عشية الانتخابات الرئاسية، تستعد القيادة العسكرية الأميركية لتحضير خطط ما بات يعرف هنا في واشنطن بمرحلة ''التسليم والتسلم'' بين الإدارة الحالية والإدارة الجديدة التي ستدخل البيت الأبيض بعد انتخابات الرابع من نوفمبر المقبل· ومنذ نحو 40 عاما لم يسبق للولايات المتحدة ان واجهت ظرفا دوليا بهذا التعقيد، اي منذ تسلم الرئيس ريتشارد نيكسون قيادة البلاد من الرئيس السابق ليندن جونسون بين عامي 1968و·1969 في تلك الفترة كانت الولايات المتحدة غارقة في مستنقع فيتنام في ذروة الحرب الباردة·
وقد بدأ رئيس هيئة الاركان العامة للجيوش الأميركية الاميرال مايكل مولن منذ مدة تحضير ما يسمى بفريق العمل المسؤول عن هذه الفترة الانتقالية· وأشار مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون''، إلى ان هذا الفريق سيتشكل من 14 عضوا من مختلف القطع والوحدات العسكرية بينها قوات المارينز والمشاة وسلاح الجو والأسلحة الاستراتيجية وحرس الحدود والحرس الوطني والقوات الداخلية· ولعل أكثر ما يقلق القيادة العسكرية هذه الأيام قيام ما يسمى بـ''قوى الارهاب'' او الدول المارقة باستغلال حالة الفراغ التي سيعيشها البيت الأبيض خلال هذه الفترة لتنفيذ هجوم او أكثر او محاولة بعض الدول فرض وقائع على الأرض استغلالا لتلك الحالة· وبحسب مولن، فان فترة التسلم والتسليم هي أكثر الفترات حرجا ''إذ ان عدد الأحداث المهمة التي حصلت تعطي أكثر من انذار على غرار أزمة خليج الخنازير في كوبا عام 1961 وانتهاء بهجمات 11 سبتمبر ·2001 القيادة العسكرية ستركز خلال الفترة الانتقالية على قضيتين اساسيتين: الاستعداد جديا لمواجهة أزمة خطيرة قد تحصل، وتقديم نصائحها للادارة الجديدة حول الاتجاهات الجديدة التي قد تأخذها ادارة العمليات في كل من العراق وافغانستان وباكستان ··· فضلا عن تقديم النصح حول تطوير القدرات العسكرية والجهوزية الميدانية للجيش الأميركي·
وتخشى واشنطن من تنفيذ تنظيم ''القاعدة'' هجوما إرهابيا رئيسيا انطلاقا من المناطق القبلية في باكستان او من هجوما إرهابيا نوويا او بيولوجيا او كيميائيا· وقد يستهدف أي هجوم محتمل اما التأثير على الانتخابات نفسها او اختبار الادارة الجديدة ومدى قدرتها على التجاوب مع هذا التحدي او حتى اختبار قدرة الجهة المنفذة على تنفيذ هجمات جديدة بناء على رد فعل الادارة نفسها·
وقد طلب رئيس هيئة الاركان العامة للجيوش الأميركية من الجنرال كينيث ماكينزي رئيس فريق الفترة الانتقالية ان يعد نفسه جيدا لشتى الاحتمالات، من اعداد لائحة بأسماء الإدارة العسكرية الجديدة التي سيتم تعيينها من ادارة البيت الأبيض الجديدة، إلى قائمة بالسياسات الجديدة التي سيتم اعتمادها من العراق إلى افغانستان· صحيفة ''واشنطن بوست'' قالت ان فريق عمل الفترة الانتقالية هذه سيضم إلى جانب مولن وممثلي القطع العسكرية الرئيسية في الجيش الأميركي، كلا من وزير الدفاع الحالي روبرت جيتس ومساعده الخاص روبرت رانغل·
عدد اليوم
