صراع أجيال في ولاء الأميركيين من أصول كوبية

كما لو كانت المسألة صراع أجيال، فالأميركيون من أصول كوبية في فلوريدا منقسمون - بحسب الفئة العمرية- حول الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين وأيهما يصل إلى البيت الأبيض· وكما حدث في انتخابات سابقة ولاسيما تلك المثيرة للجدل التي جرت عام 2000 عندما تركت البلاد معلقة لعدة أسابيع لإعادة فرز عدد من الأصوات، فإن فلوريدا على الأرجح ستلعب دورا رئيسيا في الرابع من نوفمبر المقبل· وتمنح ولاية فلوريدا للفائز 27 صوتا من مجمل أصوات المندوبين الانتخابيين على المستوى القومي أو نسبة 10% من 270 صوتا وهو رابع أكبر عدد في الولايات المتحدة بعد كاليفورنيا وتكساس ونيويورك· وفي استطلاعات الرأي أظهر أوباما تقدما مفاجئا مدعوما بالأزمة المالية المستمرة وهبوط أسعار الأسهم في البورصة وارتفاع نسبة التضخم وتراجع القوة الشرائية للمواطنين الأميركيين· بيد أن الأميركيين من أصل كوبي الموالين تقليديا للحزب الجمهوري والمحافظين في مواقفهم السياسية، ربما يمسكون مجددا بمفتاح الانتخابات· وبحسب معهد دراسات الكوبيين والأميركيين من أصل كوبي بجامعة ميامي فإن5ر68% من الناخبين الأميركيين من أصل كوبي يعرفون أنفسهم بأنهم جمهوريون و2ر16% كمستقلين و3ر15% كديمقراطيين· وبرغم ذلك فإن الشبان الذين يعتزمون التصويت في فلوريدا مختلفون عن كبار السن في تعاملهم مع القضايا المحورية (العلاقات مع كوبا والاقتصاد القومي والحرب في العراق والنظام الصحي والتعليم)· فالكوبيون الذين وصلوا إلى فلوريدا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي يفضلون ماكين كما فضلوا الرئيس جورج بوش ذات يوم· بيد أن الشبان في الفئة العمرية 18- 25 عاما وهم أبناء كوبيين أو كوبيين من أصل أميركي ولدوا في الولايات المتحدة، فلهم رؤية مختلفة بشأن مستقبلهم· ويرى قسم كبير منهم أن الاستراتيجية الأميركية الرامية لتحويل كوبا إلى دولة ديمقراطية ليس بقضية محورية مثل المشكلات الاقتصادية الضاغطة ومنها الائتمان المتعلق بشراء المنازل والسيارات والحصول على البطاقات الائتمانية التي تؤثر عليهم بالفعل بشكل مباشر