الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

جمع كلمة المسلمين.. فريضة واجبة

جمع كلمة المسلمين.. فريضة واجبة
7 مايو 2015 23:12
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء الدين على ضرورة أن يتجنب المسلمون في شتى أنحاء العالم كل ما يؤدي إلى التنازع والفرقة والانقسام، والاتجاه نحو كل ما يصلح أحوال الأمة ويجمع شمل شعوبها وتوحيد كلمتهم. ودعا العلماء إلى العمل على تحقيق مصالحة حقيقية بين صفوف المسلمين، ووضع مصلحة الأمة فوق أي مصالح خاصة، مؤكدين أن الظروف الصعبة الراهنة، التي تمر بها الأمة الإسلامية تحتاج منا جميعاً التوحد والترابط لمواجهة التحديات والأخطار الجسيمة، التي تتعرض لها. صفحة جديدة وحث الشيخ محمود عاشور - وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية - إلى التصالح بين المسلمين، وطي خلافات الماضي، وفتح صفحة جديدة عبر مصالحة حقيقية تضع مصلحة الأمة وتوحيد شملها وجمع كلمتها فوق المصالح الخاصة. وأكد أن قوة ومتانة العلاقات بين المسلمين، تخدم قضايا الأمة، وتجعلها قادرة على مواجهة التحديات الجسيمة، التي تتعرض لها الآن، داعياً إلى التواصل والتكامل والتعاون بين المسلمين في شتى المجالات. وتابع وكيل الأزهر الأسبق، قائلاً: نحن نعيش في مرحلة حرجة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، ونريد أن نصلح ما تم إفساده في السنوات والعقود الماضية، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث على أرض الواقع إلا إذا أصبحنا على قلب رجل واحد، وقد أصبح من الضروري خلال هذه المرحلة الراهنة أن يتخذ المسلمون في شتى أنحاء العالم من قول الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا...)، «سورة آل عمران: الآية 103»، شعاراً ومنهجاً لهم حتى نجنب الأمة مزيداً من الفتن والانقسام والفوضى التي تهدد الأمن والاستقرار، فقد أصبح نبذ الخلافات ووضع المصلحة العليا فوق أي اعتبار ضرورة ملحة لإنقاذها من المخاطر التي تتعرض لها. تحسين العلاقات وفي السياق ذاته أكد الدكتور أحمد عمر هاشم - رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء - أن الظروف الصعبة الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية تحتاج التوحد والترابط وشدد على ضرورة العمل على تحسين العلاقات بين المسلمين، ودفعها إلى الأمام، والقضاء على محاولات الوقيعة بين أقطار الأمة الإسلامية، وأن يكون هناك تشاور وزيادة تعاون لإزالة أي سوء تفاهم. وقال: إن تأليف القلوب باب الإسلام إلى تحقيق نعمة الوحدة والأخوة بين المؤمنين، ومن ثم إلى تحقيق التكامل، ولقد كان المسلمون الأوائل إخوة متحابين، وأولياء مجتمعين، لا ينزع أحدهم يده من يد أخيه، أو يعرض عنه، أو ينأى بجانبه ليعيش وحده دون إخوانه، وإن خالفه أو عارضه في الرأي والقول، بل كانوا مثالاً للإخاء والمودة، ولو على حساب راحتهم مستجيبين لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»، والحقيقة أن وقوع الخلاف أمر لا بد منه، ولا مفر من تباين الآراء، ولكن الذي لا يجوز هو العداء الذي يقع بين المتخالفين، فليس من الدين ولا من الأخوة الإيمانية بين أبناء الأمة الواحدة، أن يكون مجرد الخلاف سببا للفرقة والتناحر والتنازع. وقال الدكتور محمد كمال إمام - رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، إن الجميع مطالب الآن بالسعي نحو الوحدة والتكتل لمواجهة تحدياتنا الضخمة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه ليس ثمة خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة يصلح فيها العبد بين اثنين ويقرب فيها بين قلبين، فبالإصلاح تكون الطمأنينة والهدوء والاستقرار والأمن وتتفجر ينابيع الألفة والمحبة والحق. وتابع: الأمة الإسلامية تمر بفترة من الانقسام والخلاف الحاد الذي يهدد مسيرتها في ركب التنمية والحضارة، ويغلق أبواباً كثيره في وجه الوحدة ولمّ الشمل لمواجهة الأخطار الخارجية التي تتربص بهذه الأمة التي وصفها الله تعالى بقوله: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، «سورة آل عمران: الآية 110»، ومن ثم وجب العمل على لمّ الشمل ونبذ أي خلاف أو انقسام في صفوف الأمة، ويجب أن يعلم الجميع أن المخرج الوحيد من الأزمة والفتنة والانقسام هو الحوار اللين الرقيق المقام على التراحم ووصل الصفوف بين المتناحرين والمختلفين. وأضاف: علينا أن نقتدي بسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في لمّ الشمل ونبذ الفرقة بين المسلمين من خلال قيادته الحكيمة والواعية، ولنا في صلح الحديبية مثال رائع على القيادة الحكيمة، حيث حرص صلى الله عليه وسلم على التوفيق بين صفي الأمة من مؤيدي الصلح ومعارضيه كاشفا لهم الخير جراء هذا الصلح فيما بعد وهو ما كشفته الأحداث لتثبت قيادته الحكيمة وقراراته المستمدة من مراقبة الله له قبل مراقبة المعارضين، والمؤيدين من صفي الأمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©