أكد معالي عبدالعزيز بن عبدالله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي تماسك الموقف الخليجي والعربي إزاء الفكرة المطروحة حالياً أمام رؤساء برلمانات العالم لتحويل الاتحاد البرلماني الدولي إلى منظمة تابعة للأمم المتحدة مثل بقية المنظمات الأخرى التابعة لها.
وقال معاليه في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات مساء أمس عقب اجتماعين تنسيقيين منفصلين للمجموعة البرلمانية الخليجية والاتحاد البرلماني العربي إن الاجتماعين أيدا الملاحظات والمقترحات الإماراتية المتعلقة بفكرة تحويل الاتحاد إلى منظمة دولية وتبنيا موقفاً جماعياً عربياً واحداً حول الموضوع.
ويتضمن البند الإشارة إلى توقيع مشروع اتفاقية دولية تتعلق بتغيير وضعية الاتحاد البرلماني الدولي وتحويله إلى منظمة دولية وهو الأمر الذي تطلب المجموعة العربية التريث بشأنه وتعديله لأن البرلمانيين لم ينتهوا بعد من تقييم المشروع، كما أن بعض المجموعات الجيو سياسية في الاتحاد توصلت في تقييماتها إلى رفضه من حيث المبدأ لاعتبارات تتعلق بمخالفته لبعض مبادئ القانون الدولي وبالتدخل الحكومي وغير ذلك من الأسباب.
وقال إن المجلس الوطني قام بدور كبير عربياً ودولياً منذ أكثر من عام في شرح الجوانب السلبية لتغيير الوضع الحالي للاتحاد الدولي.
وأوضح أن راشد الشريقي عضو وفد المجلس الوطني المشارك في المؤتمر ممثل المجموعة العربية في اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الدولي قدم إلى الاتحاد البرلماني العربي تقريراً وافياً حول قضية تحويل الاتحاد البرلماني الدولي إلى منظمة دولية.
وقال إنه تم خلال اجتماع الاتحاد البرلماني العربي الموافقة على المطالبة بتعديل تسع مواد تتعلق بالاتحاد البرلماني الدولي وترشيح الإمارات ومصر للمشاركة في لجنة الصياغة الخاصة بالبيان الختامي للمؤتمر لضمان الإشارة إلى تعديل الفقرة الواردة في البند «33».
وقد أشارت الوفود البرلمانية العربية والخليجية خلال الاجتماعين التنسيقيين أمس الأول إلى التخوف والتحفظ من أن يصبح الاتحاد منظمة دولية تتدخل في الشؤون السيادية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة «مثل مجلس الأمن» بدلاً من أن يكون اتحاداً برلمانياً دولياً مستقلاً.
ويعزز هذه الفرضية وجود رفض متزايد بل شبه إجماع من العديد من الدول الأفريقية والآسيوية وحتى الأوروبية كما ذكر ذلك أمام الاجتماع العربي نور الدين بوشكوج أمين عام الاتحاد البرلماني العربي.
واعتبر معالي سليم الزعنون رئيس الوفد البرلماني الفلسطيني أن مبررات تحويل الاتحاد إلى منظمة دولية غير واضحة وغير مقنعة بما يكفي للقبول بهذا التغيير الجذري.
ووصف الأمر بأنه معركة كبرى سيتم خوض غمارها خلال أكتوبر المقبل في الاجتماع الدوري للاتحاد البرلماني الدولي الذي سيتخذ وقتها قراره النهائي بشأن هذا التحول.
وكان الاجتماع الخليجي التنسيقي الذي ترأسه معالي جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي قد توصل إلى الموقف الموحد نفسه عربياً بشأن المادة 33 كما ناقش عدداً من الموضوعات الخليجية البحتة. وقال الخرافي لوكالة أنباء الإمارات إن دولة الإمارات قدمت ملاحظات كثيرة بشأن الموقف من تحويل الاتحاد البرلماني الدولي وإن البرلمانات الخليجية تساند الإمارات.
وكانت قد بدأت صباح أمس في قصر الأمم فعاليات المؤتمر الثالث لرؤساء برلمانات العالم بحضور معالي عبد العزيز عبد الله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي والوفد المرافق له ووفود أكثر من 150 برلماناً من مختلف دول العالم.
مصر تعزز الطرح الإماراتي
قال معالي عبد العزيز بن عبد الله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي إن معالي الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري عزز الطرح الإماراتي خلال الاجتماع العربي ببعض الملاحظات والتساؤلات القانونية حول تحويل الاتحاد البرلماني الدولي إلى منظمة دولية حكومية.
وأوضح أن الطرح الإماراتي العربي يركز على القبول بتطوير الاتحاد البرلماني الدولي بما يحقق مصالح الشعوب العربية وشعوب العالم واستمرار استقلالية الاتحاد من خلال تعديل البند رقم «33» من مشروع البيان الختامي للمؤتمر من دون حذفه حتى لا يمثل ذلك موقفاً عربياً في عدم تطوير الاتحاد البرلماني الدولي أو تصادماً مع فكرة إصلاحه.
ويتطلب عدم اعتماد المشروع كما هو معارضة صوتين عربيين من أصل 40 صوتاً ممثلاً لكل المجموعات الجيو سياسية، وبالتالي فإن المشروع لن يرى الضوء في حالة التماسك العربي الذي يبدو كبيراً وقوياً هذه المرة.
عدد اليوم
