واشنطن، لندن (وكالات)- أمر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس الأول الجيش بالانضباط و”الاستقامة”، بعد سلسلة فضائح على صعيد العلاقات العامة، يمكن أن يستغلها أعداء البلاد بحسب رأيه. وفي غضون ذلك، كشف نائب جمهوري بارز، أمس الأول، عن خلاف بشأن كيفية تقدم الحرب الدائرة في أفغانستان بين مسؤولي الجيش والاستخبارات الأميركية.
وقال بانيتا، في تأكيد على رسالة من قادة الجيش والبحرية: “إن الأخطاء في السلوك ارتكبتها نسبة صغيرة من القوات المسلحة إلا أن التكنولوجيا الرقمية تساهم في تضخيم أي حادث، مما يشكل تهديداً لصورة الجيش”.
وقال بانيتا، أمام مئات الجنود في قاعدة فورت بينينج بجورجيا: “في أيامنا هذه، تكفي بضع ثوان حتى تنتشر صورة على الصفحات الأولى للصحف في العالم أجمع”. وأضاف في كلمة بثتها قنوات التلفزيون: “وهذه العناوين يمكن أن تؤثر على المهمة التي نقوم بها، ويمكن أن تعرض رفاقكم للخطر، وأن تؤثر على معنوياتكم، وعلى صورتنا في العالم، ويمكن أن تودي بأرواح”. وتأتي زيارة بانيتا إلى فورت بينينج بعد سلسلة من الحوادث، من بينها تسجيل فيديو لعناصر من مشاة البحرية وهم يبولون على جثث ناشطين من حركة طالبان، وصور لجنود إلى جانب أشلاء، وإحراق نسخ من القرآن الكريم، أدت إلى تظاهرات شهدت أعمال عنف في أفغانستان.
فقد أعرب مسؤولون عسكريون كبار عن قلقهم من تأثير القتال الميداني لسنوات على القوات التي غالبيتها من المتطوعين، وذلك وسط تزايد في حالات الانتحار، والطلاق، والمشاكل النفسية، وتعاطي المخدرات والكحول، بين الجنود.
وكان الجنرال جيمس آموس، قائد البحرية الأميركية، أصدر مذكرة إلى كل القوات تحت إمرته، انتقد فيها غياب الانضباط بين الجنود.
في غضون ذلك، قال نائب جمهوري بارز أمس الأول: “إن مسؤولي الجيش والمخابرات الأميركيين على خلاف بشأن كيفية تقدم الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 11 عاماً، في الوقت الذي يمضي فيه الرئيس باراك أوباما قدماً في انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من هذا البلد. وقال مايك روجرز، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي، والذي عاد من أفغانستان هذا الأسبوع: إن الجيش الأميركي أكثر تفاؤلا بشأن وضع القتال مع متمردي أفغانستان من مسؤولي المخابرات على الأرض في أفغانستان.
وجاءت تصريحات روجرز بعد أيام من قيام أوباما بزيارة مفاجئة لأفغانستان للتوقيع على اتفاقية استراتيجية مع كابول، وتسليم رسالة عام الانتخابات للأميركيين في ذكرى مرور عام على قتل أسامة بن لادن.
وفي هذه الاثناء، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن جنديين بريطانيين قتلا في هجوم شنته أمس الأول الجمعة حركة طالبان بالأسلحة الثقيلة في جنوب أفغانستان.
إلى ذلك، قال مسؤولون أفغان أمس إن خمسة من عناصر الشرطة الأفغانية قتلوا بانفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق شرقي البلاد، بينما لقي 28 مسلحا من حركة طالبان حتفهم في عمليات عسكرية متفرقة.
وقال أحمد ضيا عبد الله ضاي المتحدث باسم حاكم إقليم نانجارهار، إن القنبلة أصابت مركبة تابعة لشرطة الحدود في منطقة “دوربابا” بالإقليم المتاخم لباكستان، ما أسفر عن مقتل خمسة من عناصر الشرطة. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن التفجير.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الأفغاني أنه قتل 27 مسلحا في إقليم هلمند جنوبي البلاد خلال اليومين الماضيين.
عدد اليوم
