محمد حامد (دبي) - يدفع البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال ضريبة شخصيته المثيرة للجدل، وسط حالة من التناقض في التفاعل معه، ما بين “إنجليزي” تأسره شخصيته، والكاريزما التي يتمتع بها، وبين “إسباني” ضاق ذرعاً بصخبه الدائم، وسط تأكيدات بأنه ألحق بالريال أضراراً إعلامية وجماهيرية، تفوق المكاسب القليلة التي حققها على المستوى الكروي.
ونشرت صحيفة “آس” استطلاعاً للرأي، أكدت من خلاله أن مورينيو يريد الإقالة لا الاستقالة، وهو ما يتجلى في تصريحاته وتحركاته الأخيرة، وصوت 15 ألفاً، من بينهم 88 % قالوا إن مورينيو يخطط لإجبار إدارة الريال على إقالته، فيما صوت 12 % على رفض هذا الخيار.
ووصل التناقض في التفاعل مع “سبيشل ون” إلى قمته، حينما قام أنصار تشيلسي برفع لافتات الترحيب به في مدرجات أولد ترافورد، بعد ساعات من صافرات الاستهجان وصيحات الغضب التي لاحقته في “سنتياجو برنابيو”، إلى حد انه لم يقو على الوقوف طويلاً على الخط الجانبي لتوجيه اللاعبين خلال مباراة الريال أمام بلد الوليد، تفادياً لغضب أنصار الملكي.
الترحيب الإنجليزي بالمدرب البرتغالي الشهير، يتجلى في أعلى صوره فيما قاله آلان شيرر الهداف التاريخي للبريميرليج، ونجم المنتخب الانجليزي المعتزل، والذي أكد عبر صفحات “الصن” أن عودة “مو” لتدريب “البلوز” سوف تبعث الحياة من جديد في الدوري الانجليزي، بالنظر إلى قدرته على جذب الإعلام العالمي للبطولة التي يتولى تدريب أحد أنديتها، كما شدد شيرر على أن مورينيو سوف يعيد تشيلسي إلى الواجهة محلياً وقارياً، ما يساعد على استعادة الكرة الإنجليزية لمكانتها على مستوى بطولة الدوري، ودوري الأبطال، خاصة أن الموسم المقبل سيكون واعداً بالإثارة، في ظل رغبة يونايتد في المحافظة على اللقب، وسعي سيتي للعودة إلى منصات التتويج، فضلاً عن محاولات أرسنال وتوتنهام وليفربول لمزاحمة الثلاثي الأفضل في الوقت الراهن، وهم اليونايتد وسيتي وتشيلسي.
وفي المقابل يتسابق كتاب المقالات في الصحف المدريدية لتصفية حساباتهم مع المدرب البرتغالي، وسط إجماع على أن تجربته مع الريال لم تكن ناجحة، وخلفت صخباً وضجيجاً هائلاً كان له تأثير سلبي على مسيرة وسمعة النادي الملكي، وجاءت تصريحاته خلال الأسابيع الأخيرة لتعمق من حالة عدم الرضا عنه في الأوساط المدريدية، فقد أكد انه يريد الاستقرار في ناد يحظى فيه بحب الجميع، وهو التصريح الذي يحمل تلميحاً إلى انه لا يحظى بالحب في الريال .
وأكد توماس رونسيرو عبر صفحات “آس” المدريدية أن تصريح مورينيو الأخير الذي أكد خلاله أن البارسا هو الفريق الأفضل في العالم خلال آخر 20 إلى 30 عاماً، قطع كافة جسور العلاقة مع أنصار الريال، خاصة أنه يحمل تراجعاً يصل إلى حد التناقض في علاقته مع البارسا، فقد ظل يهاجم الفريق الكتالوني طوال 3 سنوات، ويشكك في قوته، ويسخر من التيكي تاكا، ويشير في بعض الأوقات إلى أن بلاتيني والاتحاد الأوروبي يساندان برشلونة، إلا أنه وقع في فخ التناقض، في تصريحه الأخير، حينما قال إن البارسا هو الفريق الأفضل في العالم خلال آخر 30 عاماً، ويبدو انه كان يريد إثارة غضب جماهير الريال لا أكثر ولا أقل.
عدد اليوم
