الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الغرير وولي عهد إسبانيا يستعرضان العلاقات السياسية والاقتصادية

الغرير وولي عهد إسبانيا يستعرضان العلاقات السياسية والاقتصادية
29 أكتوبر 2008 01:47
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير فيليب دوبوربون أمير مقاطعة استورياس وولي عهد إسبانيا عن إعجابه بالنهضة الشاملة التي تشهدها دولة الامارات العربية المتحدة في مختلف المجالات، وقال إن دولة الإمارات تحظى بفضل حكمة قيادتها واتزان سياستها الخارجية حيال مختلف القضايا العالمية باحترام عالمي وإجماع دولي جعلها نموذجا يحتذى للتقدم والتطور بين جميع دول العالم· وأكد خلال لقائه سعادة عبدالعزيز عبدالله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي أمس بقصر ثارثويلا عمق العلاقات التي تجمع بين دولة الإمارات ومملكة إسبانيا بفضل دعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وجلالة خوان كارلوس ملك إسبانيا وحرصهما على تعزيز هذه العلاقات وترسيخها في مختلف المجالات· وجرى خلال اللقاء الذي حضره أعضاء الوفد المرافق وسلطان القرطاسي النعيمي سفير الامارات لدى اسبانيا بحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة إسبانيا في مختلف المجالات· ونقل الغرير الذي اختتم أمس زيارة رسمية الي إسبانيا خلال اللقاء تحيات صاحب السمو رئيس الدولة إلى ملك إسبانيا وتمنياته لشعب وحكومة إسبانيا مزيدا من التقدم والازدهار· من جانبه، حمل ولي عهد اسبانيا سعادته تحيات الملك خوان كارلوس الى صاحب السمو رئيس الدولة وتمنياته لشعب وحكومة دولة الامارات بالمزيد من الرقي والتقدم والازدهار في ظل قيادة سموه الحكيمة· وثمن سعادة رئيس المجلس مواقف مملكة اسبانيا العادلة والمنصفة تجاه مختلف القضايا الدولية، مشيداً بمواقف جلالة ملك اسبانيا بشأن القضايا العربية لاسيما القضية الفلسطينية والتأكيد على ضرورة إيجاد حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي· كما أكد موقف دولة الإمارات الداعي إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل وضرورة تحقيق مبدأ المساواة ونزع أسلحة إسرائيل النووية، مشيرا إلى التسابق النووي في إيران وتأثيره على المنطقة· وكان سعادة رئيس المجلس الوطني الاتحادي استعرض في بداية اللقاء السياسة التي تنتهجها دولة الإمارات داخليا وخارجيا وطبيعة عمل المجلس الوطني الاتحادي، مؤكدا أن دولة الإمارات حريصة على تعزيز علاقاتها مع مملكة إسبانيا في ظل ما تشهده هذه العلاقات من تقدم في جميع المجالات ومن تطابق في وجهات النظر حول مختلف القضايا التي تهم البلدين· وأشاد الأمير فيليب دوبوربون بالعلاقات بين البلدين وبالزيارة الناجحة لملك إسبانيا إلى الإمارات في الفترة الأخيرة· واستعرض خلال حديثه مع رئيس وأعضاء وفد المجلس الوطني الاتحادي اهتمام دولة الإمارات بالجوانب الثقافية الحديثة مع التمسك بالحضارة والتراث، مشيرا إلى أن الإمارات تسعى إلى الانفتاح الثقافي على العالم من خلال بناء المؤسسات الثقافية والاهتمام بالإنتاج الثقافي المتعدد كالسينما والأدب والترجمة، إضافة إلى بناء المتاحف الحديثة كمتحف اللوفر ومتحف جوجنهام، الأمر الذي يشجع على السياحة وبناء علاقات صداقة بين الشعوب· كما استعرض أيضا العلاقات الاقتصادية والسياسية بين إسبانيا والإمارات، مشيراً إلى الانفتاح الكبير الذي تشهده الإمارات في مجال الاستثمار والتجارة مع مختلف دول العالم بما فيها إسبانيا· من جهته، أشاد سعادة عبدالعزيز الغرير بالعلاقات المتنامية بين المجلس الوطني الاتحادي والبرلمان الإسباني بمجلسيه ''النواب والشيوخ''، مشيرا الى ان زيارته والوفد المرافق تمثل دعما لهذه العلاقات والصداقة القائمة بين البلدين والشعبين· الى ذلك، بحث سعادة عبدالعزيز الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي امس الاثنين مع معالي جوان مكسيدا وزير الصناعة والتجارة والسياحة في اسبانيا سبل تطوير العلاقات السياحية بين الامارات واسبانيا· وأكد الغرير في بداية الاجتماع اهتمام دولة الامارات بتطوير المرافق السياحية والتشريعات الخاصة بها لاستيعاب الاعداد المتزايدة من السائحين الاجانب الذين يتوفدون على الامارات في مختلف فصول السنة؛ نظرا للإمكانات الجيدة والمتوفرة في المرافق السياحية على مستوى الدولة· كما أشار الى اهمية قيام اسبانيا ببناء متحف اسباني في الامارات على غرار متحف اللوفر وجوجنهام في ابوظبي بهدف جذب السياح الاجانب للتعرف علي تاريخ اسبانيا وحضارتها العريقة· واقترح ايضا العمل علي انشاء خطوط طيران مباشرة تربط بين البلدين لاستقدام السياح الاماراتيين والآسيويين عبر الامارات الي اسبانيا والسياح الاسبان الي الامارات، مشيرا الي اهمية الترويج لزيادة عدد السياح من الطرفين خلال السنوات الاربع المقبلة· ودعا في هذا الصدد إلى ضرورة تسهيل حصول المواطنين على التأشيرات لدخول اسبانيا بغرض السياحة والتجارة ومعاملتهم بمثل ما تعامل به الامارات السياح الاسبان· من جهته، أشاد الوزير الاسباني بالسياحة المزدهرة في الامارات ونوعياتها المتعددة، مشيرا إلى أن اسبانيا تواجه تحدي الاقبال المتزايد من السياح الاجانب خارج موسم الصيف ايضا رغم وجود نحو 92 فندقا سياحيا للقطاع العام في الاماكن الأثرية التاريخية· كما أشار إلى إعجابه الشديد بالهياكل السياحية في الامارات وجودة وسائل الاتصال وكثرة خطوط الطيران التي تعتبر ركيزة لنقل السياح بين الدول، وأكد اهتمام الامـــارات بالأنشطة الثقافية المتنوعة· وتحدث عن المبادرة الأخيرة التي أطلقها ملك اسبانيا جلالة خوان كارلوس بشأن عقد ندوة عن الصناديق السيادية في الثلث الاخير من الشهر المقبل والتي من المقرر ان يشترك فيها عدد من ممثلي الشركات الكبرى في البلدين ودعا المجلس الوطني الاتحادي الى دعم هذه المبادرة لما لها من فوائد للبلدين· ووافق رئيس المجلس الوطني الاتحادي على فكرة الندوة، مبدياً استعداد المجلس لدعمها؛ لما فيه صالح الشعبين الصديقين· من جهة أخرى تحدث علي جاسم احمد النائب الثاني لرئيس المجلس عن الدور الذي تلعبه المعارض التجارية في التسويق والترويج للأنشطة السياحية التي أصبحت تهتم بأنواع أخرى من السياحة· وقال العضو حمد حارث المدفع إن إنشاء خطوط طيران مباشرة بين الامارات واسبانيا من شأنه زيادة عدد السياح الى البلدين، مشيرا ايضا الى الدور المماثل الذي تقوم به المراكز التجارية في التعريف بمنتجات البلد الآخر وثقافته وحضارته من خلال عدد قليل جدا من الأشخاص· وكان سلطان القرطاسى النعيمى سفير الامارات لدى اسبانيا تحدث خلال الاجتماع عن اهمية تسهيل اصدار التأشيرات لزيادة عدد السياح، مشيرا الى الاتفاق الخاص بإعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية من ''فيزا'' الدخول وأن المطلوب هو التعجيل بتسهيل ذلك للمواطنين· وقد التقى الغرير والوفد المرافق له صباح أمس ممثلي الفيدرالية الاسبانية لأرباب العمل، وتبادل سعادته وأعضاء الوفد مع أرباب العمل الإسبان الحديث حول أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين وضرورة تسريع مسيرة التنمية لديهما· وأوضح الغرير لأرباب العمل الاسبان اهتمام دولة الامارات بتطوير البنى التحتية وتحديثها، مشيراً الى الدراسات التي تجري حاليا لإنشاء شبكة سكك حديد تربط مختلف مدن الدولة بعد تنفيذ الجزء الاكبر من مشروع قطار دبي· كما أشار إلى المشاريع الأخرى التي يعمل القطاعان الحكومي والخاص على تنفيذها في مجالات الطاقة والمواصلات والطرق والنفط والغاز، مؤكداً ضرورة دخول الشركات الاسبانية في تنافس مع الشركات الاخرى· وكان ممثلو الشركات الاسبانية أكدوا الاستعداد للعمل في مختلف المشاريع الاماراتية، بما في ذلك قطاع الاستثمار نظرا للشفافية والجدية التي تميز الحركة الاقتصادية والاستثمارية في الدولة· كما أكدوا الاستعداد التام لتقديم الخبرة الاسبانية الطويلة في مجال إنشاء السكك الحديدية، مشيرين الى القطارات الاسبانية عالية السرعة وفي اقامة وتنفيذ المشاريع التي تضمنتها خطة ابوظبي 2030 والمشاريع الخاصة بدبي ايضا وغيرها من امارات الدولة· من جانب آخر، اجتمع رئيس المجلس الوطني الاتحادي والوفد المرافق له أمس مع الناطقين الرسميين باسم لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ الاسباني· وأشاد سعادته بالمبادرات التي تقوم بها اسبانيا لدعم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وللحوار بين الاديان والحضارات، مؤكداً تأييد الامارات لهذه المبادرات، وخاصة فيما يتعلق بأمن واستقرار الشرق الأوسط ومنطقة الخليج التي تمتلك حوالي 60 بالمائة من الطاقة العالمية وعدم تعريض امدادات الطاقة الى بقية انحاء العالم للخطر· كما رد سعادته على عدد من الاسئلة التي وجهها إليه عدد من الناطقين الرسميين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الاسباني، وأوضح أن قوى متعددة تتدخل في تحديد اسعار النفط وليس قانون العرض والطلب فقط، مؤكدا ان دولة الامارات تدعم الاستقرار بالنسبة لأسعار النفط وترفض تذبذبها المضر بكل الاطراف· كما أشار إلى المشاكل الناتجة عن الاستهلاك المتزايد للنفط وخاصة فيما يتعلق بالبيئة والى تناقص الاحتياطي بالنسبة للدول المنتجة بسبب هذا الاستهلاك، ما يدعو الى الاتجاه نحو الطاقة البديلة او المتجددة· وتحدث ايضا عن الآثار الناجمة عن الازمة العالمية، مشيرا الى الاجراءات التي اتخذتها الدولة لضمان الودائع الشخصية في المصارف ولطمأنة العملاء والمصارف من خلال ضخ السيولة في البنوك كوديعة للحفاظ على النمو الاقتصادي الذي وصل الى نحو 8 بالمائة· وشدد على ضرورة ايجاد حلول لمواجهة هذه الازمة المالية العالمية العابرة للقرارات، مشيرا الى ان الصناديق السيادية تهدف الى الربحية والاستثمار وليس لها اهداف سياسية ولا تتدخل في ادارة الشركات ومجالسها الادارية· من جهة اخرى، دعا سعادة حمد حارث المدفع عضو المجلس الى ضرورة التواجد الاسباني في منطقة الخليج من خلال مركز تجاري دائم يمثل كل الشركات الاسبانية، مشيرا الى ان الامارات سوق تجاري واقتصادي كبير لنحو مليار نسمة في المنطقة الآسيوية· وفي المجال العربي، دعا المدفع اسبانيا الى القيام بمبادرة انسانية من شأنها العمل على رفع الحصار عن أهالي غزة وخاصة الاطفال والشيوخ، مشيرا الى الوضع المأساوي الذي تعيشه غزة· وقد غادر سعادة عبدالعزيز الغرير والوفد المرافق له أمس مدريد بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها عددا من المسؤولين الاسبان·
المصدر: مدريد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©