي النمنم:
اختلف فلاسفة التاريخ حول حركته وهناك من قال إن التاريخ يتحرك في دورات متتالية بين صعود وهبوط وكان ذلك رأي معظم فلاسفة اليونان وربما يكون ذلك أقرب إلى رأي عبدالرحمن بن خلدون الذي حدد الدورة بمئة وعشرين سنة تنهض فيها الدولة ثم تبلغ الذروة ثم تموت وهكذا دواليك وفي العصر الحديث كان الفيلسوف الألماني ازوالد شبنجلر أشهر من قال بهذا الرأي وانتهى إلى أن الحضارة الغربية على وشك الانهيار ووجد رأيه اهتماما بين الباحثين خاصة حينما قامت الحرب العالمية الثانية لكن هذا الفهم والتصور أخذ يتراجع امام رأيين نقيضين الأول: هو الاقرب إلى الفهم السلفي ويرى أن التاريخ كلما انطلق سادت الفوضى وتراجعت الاخلاق والقيم وسوف نجد المتدينين يقولون بذلك خاصة بين المسيحيين والمسلمين في العالم الإسلامي حيث ان خير القرون، القرن الذي عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم ثم ما يليه، وفي التصور العام ان العصر الذهبي كان عصر الرسول ثم عصر صحابته وبعده عصر التابعين ثم تابعي التابعين وعموما فأن النظرة ذات الطابع الديني للتاريخ تركز الضوء كله على شخصية أو مرحلة بعينها وكلما تم التباعد عنها ضعف التاريخ والقوة تكون في محاولة العودة إلى ميراث تلك المرحلة والاقتداء بهذه الشخصية العظيمة·
في مقابل السلفية أو العودة إلى الماضي هناك فكرة شاعت مع الفلاسفة الألمان والفرنسيين وانتشرت في القرن التاسع عشر وهي فكرة التقدم فالتاريخ ينهض ويتقدم باستمرار شريطة تحقق عوامل وشروط بعينها وتحولت فكرة التقدم إلى فكرة مثالية ومجردة عند البعض خاصة في بلادنا وبين مثقفينا الذين اطلعوا على الحضارة الغربية واحتكوا بالغرب وعايشوه، وقياسا على ذلك تم تقسيم الأفراد إلى تقدمي أو رجعي الأول متقدم وناهض والثاني متخلف ومتأخر وانطبق ذلك على الشعوب والمجتمعات والبلدان وكان نصيب بلادنا انها ضمن البلدان المتأخرة ونحن من الشعوب المتخلفة والذي يردد هذا ويعتقد به أفراد من صفوة المثقفين والسياسيين هنا وهناك من أبناء المنطقة ذاتها، بالاضافة إلى رأي وموقف المؤسسات والمنظمات الدولية·
خرافات··وأساطير
ويعتبر د· جلال أمين أن فكرة التقدم واحدة من خرافات واساطير العصر الحديث ولكل عصر خرافاته وأساطيره ولعل عنوان كتابه الاخير يكشف موقفه 'خرافة التقدم والتأخر' ويتهم د· جلال أمين المثقفين والكتاب العرب بأنهم يقدسون التقدم لكن هذا التقديس للمستقبل والتسليم الاعمى بفكرة التقدم لا نجدهما بنفس الدرجة وربما لا نجده على الاطلاق لدى كثيرين من البسطاء: بسطاء التعليم وبسطاء الدخل، هؤلاء لم يتعرضوا كما تعرض غيرهم لهذه الجرعات القوية من عقيدة التقدم وتقديس المستقبل واحتقار كل ما هو قديم بسبب قلة حظهم من التعليم وضعف قدرتهم على متابعة وسائل الإعلام والثقافة الحديثة·
ويبدو ان التقدم المستمر في رأي د· أمين ليس بالبديهية التي يؤدي إليها أي تأمل بسيط أو الادراك الفطري والملاحظة المحايدة لما يجري امام أعيننا تقدم شواهد عكسية، هناك حياة الإنسان ذاته من ميلاد ثم نضج ونمو وشباب وبعد ذلك كهولة وذبول وتراجع ثم الموت، والطفل يمكن ان يكون أكثر خيالا وأكثر قدرة على ادراك بعض الوقائع من الرجل الناضج وهناك علم الرياضيات والمؤكد فيه ان قدرة الإنسان على حل المسائل الرياضية المعقدة تبلغ ذروتها في سن العشرين ثم تضعف قدرته تلك بعد ذلك، أمثلة عديدة يقدمها د· جلال أمين لتؤكد فكرته التي يؤمن بها وهي ان فكرة التقدم المستمر خرافة كبرى في هذا العصر صدرها إلينا الفكر الأوروبي وآمن بها مثقفونا وكتابنا أو فريق غير قليل منهم·
وفي هذه الجزئية يبدو ان د· جلال وقع في خلط بين أمور عديدة، منها ان فكرة التقدم حين ظهرت وطبقا لما يفهم الكثيرون لم يكن يقصد بها التقدم المطلق في جميع مناحي الحياة ذلك ان حياة الإنسان وصحته وقدرته العقلية تخضع لعوامل بيولوجية بحتة لافكاك منها وهي ترتبط بنظرية الحياة والموت ونفس الأمر ينطبق على عقل الإنسان لكن ما قصده الفلاسفة هو بعض المجالات في حياة المجتمعات ولنقل حياة الإنسانية فالثابت ان هناك تقدما يحدث ربما يتسارع في بعض المراحل وربما يقل تدريجيا أو حتى يتوقف في مراحل أخرى لكن لا يحدث تراجع ابدا ولنتأمل مثلا تطور الإنسانية من الحياة البدائية واكتشاف الزراعة والوصول إلى عصرها وكذلك اكتشاف النيران والمعادن وغيرها هذه الأمور في تقدم من البدائية إلى الزراعة والري والحقبة الزراعية في تاريخ الإنسانية ونشوء ما عرف بالحضارة الزراعية كما في وادي النيل ثم انتقلت الإنسانية أو تقدمت إلى العصر الصناعي وعرفنا النهضة الصناعية وهذه لها ملامحها وميزاتها الثقافية والفكرية بل وأيضا الاجتماعية والاخلاقية·
وهكذا وفي هذه الحالة لا يمكن ان نقول ان الإنسان يتراجع ويتدهور من العصر الصناعي في الانتاج ونمط الحياة إلى العصر البدائي ثانية بمعنى ان الإنسان لن يترك منزله بما فيه من كهرباء ومياه وغسالات وثلاجات وتليفزيون وكل هذا ليقيم عاريا من جديد على غصن شجرة ويصطاد حيوانا يأكله نيئا ولن نجد إنسانا يترك الكتاب المطبوع ويذهب ليدون أفكاره بالرموز بدلا من الحروف وعلى جدران الكهوف مثلا وهلم جرا·
اما في العلاقات الاجتماعية فهذه أيضا يحدث فيها تقدم وان لم يكن بالشكل المطلوب وفي جميع بقاع الدنيا مثلا ألغيت العبودية وتجارة الرق كانت واحدة من أهم وسائل التجارة ازدهارا وربحا في مختلف مناطق العالم وحين يتم انتقاد بعض الممارسات الاجتماعية والاخلاقية والسياسية يقال عنها رق حديث أو شكل جديد من أشكال الرق وذلك لإدانتها والتنديد بها·
أما القضايا السياسية وهي التي تشهد تذبذبا بين ديمقراطية هنا وديكتاتورية هناك فهذا يعود إلى عدة أمور منها :انه لم يتم الاتفاق نهائيا على شكل معين من أشكال الحكم ينطبق على كافة الشعوب والدول مثلا، فيلسوف الغرب الأكبر ارسطو والذي نال لقب المعلم الأول وضع الديمقراطية في المرتبة الثالثة بين أشكال العلم وعدد غير قليل من كبار الفلاسفة وافقوه على ذلك، أي أنه لم يحدث اتفاق على شكل موحد للحكم· ومن هنا ليس هناك معيار ثابت يمكن ان يقاس عليه التقدم، هنا يمكن القول بمعيار خاص لكل بلد وشعب·
فكرة المويلحي
ويقارن د· جلال أمين بين فكرة التقدم، وبتعبيره هو خرافة التقدم والحياة العصرية والحديثة ويشعر بمرارة تجاه مفهوم الحداثة والمعاصرة، فيحاول ان يتخيل عربيا يعيش في بغداد بين القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، ذروة مجد بغداد، حين كانت عاصمة الدنيا كلها، وراح هذا العربي الآن يطوف شوارع أي مدينة أوروبية وأميركية ترى ماذا سيكون تعليقه؟ هذه الفكرة أو الخيال لدى جلال أمين، هو ما قام به المويلحي في بداية القرن العشرين من خلال قصة 'حديث عيسى بن هشام'، حينما تصور مصريا عاش في القاهرة أواخر أيام محمد علي وبُعث من قبره ليسير في شوارع القاهرة، أول القرن العشرين وراح يقارن بين المدينة كما رآها الآن وكما كانت في حياته·
كان المويلحي يريد ان يرصد 'التقدم' الذي حدث في المدينة وفي حياة المصريين وكان بذلك يرد على الرجعيين المصريين الذين راحوا ينددوا بالحياة الحديثة، ولكن العربي عند جلال أمين فيما يبدو سيفعل العكس 'فإذا دعى الرجل إلى وليمة ورأى الملعقة والشوكة والسكين، التي يعتبر استخدامها سمة من سمات التحضر والتقدم، فقد يتساءل عن ضرورتها، فإذا قيل له إنها تمنع من اتساخ اليد إذا استخدمت اليد المجردة في تناول الطعام، قال: ولكن الملعقة والشوكة والسكين هي نفسها ستتسخ؟ فإذا قيل له انه من الممكن غسل هذه الأشياء بعد تناول الطعام قال: اليد أيضا يمكن غسلها بعد تناول الطعام وقبله؟ سوف يطوف هذا العربي بأوجه الحياة وسوف يسخر منها كما يريد د· جلال 'وسيعود الرجل من رحلته وفي ذهنه أفكار كثيرة عن التقدم والتأخر، فقد رأى أمثلة كثيرة لهذا وذاك ولا أظن أنه من الممكن ان يخطر بباله قط كما نظن الآن ان من المسلم به وبما لا يمكن ان يتطرق إليه الشك، إن هذه الدولة التي قام بزيارتها لتوه أكثر تقدما بصفة عامة، من تلك التي كان يعيش فيها منذ ألف سنة وأكثر'·
ويتساءل د· أمين 'إذا كان الأمر كذلك فمن أين تسربت إلينا أذن فكرة التقدم والتأخر فتشربت بها عقولنا إلى هذه الدرجة ولم يعد يخامرنا أدنى شك في أنهم متقدمون ونحن متأخرون ليس في هذا الشيء أو في ذلك الميدان بعينه، ولكن بصفة عامة حتى بدأنا نتساءل خفية أو صراحة عما إذا كان فينا عيب متأصل أو نقائص تمنعنا اصلا من التقدم؟ نقائص تعود اما إلى لون البشرة أو نوع الجينات أو طبيعة اللغة أو العقيدة الدينية أو المناخ وحتميات الجغرافيا أو أشياء سحيقة حدثت في التاريخ نتيجة لتفاعل كل هذه العوامل مجتمعة؟ كيف تسربت إلى عقولنا، خرافة التقدم والتأخر'؟·
نحن المغلوبين
لتفسير الذي يقدمه د· جلال أمين يعتمد على مقولة ابن خلدون الشهيرة في المقدمة ان المغلوب مولع بتقليد الغالب، ونحن مغلوبون امام الغرب منذ ان جاء نابليون في عام 1798 إلى القاهرة والمنطقة بمدافعه واستطاع ان يهزم الجيش المملوكي في امبابة خلال أقل من ربع ساعة ولعل الدرس يبدو في مشهد ضرب الأزهر بالمدافع ثم اجتياحه بالخيول للقضاء على تمرد وثورة أهل القاهرة ومن يومها تواصلت الهزائم ليس في مصر والشام فقط ولكن في كل المنطقة وصحيح ان حملة نابليون خرجت من مصر مغلوبة ومضطرة، ولكن ذلك حدث بسبب ضغوط إنجلترا على فرنسا ومساندتها للدولة العثمانية، المهم نحن المغلوبين، وهذا 'الغلب' ليس مقتصرا على القوة الحربية والاقتصادية فقط لكن تصاحبه أيضا رفاهية وآلات حديثة ومتع كثيرة، وهذا الغالب يمتلك آلة إعلامية ضخمة تروج وتعلن كل لحظة عن انه الأقوى والأحدث والأكثر عصرية وتقدما وما عداه متأخر ومتخلف وبربري وهمجي، وهكذا إذا لم يقتنع المرء من خلال القوة الفعلية ومظاهر الحداثة، فإن الإعلام سوف يقوم بعملية غسيل مخ له·
ومن خلال هذا الانبهار أو الولع بالغرب يقدم جلال أمين تفسيره الخاص، لما يسمى عقدة الخواجة أو الشعور بالدونية تجاه الأوروبي والأميركي 'يشيع ويستقر في النفوس، ويدخل في مسام الجلد، هذا الاعتقاد بان التقدم في مضمار القوة والرخاء المادي والكفاءة لابد ان يعني أيضا تقدما في سائر جوانب الحياة والعلاقات الاجتماعية والتنظيم السياسي والمستوى الاخلاقي والجمالي، والرفاهية الإنسانية بكل عناصرها، مادية كانت أو غير مادية·
فإذا كان الشخص الذي يحوز القوة والرخاء المادي والكفاءة خواجة أصبنا جميعا بعقدة الخواجة، ولا حول ولا قوة إلا بالله'·· وطبقا لهذا الفهم والتفسير فإن المتعلمين في بلادنا وأيضا المثقفين، هم الأكثر تعرضا للاصابة بعقدة الخواجة، فالمتعلمون يرون بأنفسهم ما حققه الأجنبي من تقدم في العلم والتكنولوجيا والكفاءة، من خلال الاختلاط المباشر به فى المدارس والجامعات، بل وربما من خلال ما رأوه بأعينهم عندما تتاح لهم فرصة السفر إلى بلاد الأجنبي للدراسة أو العمل أو النزهة، بينما لا يسمع بقية أهل البلد عن هذا العلم وهذه التكنولوجيا وتلك الكفاءة إلا من خلال قصص تروى وسرعان ما تنسى·
ويقول د· أمين '·· على الرغم من ان الأمة بأسرها تشارك في دفع تكاليف الاستعمار وسيطرة الأجنبي على مواردها، فان المتعلمين في أي أمة هم الذين يتعرضون تعرضا مباشرا للتعامل مع الأجنبي يتلقون منه الأوامر، وينفذون طلباته، ويقومون بدور الوسيط بينه وبين الأقل شأنا من بني قومهم، ويخالطونه ويسامرونه في أوقات فراغه في النوادي والحفلات وهم من خلال هذا التعامل المباشر مع الأجنبي، يتعرضون أكثر من غيرهم لسطوته وجبروته ويعرفون أكثر من غيرهم مدى رخائه وحجم ثروته··'، لكن الأمر لا يقتصر على السطوة والجبروت فقط، بل يمتد إلى ما هو أهم وأخطر، فهناك أيضا 'المكافأة' فالمتعلمون من أهل البلد التي يحتلها الأجنبي ليسوا فقط هم الذين يتلقون أوامر الأجنبي لتوصيلها إلى من هم دونهم شأنا، بل هم أيضا دون غيرهم الذين يتلقون جوائزه ومكافآته، إذ لضمان استمرار ولائهم لابد ان يمكنهم الأجنبي من بعض ما يتمتع به من وسائل الراحة والنعيم، فيتاح لهؤلاء المتعلمين ان يعرفوا بالضبط ما الذي يمكن ان يجلبه التقدم التكنولوجي من حياة رغدة، وان يتعرفوا على أشكال وألوان من السلع لا تخطر ببال بقية أفراد الأمة·
ضعف الإرادة ··ولين الأخلاق
ويتساءل د· جلال 'كيف لا تضعف اذن ارادة متعلمي الأمة ومثقفيها أمام كل هذه السطوة من ناحية وكل هذه المكافأة من ناحية أخرى؟ الإرادة تضعف والاخلاق تلين، والتمسك بالتقاليد يغض البصر عنه شيئا فشيئا، ويسمح المتعلم أو المثقف لنفسه شيئا بأن يتجاوز ما لم يكن من قبل يتجاوز عنه، فيفعل مثلما يفعل الأجنبي، ويقلده ما استطاع طلبا لرضاه، بل ويبدي استعدادا للضحك والسخرية من عادات قومه، إذا ضحك وسخر الأجنبي منها·
مع الرخاء والقوة الاقتصادية والرفاهية ومع القوة العسكرية والآلة الحربية، يحدث تحول نفسي وتضيع أشياء أخرى، فتصير لغة الخواجة أفضل وأرقى من اللغة المحلية وعلى الأقل تكون هناك مفاضلة بين اللغتين، نفس الأمر بالنسبة للأدب الأجنبي والأدب العربي، وتبدأ مقارنة الأدب العربي في أرقى عصوره وأكثرها ازدهارا بالأدب الأجنبي، وهكذا الحال بالنسبة للموسيقى العربية وموسيقى الخواجات وتعاملنا مع المرأة واحترامنا لها وتعاملهم هم معها، وكذلك التعامل مع الأطفال وطرق التربية والعلاقة بين الزوجين وغيرها وغيرها·
وليس بالضرورة ان يكون الأقوى عسكريا واقتصاديا هو صاحب أرقى أدب وفكر وثقافة أو انه الأكثر تسامحا·· وصحيح ان الرخاء المادي قد يجعل الفرد متسامحا مع الدين الآخر وأقل تطرفا وهوسا، ولكن الرخاء المادي ليس وحده هو العامل المحدد لهذه المسألة، فإذا اقترن الرخاء بقيم استهلاكية واشباع الغرائز وحب التملك، فانه لا يقنع ولا يشبع ومن هنا قد يكون الرخاء مصدرا لتوتر أكبر وتطرف أشد وتزمت ديني، بل تعصب وتطرف شديد ورغبة في الاعتداء على الآخرين واحتلال ديارهم والاستيلاء على مواردهم واستباحة خيراتهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©