الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مشاعر نبل وغضب وروائح عطر و«طبيخ» تفيض من القصائد

مشاعر نبل وغضب وروائح عطر و«طبيخ» تفيض من القصائد
7 مايو 2015 22:55
أبوظبي (الاتحاد) تنوعت موضوعات قصائد الشعراء الخمسة بين الشخصي والعام، وهنا وقائع الحلقة: الصميلي وتأريخ الهروب أول شعراء الحلقة السعودي حسن الصميلي، الذي عبر عن حلمه بالهروب بعيداً عن ما يعيشه العالم من حروب ودم، مؤكداً على أنه بات حلم كل إنسان عربي، ومن ثم قرأ قصيدة بعنوان «سماويٌّ يؤرِّخ الهروبْ» جاء فيها: أرتادُ أقبيةَ الهروبِ لأستريحَ/ لأقتفي تابوتَ إيمانٍ نأى/ وأهزُّني جذعا لتعبرَ طينةٌ/ أخرى، كيُتْمٍ عاش يغزلُ مَلْجَأَ بداية قال الدكتور صلاح فضل: أنت تهرب من الشعر والبيان إلى نوع من شعر الكتمان تريد أن تنطق المسكوت عنه، أن تقول ما لا يقال، الشهقة التي عبرت عنها هي لهفة الشعر. وقال الدكتور علي بن تميم: القصيدة جميلة على مستوى السياق هناك صراع يقيم علاقة بين ما هو أرضي وما هو سماوي ويقع في التهويم المغلف المبهم، حتى أنّ المجاز الذي دوره أن يقرب الواقع إلى حواسنا، يبعده هنا، فما معنى شهقة اللاشيء، عليك أن تعطي الشعر كلك كي يعطيك بعضه. فيما ذهب الدكتور عبدالملك بالقول إلى: «أراك غاليت في التهويم، لماذا تركب مثل هذه اللغة التي لا تمت للقارئ العادي بصلة، نسيت أنك تكتب للملايين من المشاهدين أنت تبعد جمهور أمير الشعراء عن متابعتك، النص كأنه دعوة إلى ذلك، أنت شاعر تجيد نسخ الصور. أبوبكر وروح الفجر ثاني الشعراء الأردني عبدالله أبوبكر الذي قال بأنه يحب متابعة الأخبار والاستماع إلى فيروز، متمنياً الاستمرار في العيش إلى جانب والدته، ثم قرأ قصيدة بعنوان «روح الفجر»، أهداها إلى الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، جاء فيها: تـوحدنا وكـنّا في وفاقٍ/ وكانوا في توحّدهم شواذا وقلنا للحياة هـنا أقمنا/ بـلاداً لن نشيّعها جُذاذا بداية قال الدكتور علي بن تميم: رسمت بطولة معاذ الكساسبة رسماً واقعياً والذي جاء إحراقه دالاً على وحشية هؤلاء، كنت أتوقع منك نصاً أكثر تصويرياً، أكثر مجازاً، يليق بلحظة الواقع والخيال معاً. أمّا الدكتور عبدالملك مرتاض فقال: النص نبيل ولكن النوايا لا تصنع القصائد، كل عربي وكل مسلم وكل حر في العالم حزن لما وقع، لكن ذلك يحتاج إلى أدوات خاصة، أنت شاعر معبر وحديث ولم تعالج من قبل شعر مناسبات، هذه القصيدة فيها أمور كثيرة منها من أين أتيت بفعل «عاذا»، ولكن شعر المناسبات أبعدك عن مكانتك الشعرية. أمّا الدكتور صلاح فضل فقال: قلت في التقرير إنك تحب الموسيقى، والموسيقى لا تعبر بطريقة مباشرة، لقد ارتكبت ضرورات شعرية لا مبرر لها على الإطلاق، سيطر على قصيدتك النموذج الديني، كل هذه الأفكار مطروحة بشكل عادي. عصام وعطر الملامح الشاعر المصري عصام خليفة قال: إنه يميل إلى علم النفس، لافتاً إلى أنه يحب الإيقاع السريع في الأغاني الذي يتماشى مع العصر كما أن لا أغنية مفضلة لديه، موضحاً أنه يحب مدينة الألعاب لما فيها من حركة وإنطلاق، ومن ثم قرأ قصيدة بعنوان «عَاقـة.. عِـطْرية الملامح» جاء فيها: يـا عُزْلة العِطْـر السَّجِينِ تَـبَعْثَرِى/ لأشُمَّ عَبْرَكِ ذِكرياتِ شَقائي فِى ثَلْجِ «تُورُنْتُو» أجَمّـدُ غُرْبَتِـي/ وأُذِيبها في «النِّيلِ» عِـنْدَ لِقائي بداية قال الدكتور عبدالملك: لغتك لغة شاعر وشعرك الذي نسج منها جاراها وباراها، تعمدت تعميق لغتك بالعطر، أنت توزع العطر في الكلمات، في شعرك ملمح شعرية أبونواس. أمّا الدكتور صلاح فضل فقال: هذه قطعة نزارية من مخزونك القديم، أعرف أنها من وحي وجودك في كندا وحنينك إلى سمراوات النيل، الإيحاء لا يقف عند كلمة «مليحة» لكن النسق السردي لديك نسق جميل وواضح، هناك حركية بين المقطوعة الأولى بضمير الغياب، والثانية بضمير المتكلم. وبدوره قال الدكتور علي بن تميم: العطر لا يكون جميلاً إلاّ على جسد الحبيبة أو المحبوب، الفكرة جميلة لكن في القصيدة لا بد أن يكون تحول في الفكرة، هذه القصيدة تفتقر إلى كل ما في لغة نزار كأنه بيان وليس شعراً. مناهل وقصيدة التأهل الشاعرة السودانية مناهل فتحي استطاعت الاستحواذ على إعجاب لجنة التحكيم والفوز ببطاقة التأهل منهم، وهي التي قالت في التقرير: إنها تحب الطبخ كثيراً بل وتعمل على طهي أكلات وتضع لها أسماء خاصة، ومن ثم قرأت قصيدة بعنوان «فورة أنثى» جاء فيها: وقفت مريمية الطهر لهفى/ مقلتاها مواسم تتحفى لامست سقف بوحها فاستفاقت/ وردة في الحقول تذبل قطفا الدكتور صلاح فضل بدأ حديثه بالقول: أنت تجيدين الشعر كما تجيدين الطبخ بل وأكثر، تكتبين الشعر بلغة عالية من الإتقان، مجموعة من الصياغات في هذه القصيدة تضمن لك المرتبة الأولى بين الشعراء ابتداء من صيغة «مريمية الطهر» تدفعين بها تهم التمرد عنك وأنتِ متمردة، لك صياغات أخرى مذهلة. وقال الدكتور علي بن تميم: هناك علاقة وطيدة بين الطبخ والكتابة إن بحثنا في كتب التراث وأنتِ أثبت ذلك في القصيدة هذه المليئة بالجمال، صوت المرأة كما يتجلى في القصيدة يقوم على ثنائية الشيء فهي مأوى ومنفى، الصياغة متقنة بتعابير دينية وصوفية وقرآنية. أمّا الدكتور عبد الملك فقال: من أين لك هذه اللغة الشعرية الجميلة التي ضمخت بها أبيات قصيدتك، كان الإيقاع مستقراً فإن كنت أنت التي كتبت هذه القصيدة وليس لنا إلاّ أن نصدق فأنت شاعرة سيكون لها شأن كبير بين الشعراء الكبار. ياسين ودم النارنج الشاعر المغربي ياسين حزكر قال: إنه اكتشف بنفسه ومن خلال زيارته لعالم فيراري حب السواقة، بل ويعرف كيف يقود سيارة ربما بالفطرة كونه لم يحصل على رخصة قيادة حتى اليوم، ومن ثم قرأ قصيدة بعنوان «زهرة من دم النَّارنج». لأَنَّكَ نَبْضُ الماءِ.. نَبْعُ يَقِينِهِ؛/ فَفِي «بِئْرِ يَعْقُوبٍ» تَنَسَّـمْتُ «زَمْـزَمَا» وحُبًّا تَشَظَّى الماءُ مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ؛/ لِيَسْقِـيَ «قِبْطِيًّا».. ويَـسْقِيَ «مُسْلِمَا» بداية قال الدكتور علي بن تميم: نص جميل وفيه روح نبيلة ومتسامحة، عظمت القواسم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين واستطعت أن تلتقط الملامح الجامعة بينهما وتخرج بأفق متسامح رحب، وقد تجلى في استعمالك للعديد من الألفاظ قدرة شعرية رائعة، والمحصلة النهائية برأيي موقف وليس محل شعر، أنت تنوع على فكرة واحدة، ولا تخرج بملمح مستجد. فيما قال الدكتور عبدالملك: حتى الآن لم تكشف عن فحوى القصيدة جئت بعنوانين أحدهما شعري والآخر نثري، هنا أسقطت الستار عن اللعبة الشعرية، أقترح عليك عندما تنشر القصيدة أن تزيل العنوان الثاني، في القصيدة لغة نبيلة عالية تدعو إلى التسامح والمحبة. وقال الدكتور صلاح فضل: لقد أثرت فيك هذه الحادثة بخاصة لأنك من المغرب العربي وعلى مقربة من الأندلس، هذا التاريخ ترك لنا وعياً شقياً لكن قصيدتك فيها الكثير من نبل الغايات والتسامح والمحبة. وبعدها أتيح الوقت للشعراء لقراءة أبياتهم الأربعة التي جاروا فيها قصيدة المتنبي، تبعتها تعليقات أعضاء لجنة التحكيم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©