السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هوية لغة الضاد أمام هواجس العولمة والاندثار

هوية لغة الضاد أمام هواجس العولمة والاندثار
7 مايو 2015 22:45
هيفاء مصباح، آمنة الكتبي (دبي) أثارت ندوة «اللغة العربية والهوية»، في إطار مؤتمر الدولي الرابع للغة العربية بدبي، تحفظ بعض المشاركين والحضور في ظل انشغال العديد منهم بالتصحيح النحوي للبحث المقدم من المشاركين، وجاءت الندوة بإدارة د. سعيد تلاب، وشهدت تقديم ستة أبحاث ناقشت أزمة الهوية وعلاقتها باللغة العربية. فقدمت د. جودي البطاينة من الأردن بحثاً أكدت فيه أن الأمم تكتسب كينونتها وهويتها من لغتها، وقالت: «إن العربية تواجه أزمات تتجلى في سبعة مستويات من مستوى الطلاب ومستوى المعلمين ومستوى المناهج ومستوى الترجمة ومستوى التعريب والمستوى الشخصي والمستوى الخارجي». وحول علاقة اللغة العربية بالسلطة أكدت ضرورة تقويم لغة السياسيين لأنهم يمثلون أمة ولغتهم هي عنوان للأمة، وهم يتحدثون مع الآخر بلغته، بينما السياسي الأجنبي لا يستغني عن لغته، وختمت بحثها حول مستقبل لغة الضاد لكونه لا يتجزأ عن هويتنا وكينونتنا. وجاء بحث د. كوثر إبراهيم من مصر ليناقش مفهوم الاستثمار في اللغة العربية، موضحة أننا نعيش أزمة هوية بكل مكوناتها، ينجم عنها شعور بكوننا مغتربين عن الذات والمجتمع وسوء تكيف، وما ينجم عنه من أمراض نفسية وسلوكية، ولفتت إلى وجوب إزالة الآثار السلبية التي لحقت باللغة العربية في المؤسسات التعليمية والابتعاد عن الأساليب التقليدية في التعليم، وضرورة تشخيص الأزمة من منظور الهوية بالماضي والمستقبل باعتبار أن الاستثمار باللغة ضرورة قومية وعدم الاستسلام للواقع والعمل على توطين اللغة والتركيز على أهميتها في الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار وتشجيع الولاء للوطن العربي وثقافته. وجاء البحث المقدم من د. حسينية عزاز من الجزائز ليناقش مستلزمات الأمن اللغوي، موضحة مفهومه بأنه الأمن الذي يستهدف الحفاظ على اللغة وصولاً للحفاظ على الهوية من الذوبان والاستلاب، واصفة واقع الأمة اليوم بأنه أشبه بالارتداد عن اللغة العربية نطقا وكتابة. وحددت عزاز أبرز مهددات الأمن اللغوي في ضعف الأداء في استخدام العربية، وطغيان اللغات الأجنبية والتهجين اللغوي، وضعف أداء وسائل الإعلام، وتعاملنا مع العولمة في جانبها السلبي، وسوء تدبير ثقافة الاختلاف. وتحدث د. السعيد سليمان من الجزائر عن لغة التمدرس وآثرها في الشعور بالانتماء للوطن والتمسك بالهوية وعقدت بعد الظهر جلسة اللغة العربية والدبلوماسية، التي ترأسها د.عثمان الصيني، رئيس تحرير صحيفة مكة فأشاد بالجهود الكبيرة للدبلوماسين العرب في حفظ ونقل ثقافتهم للشعوب الأخرى بالاضافة الى عملهم السياسي. وتحدث د. عبد العزيز خوجة، وزير الثقافة والاعلام في السعودية سابقا، حول نشأة الدبلوماسية العربية في عهد ما قبل الاسلام، وكيف ارتكزت على اللغة العربية مستطردا للحديث عن بدايات العمل الدبلوماسي في بداية الدعوة الاسلامية وانطلاق العديد من الخطابات السياسية لملوك وأمراء الدول الاجنبية في ذلك الوقت، وقال انه اذا كان لزاما على الدبلوماسي العربي معرفة اللغة الانجليزية بوصفها اللغة العالمية اضافة الى لغة الدولة التي يوفد اليها فلابد من من منطلق ديني واخلاقي ان يعمل على ترسيخ اللغة العربية في العمل الدبلوماسي. بدوره تحدث د. محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب سابقا، موضحا ان اللغة تصاب بما أسماه بفقر الدم الناجم عن عدم تداولها واستخدامها، وأكد على أهمية اختيار دبلوماسيون أكفاء متميزين لغويا كما لابد ان تحظى اللقاءات الدبلوماسية بالترجمة الفورية مع التركيز على الحديث باللغة الام. فيما تحدث الاستاذ خالد الغساني، الأمين العام المساعد لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، حول حاجة اللغة العربية لتمكين وتمتين في كافة مجالاتها، مستطردا للواقع اللغة العربية في دول الخليج العربي من خلال استقبال اعداد كبيرة من الوافدين غير العرب وكيفية التواصل معهم بلغتهم الام وليس باللغة العربية. وجاءت ندوات اليوم الأول من أعمال المؤتمر بمجموع 33 ندوة رئيسة، ناقشت جملة من القضايا العامة والخاصة باللغة العربية، من مسألة التعريب وتحدياتها، إلى اللغة العربية في المؤسسات التعليمية، وتقنية المعلومات واللغة العربية، والإعلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©