الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

محمد بن الحنفية فارس العلم والحرب

7 مايو 2015 22:55
القاهرة(الاتحاد) هو أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب ، يعرف بـ «محمد بن الحنفية» نسبة لأمه خولة بنت جعفر الحنفية، وهو أحد أبطال الحروب، فكان من قادة المعارك التي خاضها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، حمل الراية وأبلى بلاءً حسناً، وكان أبوه يعتمد عليه كثيراً في هذه الحروب رغم صغر سنه، وإلى جانب ذلك كان ورعاً واسع العلم. بيت العلم ولد أبو القاسم في خلافة عمر بن الخطاب سنة 21 هجرية، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه كان متعلقاً به تعلقاً شديداً، فقد سمع من أبيه كثيراً عنه، وقد روى ابن الحنفية عن أبيه قال: قلت: «يا رسول الله أرأيت إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال رسول الله: نعم»، قال الزهري: فكانت رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب، ونشأ في بيت العلم، فأصبح من رجال الزهد والعبادة. وروى محمد بن الحنفية جملة من الأحاديث النبوية الشريفة عن عدد من صحابة النبي، حيث روى عن عمر بن الخطاب، وعن أبيه علي، وأبي هريرة، وعثمان بن عفان، وعمار بن ياسر وغيرهم. كبار الصحابة نقل أبو القاسم العلم الذي تلقاه على أيدي كبار الصحابة إلى عدد من صغار التابعين، فقد حدث عنه بنوه عبد الله والحسن وإبراهيم وعون، وسالم بن أبي الجعد، ومنذر الثوري، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعمرو بن دينار. وعاش أبو القاسم إلى جوار أبيه رضي الله عنه، وارتوى من عذب سيرته، وكان المطيع لأمره وفي خدمته، وقد بعثه علي إلى الكوفة برفقه محمد بن أبي بكر، وكان على الكوفة أبو موسى الأشعري ولما عاد أعطاه علي الراية في حرب الجمل، وأوصاه قائلاً له: تزول الجبال ولا تزل، عض على ناجذك، أعرِ اللهَ جمجمتك، تدّ في الأرض قدمك «أي ثبتها»، إرمِ ببصرك أقصى القوم، وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه، وكان على ميمنة جيش علي مالك الأشتر، وعلى ميسرته عمار ابن ياسر، وأعطى الراية ابنه محمد وسار حتى وقف موقفاً، وكان عمر ابن الحنفية في ذلك الوقت عشرين سنة، وبعد إعطاء علي الراية لولده قال له: يا بني، هذه راية لا ترد قط.. وهي راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال محمد: فأخذتها والريح تهب عليها، فأردت أن أمشي بها، فقال علي: قف يا بني حتى آمرك، وكانت المعركة حاسمة، وفيها أبلى محمد ابن الحنفية بلاءً حسناً. سيرة وكان محمد ابن الحنفية مع أبيه أمير المؤمنين وفي كنفه وإلى جنبه، حتى روي أنه اشترك في غسل والده بعد شهادته، وشارك في تجهيزه بعد أن كان الحسن يغسله والحسين يصب عليه الماء، وكان من وصايا أبيه إليه: يا بني، إنّي أخاف عليك الفقر، فاستعذ بالله منه، فإن الفقر منقصة للدين «أي عند أغلب الناس إذ لا يتحملونه»، مدهشة للعقل، داعية للمقت، إياك والاتكال على الأماني، وأوصاه أبوه وصية خاصة بأخويه الحسن والحسين، فقال له: أُوصيك بتوقير أخويك، لعظم حقهما عليك، ولا توثق أمراً دونهما أو تقطع أمراً دونهما، كما أوصى علي ولديه الحسن والحسين بأخيهما محمد ابن الحنفية، فقال: أُوصيكما به، فإنه أخوكما وابن أبيكما، وقد كان أبوكما يحبه. وذكر المؤرخون أن وفاة محمد بن الحنفية كانت سنة 81 وقيل سنة 87 هجرية، وكان عمره يوم وفاته خمساً وستين سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©