الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفائزون الأوائل: «جائزة الصحافة» محطة فارقة في مسيرتنا

الفائزون الأوائل: «جائزة الصحافة» محطة فارقة في مسيرتنا
7 مايو 2015 23:50
دبي (الاتحاد) يقام في دبي مساء الأربعاء المقبل 13 مايو حفل «جائزة الصحافة العربية» في دورتها الرابعة عشرة، لإعلان الفائزين ضمن مختلف فئاتها والاحتفاء بهم. ورسّخت الجائزة منذ انطلاقها مفهوم تكريم الإبداع وتقدير المبدعين في عالم الصحافة، مع تحقيقها تطوراً لافتاً عبر دورات متعاقبة لتفتح المجال أمام أكبر عدد من الصحافيين المتميزين للمشاركة. وواكب التطور اتساع رقعة الجائزة، التي امتدت لتشمل أرجاء الوطن العربي، لتؤكد مكانتها كأرقى أشكال التكريم في بلاط صاحبة الجلالة في منطقتنا العربية. وقال جاسم الشمسي، نائب مدير الجائزة: «مضى ما يقرب من 15 عاماً على انطلاق النسخة الأولى من جائزة الصحافة العربية السنوية، وقد حمل درعها خلال 13 دورة 214 صحفياً وصحافية، وكرّمت ضمن فئاتها العديد من المبدعين في مختلف مجالاتهم، ومثلّت لكل منهم علامة فارقة في مشوارهم المهني ونقطة مضيئة تحفزّهم على بذل المزيد من الجهد. يتذكر بعض الفائزين الأوائل بدرع الجائزة تجربتهم معها وما أحدثته في حياتهم المهنية والاجتماعية من تأثير، متفقين فيما بينهم على الأثر الإيجابي الكبير الذي خلّفته الجائزة على مسيرتهم المهنية في عالم الصحافة. فقد فاز الكاتب صلاح سالم، الذي يعمل حالياً مساعداً لرئيس تحرير صحيفة «الأهرام» المصرية، بدرع الجائزة 3 مرات كانت أولاها مع انطلاق الجائزة في مستهل دوراتها، إذ شكّل له الفوز بالجائزة علامة فارقة في حياته، وكانت بمثابة الجسر الذي نقله من محرر إلى كاتب عمود أسبوعي، ثم مشرفاً على صفحة الفكر بالأهرام لنحو خمس سنوات حتى أصبح مساعداً لرئيس التحرير. وعن فوزه بدرع الدورة الأولى للجائزة عن فئة الصحافة السياسية يضيف: «لم أتوقع الفوز بالجائزة في المرة الأولى، ولكن في المرة الثانية توقعت ذلك لحصولي على خبرة المشاركة، أما المرة الثالثة فكنت أقرب ما أكون إلى اليقين بالفوز بها».ويتابع «هكذا قدمتني الجائزة لمجتمع «الأهرام» الصحفي، وتحمس لي إبراهيم نافع، رئيس تحرير الأهرام ورئيس اتحاد الصحفيين العرب الأسبق ومجلس إدارة الجائزة آنذاك، فمنحني، بناء على طلبي مقالاً شهرياً، ورغم طول فترة عملي فإن ذلك كان إنجازاً كبيراً، لأنه من غير المسبوق أن يخصص لشاب عمره 30 عاماً مقالاً ثابتاً بالصحيفة العريقة». وعن فوزه للمرة الثانية عن الفئة ذاتها يقول: عندما حصلت على الجائزة للمرة الثانية في دورتها الرابعة عام 2005، وافق رئيس تحرير الأهرام أن يكون نشر المقال بواقع مرة كل أسبوعين، وبمساحة أكبر. وهو ما تكرر عندما نلت الجائزة للمرة الثالثة عام 2012، حيث أقامت لي «الأهرام» حفل تكريم خاص، قام خلاله الزملاء بتوقيع التماس طالبوا فيه رئيس التحرير بجعل مقالي أسبوعياً، وهو ما كان بالفعل. خطوط تنطق إبداعاً يتذكر حامد عطا، أحد أشهر فناني الكاريكاتير في دولة الإمارات، تلقيّه خبر فوزه بدرع الدورة الأولى لجائزة الصحافة العربية في مستشفى القاسمي بالشارقة، حيث كان بصحبة زوجته وأبنائه لمراجعة طبيب الأطفال، وبينما هو جالس تلقى بفرحة عارمة خبر فوزه في فئة الكاريكاتير عن العمل الذي قدم فيه رداً على الثلاث «لاءات» الشهيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي «شيمون بيريز» آنذاك، «لا.. للعودة إلى حدود عام67، لا.. لعودة اللاجئين الفلسطينيين، لا.. لعودة القدس للسيادة العربية»، وهو ما رفضه العرب من خلال المبادرة العربية للسلام. ولخصّه عطا في كاريكاتير من دون تعليق أظهر فيه شخصية عربية تقود شاحنة بينما تدهس هذه اللاءات الثلاث. وعن مشواره المهني وقصته مع الجائزة، يقول فنان الكاريكاتير: كنت أعمل في صحيفة «الخليج» الإماراتية عندما فزت بالجائزة، حيث عرفت عنها من خلال الرسائل التي تبعث بها إدارة الجائزة إلى كل الصحف المحلية، وأتذكر أني وجدت تشجيعاً كبيراً من الزملاء، وأني كنت آخر المتقدمين بأعمالي قبل الموعد المحدد بيوم واحد. ويتابع: كان التكريم بمثابة تتويج لمسيرتي المهنية في الجريدة التي امتدت 30 عاماً، وعلى الرغم من حصولي على أكثر من 70 جائزة بين حكومية خاصة، فإن جائزتي «الصحافة العربية، وتريم عمران أشعراني بنوع من التشبع، خاصة أنهما الجائزتان الأشهر محلياً وعربياً. ويوجه عطا نصائحه كفنان ومبدع أختار الكاريكاتير مهنة له، أن يثقّف نفسه بنفسه، وأن يبحث دائماً فيما وراء الخبر، ولا يخجل أبداً بالسؤال في مختلف المجالات. عَلِمّت ضياء شمس، الفائزة عن فئة التصوير الفوتوغرافي الصحفي في أولى دوراتها، عن تخصيص جائزة الصحافة العربية لفئة خاصة للتصوير، وكان ذلك عن طريق إحدى الصحف المحلية اللبنانية وهي صحيفة «المستقبل» التي نشرت إعلاناً عن الجائزة، والتي كانت تعمل فيها صحفية ضمن قسم التحقيقات الميدانية. ولم تتوقع شمس، التي تعمل حالياً مقدمة لبرنامج «آخر طبعة» في قناة الميادين الإخبارية بلبنان، الفوز بجائزة التصوير الصحفي، حيث تقدمت لتنافس ضمن فئتي التحقيق، والتصوير الصحفي، وتوقعت أن يفوز تحقيقها عن تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، والذي وصفت فيه أحوال الناس والوضع على الأرض لحظة بلحظة من داخل الشريط الحدودي، وهو ما عرضها للعديد من المخاطر لحرصها على نقل تفاصيل ما حدث بدقة للقراء. أما مشاركتها في فئة التصوير الفوتوغرافي، فكانت من خلال صورة سجلت لحظة لقاء شقيقتين لم يلتقيا منذ 52 عاماً، وكان ذلك بعد تحرير الجنوب إذ تدفق الفلسطينيون إلى الحدود الجنوبية اللبنانية - الفلسطينية المحتلة، حيث لاقاهم أقاربهم وأصدقاؤهم من الطرف المقابل «فلسطينيو 48»، وكانت لقاءاتهم وحواراتهم مؤثرة للغاية لأن من بينهم من لم يرَ ذويه وأشقائه منذ النكبة عام 1948، وسجلت الصورة الفائزة الشقيقة الصغرى، وهي تَعبُر الأسلاك الحدودية الشائكة عنوة عن جنود الاحتلال، لتعانق شقيقتها الكبرى، التي حُملت على مقعد لشدة مرضها إلى موقع «بوابة الضهيرة» فقط لترى أختها بعد طول فراق. الفوز الثالث شارك أسامة الشيخ، الذي يشغل حالياً وظيفة مدير أول في إدارة العلامة التجارية بمجموعة MBC، في الجائزة ضمن دورتها الأولى من خلال صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، حيث كان يعمل في قسمها الرياضي، وبعد الفوز بدرعها الأول انتقل منها ليشارك في إصدار مجلة «سوبر» الرياضية الأسبوعية، التي فاز معها بالجائزة لمرتين، ليصبح إحدى القلائل الذين فازوا بالجائزة في ثلاث دورات. وحول تأثير الجائزة في حياته المهنية يقول: كان للجائزة أثراً إيجابياً كبيراً، كونها أكبر الجوائز الصحفية في العالم العربي، كما أن توقيتها كان مهماً بالنسبة لي، حيث كنت عائداً حديثاً للعمل في صحيفة «الاتحاد» في صيف عام 1999 بعد تجربة قصيرة في لندن مع صحيفة «الحياة»، وتلقيت خبر الفوز بالجائزة في ذات الأسبوع، وهو ما منحني المزيد من الثقة والإصرار على مواصلة طريق التميز والبحث عن الأفضل. أما عن توقعه الفوز بالجائزة فيتابع: توقعت الفوز بالجائزة في دورتها الأولى لأنني كنت على اعتقاد بان تغطيتي لكأس الأمم الإفريقية في غانا ونيجيريا عام 2000 كانت عملاً متكاملاً، تتناول كل الجوانب المتعلقة بكرة القدم في القارة السمراء اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، وهو ما ورد فيما بعد في حيثيات لجنة التحكيم. ويتذكر الشيخ المواقف الطريفة التي ساقها القدر ليمكنه من الفوز بدرع الجائزة الأول، حيث أنه لم يكن الصحفي المرشّح من قبل الجريدة لتغطية بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم، وكان يتابع الأيام الثلاثة الأولى في منزله عبر شاشة التلفاز، قبل أن يعتذر زميله المُكلّف بالتغطية عن السفر، ليقع الاختيار عليه كبديل يقدم أفضل تغطية على مستوى الصحف العربية. وعن أفكاره لتطوير الجائزة يقول: لدي الكثير من الأفكار، وأعتقد أن الكثير من الزملاء الفائزين بالجائزة لديهم الكثير من المقترحات، لذا اقترح على القائمين على الجائزة عقد ورشة عمل سنوية تجمعهم بمجلس إدارتها، لمناقشة تلك الأفكار والمقترحات، والاستفادة بمخرجاتها بما يصب في النهاية في مصلحة الجائزة وتطورها. الصحافة الفكرية اقترح الكاتب صلاح سالم، الفائز بدرع الجائزة ثلاث مرات لتطوير «جائزة الصحافة العربية» بتخصيص جائزة لفئة الصحافة الفكرية، التي صارت تشغل حيزاً كبيراً في الصحافة العربية من خلال الصفحات المتخصصة، لاسيما في ظل الضمور الكبير الذي يعاني منه الكِتاب التقليدي في الحياة الثقافية العربية، وسيطرة السطحية على الفضاء الإلكتروني في العموم، الأمر الذي جعل من الصحف العربية منبراً للحوار الفكري الراقي حول مجمل القضايا التي تمس واقع ومستقبل المنطقة. التخلّص من السطحية و«الاستسهال» ينصح أسامة الشيخ زملاء المهنة من جيل الشباب فينصحهم بضرورة التخلّص من آفة السطحية و«الاستسهال» والتعامل مع الصحافة على أنها مجرد وظيفة تؤمِّن لهم سبل العيش، وأوصاهم بالتحلي بالدقة والابتكار، وأن يكون سؤال «ما الذي يمكن أن أقدمه مختلفاً عن الآخرين؟» أهم ما يسأله الصحفي لنفسه قبل البدء في كتابة موضوعه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©