الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شخصيات وهمية تأسر نجوم الفن وتفرض نفسها على واقع حياتهم

شخصيات وهمية تأسر نجوم الفن وتفرض نفسها على واقع حياتهم
10 مايو 2011 20:15
في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم، دخل التلفزيون إلى البيوت العربية، وبدأت أغلب المحطات التلفزيونية العربية بث برامجها المختلفة التي كانت تمثل وجبة ترفيه يعشقها الجمهور المتعطش لوجود تسلية من نوع مختلف في تلك الفترة. وبسبب ضعف الإنتاج الدرامي في تلك الفترة كان جمهور الوطن العربي يتابع العمل التلفزيوني نفسه في مختلف المحطات، ويعرفون الأبطال أنفسهم ويتشوقون للأحداثنفسها، في الوقت نفسه أيضاً كانت الأمية لا تزال منتشرة في أغلب الدول العربية وكان ميزة قراءة أسماء أبطال العمل الدرامي تكاد تكون محصورة عند قلة فقط من الجمهور العربي، بخلاف أن التلفزيون في تلك الفترة من الزمن كان يجمع الناس على اختلاف مستوياتهم، وكان العمل الدرامي الناجح هو ذاك الذي يستطيع أن يخلي شوارع المدينة من الجمهور ساعة عرضه! في تلك الفترة قدم نجوم الفن العربي العديد من الأعمال الفنية التلفزيونية والتي بقيت لليوم محفورة في ذهن وتاريخ المشاهد العربي، وظلت مقترنة بشخوص من أداها من الفنانين حتى غاب اسم الفنان عن البال وبقي اسم الشخصية التي أداها محفوراً بقوة. إبداع السبعينيات قدم دريد لحام شخصية “غوار الطوشة” في مسلسل “صح النوم”، نهاية السبعينيات من القرن الماضي، ولعب معه دور البطولة في ذاك المسلسل مجموعة من الفنانين الكبار في مقدمتهم الفنان المرحوم نهاد قلعي الذي يعرفه الجمهور أيضاً باسمه في المسلسل نفسه “حسني البرزان”، والراحلة نجاح حفيظ التي برزت بدور “فطومة حيص بيص”، صاحبة الفندق التي يحاول غوار خطبة ودها بمقالبه الكثيرة . الأداء المتميز الذي قدمه دريد لحام في “صح النوم” جعله حبيساً لاسم غوار الطوشة فعلاً، فكما يؤكد في أحد الحوارات الصحفية “أكثر ما يتعبني أن أرى شخصية “غوار الطوشي” عالقة في أذهان الجمهور، فأنا حاولت أن أخرج من هذه الشخصية، لم يستطع الجمهور الخروج منها”. وفي “ملح وسكر” المسلسل السوري الشيق، تألق أيضاً الفنان ناجي جبر بشخصية “أبو عنتر” التي ما زالت لليوم هي الشخصية المسيطرة على الفنان ناجي جبر لدرجة أنه قدم فيديو كليب مؤخراً وهو يتقمص الشخصية نفسها. فنانو الخليج ويبدو أن أعمال السبعينيات هي الأكثر تأثيراً وعمقاً في نفسية المشاهد العربي، وهي التي حبست شخصيات الفنانين التي أدوها أكثر من تلك التي راجت فيما بعد، ففي الخليج ارتبط اسم كبار الفنانين بأسماء شخصيات أدوها في أعمالهم، مثل الفنان علي المفيدي الذي ما أن يطل على الشاشة حتى يتسابق الصغار ليقولوا “قحطة”، وهي الشخصية التي أداها في مسلسل درب الزلق الشهير، وفي المسلسل نفسه أيضاً تألق الراحل خالد النفيسي بشخصية “بو صالح” كنية بائع الثلج في المسلسل نفسه، وهي الكنية التي حملها النفيسي حتى بعد رحيله، ومن المسلسل ذاته حمل النجم عبد الحسين عبد الرضا اسم “حسينوه”، وهو الاسم الذي التصق به واستسهله الجمهور نظراً لقربه من اسم عبد الحسين الحقيقي. كما تألق الفنان غانم السليطي بشخصية فايز التوش التي قدمها في مسلسل من خمسة أجزاء حمل اسم “فايز التوش”، ومن شدة تألق السليطي في هذه الأعمال ما زال الكثيرون لليوم يجهلون اسمه الحقيقي ويعرفونه باسم “فايز التوش” ومن الكويت أيضاً نرى الفنان عبد الرحمن العقل الذي قدم شخصية “مفتاحوه”، في مسلسل “خالتي قماشه” الذي عرض مقالب ومكائد حماة تجاه زوجات أبنائها الثلاثة، ولعبت فيه الفنانة حياة الفهد دور الحماة وبالطبع التصق بها اسم “خالتي قماشة”. كما التصق بها اسم « لولوة» في مسلسل «ليلة عيد».وهناك أيضاً الفنان غانم الصالح الذي ارتبط اسمه بشخصية “سليمان أبو الريش”، وما زالت مقالب زوجاته حاضرة في أذهان جمهور الثمانينيات، والراحلة مريم الغضبان التي قدمت شخصية الجدة “حبابة”، صاحبة الحكايات التي تبدؤها دوماً بعبارة “زور بن الزرزور اللي عمره ما جذب ولا حلف زور، ذبح بقة وترس سبعة جدور، وخلا اللحوم والشحوم على الصواني تدور”. أسماء لمعت كما شهدت الدراما الإماراتية أيضاً وجود شخصيات التصقت بمؤديها أكثر من أسمائهم الحقيقة مثل شخصية “شحفان”، التي أداها الفنان الراحل سلطان الشاعر بمهارة واقتدار، وشخصية “أبو محيوس”، التي قدمها للجمهور الفنان أحمد الأنصاري في أعمال مسرحية ودرامية عدة. أما أبرز الأسماء التي ارتبطت بأدوارها في السنوات الأخيرة تتمثل في الفنان السعودي فايز المالكي الذي ارتبط اسمه بـ”مناحي”، الاسم الذي لاقى انتشاراً واسعاً، لدرجة أنه تم إنتاج فيلم سينمائي بالاسم نفسه، ومن الأسماء أيضاً الشهيرة، ناصر القصبي وعبد الله السدحان واللذان اشتهرا باسم “عليان وسعيدان” في مسلسلهما الشهير “طاش ما طاش”. فنانو مصر في الثمانينيات تألقت الكثير من أعمال الدراما المصرية التي علقت في أذهان الجمهور، ولمع فيها العديد من الفنانين، مثل الفنان صلاح السعدني الذي ما زال الكثيرون ينادونه باسم “العمدة سليمان غانم”، وصفية العمري بدور “نازك السلحدار” اللذين تألقا في رائعة أسامة أنور عكاشة “ليالي الحلمية”، ذاك المسلسل الذي ما زالت بعض الفضائيات العربية تعيد عرضه لليوم، والذي اعتبر ظاهرة درامية خاصة في تاريخ الدراما العربية، ولا عجب أن تعلق الفنانة صفية العمري في أحد حواراتها التلفزيونية على دور نازك السلحدار بقولها “إن الكاتب أسامة أنور عكاشة منحها أجمل شيء في حياتها وهو دور نازك السلحدار في مسلسل ليالي الحلمية”. وبخلاف ليالي الحلمية تألق النجم محمود عبد العزيز في مسلسل “رأفت الهجان” الذي كتبه الراحل صالح مرسي، وناقش فيه قصة تجنيد أحد المصريين للتجسس على إسرائيل لحساب مصر، وكيف أن الهجان خاطر بحياته مرات ومرات كي يصبح عيناً مصرية داخل إسرائيل. دراما تركية وعند اقتحام الدراما التركية للشاشة العربية، ارتبط اسم الفنان التركي “كيفانج تاتليتوج” باسم “مهند” مع أول ظهور له في مسلسل “مهند ونور”، حتى أنه ظهر في إعلانات ودعايات عدة لمنتجات عربية باسم “مهند”، ولا يزال يتألق في آخر أعماله الدرامية “العشق الممنوع” ويحمل اسم “مهند” أيضاً، بعد أن كان هذا الاسم السبب الرئيسي في شهرته عربياً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©