الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لغتنا هويتنا حافظوا عليها قبل فوات الأوان

29 أكتوبر 2008 01:37
أسعدتني جداً المبادرة التي أطلقتها بلدية دبي لحماية اللغة العربية من التراجع أمام اللهجات العامية واللغات الأجنبية، فالحفاظ على اللغة العربية أصبح ضرورة ملحة قبل أن يأتي زمان لا نسمع فيه كلمة عربية· منذ أن بلغت ابنتي سن دخول الروضة وأنا أقول في نفسي إنني سأختار لها مدرسة تتبع النظام الأجنبي؛ لأنه وبحسب ما أقنعنني به صديقاتي اللواتي لديهن أبناء في المدارس أن المستقبل لمن يتكلم ''الإنجليزية'' بطلاقة إلى أن أتى اليوم الذي صدمت فيه من كلام إحدى السيدات، إذ قالت لي إن ابنها كتب لها ملاحظة ووضعها بجانب سريرها عندما كانت نائمة؛ لأنه لم يشأ أن يوقظها وكانت مسرورة؛ لأن ابنها كتبها باللغة الإنجليزية· فسألتها، ولماذا كتبها بــ''الإنجليزية''؟ فقالت لأنه لم يعرف كيف يعبر باللغة العربية فــ''الإنجليزية'' أسهل بالنسبة له· نزل عليّ هذا القول نزول الصاعقة، وتبدل موقفي من ناحية اختيار مدرسة اجنبية لابنتي، وقررت أن أبحث لها عن مدرسة تعتمد اللغة العربية منهاجاً لها· وموقف آخر صدمني عندما قالت لي إحداهن إنها طلبت من ابنها أن يحضر لها بعض الأغراض من الجمعية، وطلبت منه أن يكتب الأغراض على ورقة كي لا ينساها، فصارت تقول له اسم السلعة باللغة العربية، فيكتبها بــ''الإنجليزية''؛ لأنه وجد ''الإنجليزية'' أقرب إليه·· فأصبحت هي لغته الأولى ولغة تفكيره· وعندما يعترض أحد على هذا النظام، ويقول لهم إننا سنفقد لغتنا ونفقد هويتنا ونصبح مثل الغراب الذي أضاع المشيتين، يقولون إننا نتكلم اللغة العربية بالمنزل! أي عربية تلك التي نتحدث بها·· هي مجرد لغة عامية وليست عربية· أسئلة كثيرة تؤلمني كلما سمعت كلاماً هجيناً تختلط فيه عدة لغات·· لماذا انسلخنا بهذه الطريقة من لغتنا؟ لماذا نعلم أبناءنا اللغات الأجنبية؟ هل لغتنا غير جميلة، أم أن لغة القرآن والشعر والأدب أصبحت فجأة فقيرة بالمفردات فاستعضنا عنها بغيرها، أم أنها ليست مواكبة للعصر الحديث، أم أن من يتكلم بلغة هجين نعده مثقفاً مطّلعاً؟ للأسف هناك الكثير ممن يعتبرون أن اللغة الإنجليزية هي لغة العصر، ولا أعرف لماذا؟ والعجب العجاب الذي رأيته وسمعته في أحد المعاهد عندما جاءت امرأة عربية لتسجل أبناءها في دورة لتعليم اللغة العربية وعندما سألتها عن السبب، قالت إنهم في مدرسة أجنبية وفي البيت يتحدثون ''الإنجليزية'' أيضاً، فهي لا تريدهم أن ينسوا لغتهم· أم آمنة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©