الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سياحة الأطفال .. فضاءات ترفيه تسبح فيها أفكارهم

سياحة الأطفال .. فضاءات ترفيه تسبح فيها أفكارهم
10 مايو 2011 20:10
لا تكتمل سياحة الأطفال التي تحقق طموحاتهم وتشبع رغباتهم البريئة، إلا بالانطلاق في أجواء مرحة كلها ألوان ووسائد مطاطية. وإن لم يكن خيار السفر مطروحاً، وإن كانت أجواء الحر لا تسمح باللعب في الهواء الطلق، فهذا لا يعني أن صغار السن لا يمكنهم الاستمتاع بأوقاتهم. فالترفيه بالنسبة لهم لا يحتاج إلى تذكرة سفر ولا إلى حقائب وحجوزات فندقية. تكفيهم أدوات بسيطة تغنيهم عن رحلات طويلة يقطعها الكبار بقصد التغيير. وبالنسبة لأولوياتهم، فهي بسيطة لكنها مليئة بالضحك والرضا. ومهما تنوعت الاختيارات وتعددت الاقتراحات لأفكار مغايرة تناسب سنهم، تبقى أماكن اللهو اللامحدود متعتهم الكبرى. السياحة بالمفهوم العام للكلمة مبنية على مبدأ اكتشاف معالم أخرى بقصد التثقيف وعيش تجارب جديدة بعيداً عن الإطار الروتيني للحياة اليومية. وكذلك الأمر بالنسبة لسياحة الأطفال التي تذهب بهم إلى أماكن بعيدة تسبح فيها مخيلتهم وتحلق بهم إلى فضاءات يرسمون أبعادها بأيديهم. ويكفي مشاهدة طفل منسجم في إعادة تركيب لعبة معينة وترتيب أخرى بإمعان، أو تتبع خطوات طفل آخر لا تتعب ركبتاه من التسلق والقفز حتى نقرأ أبجديات المرح في العيون الصغيرة. عوالم جديدة رغم انتشار مواقع اللعب في الأماكن والقاعات المغلقة، إلا أن بعضها لا يوفر المساحات الفسيحة التي ترضي طاقة الطفل. فهو يدخلها كسائح بقصد الركض فيها حيناً والمشي حيناً آخر، وكذلك بنية التعرف إلى مهارات مثيرة ومشاركة هذه التجربة مع الآخرين. وتذكر لما سليمان اختصاصية أطفال من حديقة “ملعبي” في مركز “فتوح الخير” بأبوظبي أن الطفل بدءا من الأسابيع الأولى لولادته يحتاج لأن يحاط بأجواء حيوية تستفز فضوله وتمنحه التسلية التي يبحث عنها. وتقول: “كلما كبر الطفل، زادت حاجته لولوج عوالم جديدة بغض النظر عن المكان والزمان. فالمهم بالنسبة له إشغال وقته بما يجعله يشعر بمتعة اكتشاف أسرار الحركة واللون والضوء”. اللعب الحركي وتورد سليمان: “نحن في شركة “النخبة” نؤمن بأن أهم ما يمكن توفيره للأطفال، هي بيئة آمنة تضم مختلف أشكال المرح مع ضرورة التأكيد على أن تكون الألعاب شاملة لشروط السلامة وعدم التهاون في الأمر”. وتستغرب عدم وجود نظام خاص، يكفل حماية السائح الصغير، على غرار الأنظمة العالمية التي يشترط تطبيقها. وتقول:“إن المرافق السياحية والمنشآت التي تعنى بأمور التموين الغذائي ومطابخ المطاعم والفنادق وسواها، تخضع لفحص شهادة “الآيزو”، فكيف لا ينطبق الأمر لجهة التقيد بمبادئ حماية الطفل من أدوات اللعب الحركي. وترى ضرورة الحرص على جعل حدائق اللعب الداخلية مغلقة ومحيدة، بحيث يضمن فريق العمل المشرف على الضيوف الصغار بأنهم لن يخرجوا بمفردهم أو يتعرضوا لأي اختلاط مع الأكبر منهم سناً”. وهذا ما يتم اتباعه في حديقة “ملعبي” المتخصصة في خدمات الضيافة التي تقدمها للزوار من فئة الروضة والمرحلة الابتدائية. ملعبي ويجد الأطفال في تلك الحدائق غرف القفز العملاقة المصنوعة من مادة بلاستيكية مطاطة، والتي تنفخ ويحكم إغلاقها بما لا يحتمل تسرب الهواء تحت أي ظرف، هي أكثر الألعاب التي ترسم الابتسامة على الشفاه البريئة. ويلاحظ أولياء الأمور على وجوه أطفالهم عند زيارة هذه الألعاب فرحة لا تضاهي أي فرحة أخرى لأي مرفق ترفيهي آخر. وعند النظر إليهم يتسلقونها من أسفل إلى أعلى ويستسلمون للقفز والتدحرج، ترد إلى البال درجة الحماية التي توفرها. وهنا تورد سليمان قائلة: يجب مراعاة مناسبة الألعاب المخصصة لهذه الفئة العمرية، ولا بد أن يشملها أفضل تصنيف بالنسبة لجهة التصنيع والتركيب والصيانة. وحتى وإن كانت الألعاب متشابهة، غير أن النوعية الأفضل يتحكم فيها أكثر من عامل أهمها تقليل الضرر على الطفل في حال وقوعه”. وتعني هنا أن الألعاب ذات النوعية المضمونة من قبل أفضل العلامات الدولية، يتم تصميمها بطريقة مدروسة لا تحتمل الخطأ ولا تفتح مجالا لأن يكون التهور سبباً لأي خطورة يتعرض لها الصغار. وتشدد في الوقت نفسه على أمور النظافة التي من الواجب مراعاتها في الأماكن التي يتمرغ عليها الأطفال. مغامرات تشويقية ندخل إلى عالم السياحة لدى الصغار، فنجده عبارة عن قاعة تضم كل أنواع المغامرات التشويقية. ألوان زيتية في كل مكان، أشغال يدوية تستعمل فيها مختلف المواد، ومطبخ متكامل أشبه بقصص الخيال. يضم تفاصيل صغيرة لأدوات المائدة تشعل السعادة في القلوب الصغيرة. وأكثر ما يرضيهم أنهم يعيشون تجربة اقتباس شخصيات أصحاب المهن. كأن يمثلون دور البقال الذي يعرض بضاعته من خضار ومواد غذائية، أو دور المتسـوق الذي يحارج للحصول على السعر الأنسب وهكذا. وفي ركن فسيح علقت شاشة عملاقة تعرض أمام الأطفال أفلاما وثائقية تعليمية حول موضوعات تعنى بأهمية الحفاظ على البيئة من التلوث وعدم الاستهتار في استعمال المياه. وموضوعات أخرى تشرح عن الحيوانات في الغابة وكيفية التفريق بين اهتماماتها وأساليب غذائها وطرق عيشها. وبحسب سليمان، فإن مثل هذه الأفكار المنوعة توسع مخيلة الطفل وتخرجه من الأماكن المعتاد عليها إلى مواقع جذابة في المحيط الخارجي الذي يبهره بكل معالمه. مشوار مغر مع كل ما تقدم عن سياحة الأطفال بأدواتها البسـيطة، تتحدث الأمهات عن رحلة اصطحاب أبنائهن إلى أماكن اللهو. وتقول سناء عبيد وهي أم لـ 3 أولاد أكبرهم عمره 6 سنوات: “أسـتغرب أنهم لا يسـتمتعون بأي مشـوار مغر أصطحبهم إليه بقدر الاستمتاع الذي يشـعرون به في حديقة اللعب المغلقة”. وتعتبر أن ديكور المكان وما يضمه من ألوان وألعاب جذابة، وكذلك مساحات مناسبة تجعلهم يجدون ملاذهم. وتضيف“وهذا الأمر يريحني لأن هدفي أن أراهم سعداء، مع أنني يصبني الاجهاد أحيانا كثيرا في انتظارهم لأنهم هنا لا يتقيدون بالوقت أبدا”. وتدعو فاطمة العامري إقامة المزيد من أماكن اللعب الآمنة المخصصة لصغار السن في الأماكن المغلقة، وتوضح قائلة: “لا يمكن أن ندمج فئتين عمريتين من الأطفال في مكان واحد. فالصغار الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات، تكون حركتهم بطيئة وليست لديهم القدرة على حماية أنفسهم. ومن غير المنطقي أن يلعبوا في قاعة واحدة مع طوال القامة أو الأطفال الذين تستهويهم الألعاب الإلكترونية التي تحتاج إلى ضربات قوية”. تسلية وتثقيف توافقها الرأي نورة إبراهيم التي تجد أنه من المهم جدا التركيز على كيفية تقديم وسائل الترفيه الآمن للصغار، مع الإبقاء على أجواء المرح التي يحلمون بها. “فهم من حقهم أن يشعروا بمتعة السياحة داخل البلاد حتى لو لم يكن بمقدور أهاليهم أن يسافروا وإياهم. فالأطفال لا يهتمون بركوب الطائرة بقدر ما تستهويهم لعبة يطيرون معها بالهواء ويستعملون من خلالها كل عضلة في أجسامهم الصغيرة”. وتذكر سميرة العلي وهي أم لابنتين وولد أنها في كل مرة تفكر بإحداث تغيير لأبنائها، تصطحبهم إلى مواقع اللعب المغلقة. “فأنا أجدها الأكثر أمانا كونها توفر لهم الإنطلاقة التي يحلمون بها. وفي الوقت نفسه تريحني من هم التنقل من مكان إلى آخر وسط زحمة السير والطقس الحار”. وتختم لما سليمان مشددة على أهمية انتقاء مواقع اللعب التي تشكل أفضل خيار لسياحة الأطفال. “فالأمر لا يتوقف عند اللهو وحسب، وإنما لابد من الجمع بين التسلية المطلوبة والتثقيف المنطقي الواجب توفره في كل لعبة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©