الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي سيف: لم أحقق «لقطة العمر» حتى الآن

علي سيف: لم أحقق «لقطة العمر» حتى الآن
10 مايو 2011 20:17
يصف المصور الصحفي علي سيف الدين التصوير الفوتوغرافي بأنه العين الشاخصة نحو الحدث والخبر، والصورة هي الشاهد والتاريخ على محطات مفصلية، تعبّر عن الواقع الحقيقي للناس والمجتمع. فاللقطة في الاعلام المرئي والمكتوب، اهم واصدق من اي حدث لانها تنقل الخبر في صورة صادقة وان كانت محفوفة بالمخاطر، لاسيما اذا اخذت من قلب الحدث وخلال الحروب والكوارث الكثيرة. يتحدث سيف الدين عن مسيرته في عالم التصوير، وحصوله على لقطات صحفية، لتحقيقات ومواضيع وقضايا مهمة في لبنان والدول العربية، اضافة الى تغطية القمم والمؤتمرات العربية، وتصويره معظم الرؤساء والملوك العرب، ومشاهير الشعراء والادباء المبدعين منذ السبعينيات وحتى اليوم. واقع الناس عن بدايات مسيرته الاعلامية في عالم التصوير الصحافي، وكيفية انطلاقها، قال: البداية كانت عام 1975 آبان شرارة الاحداث المؤسفة في لبنان، والعمل الاولي كان بصفة محرر او «ريبورتر»، حيث كنت اصور المواضيع والتحقيقات التي اكلف بها، وهذا الامر شدني الى فنون «الكاميرا» والصورة، التي تشكل موضوعاً بحد ذاتها، لاسيما اذا كانت «اللقطة» غير شكل.. بعد خمس سنوات تفرغت للصورة بكل جمالياتها، لانها العين والشاهد الدائم والمستمر على الحدث والخبر، وايضاً للمصداقية التي تمتاز بها، والتي تعبر عن واقع الناس حياةً ومجتمعاً، وعن كل ما يدور في العالم من تطورات ومستجدات، حيث تبقى الصورة هي الوثيقة غير القابلة للتزوير وتزييف الاحداث، عكس صدى الكلمة مع احترامي لكل الكلمات في هذا المجال.. بعبارة اخرى، كانت «الكاميرا» رفيقة عمري، والصورة هي الشاهد والتاريخ على كثير من المحطات المفصلية التي تعبر عن الواقع الحقيقي، من غير ان ننسى ان الصورة غيرت واقع الناس والشعوب من اجل الوصول الى مجتمع افضل. ويضيف انه منذ بداياتي العملية وعلى مقاعد الدراسة، كنت شغوفاً بحمل الـ«كاميرا» وهذا الحلم رافقني خلال دراستي الجامعية وتخصصي في مجال التصوير السينمائي. ولكن مثل بقية الشباب المعدمين والفقراء ابناء الطبقات الكادحة، كان المال هو الحاجز والمانع لتكملة تحقيق حلمي، مع اضافة عدة عوامل منها، عدم وجود فروع للجامعات والمعاهد في لبنان، لتدريس فن التصوير السينمائي، وحتى التصوير الفوتوغرافي في ذلك الوقت، وايضاً ان اندلاع الاحداث المؤسفة في لبنان اثرت على جيلنا، بل اسهمت في عرقلة مشاريعنا واحلامنا المستقبلية. الصورة الصادقة وأوضح أنه: من المعروف ان قوانين الاعلام والصحافة في العالم تعتمد على الكلمة والصورة معاً.. من هنا تأتي اهمية الصورة او «اللقطة» في الاعلام المرئي او المكتوب، والتي اعتبرها اهم واصدق من اي حدث، لانها تنقل الخبر عبر صورة صادقة، وكل ذلك يتم تحت الخطر في معظم الاحيان، خصوصاً آبان الحروب والكوارث الحياتية. واذا نظرت الى اي صحفية او مجلة او مطبوعة، يهمهم دعم الكلمة المكتوبة، نرى الصورة هي النموذج للخبر والحدث والحقيقة، لذلك تتصدر صفحات واغلفة معظم المطبوعات في العالم. زما عن الفارق بين الصورة الصحافية، والاخرى الفنية يقول: طبعاً ان عنصر التكوين الجمالي للصورة، يعطي للمصور القدرة على ترتيب الموضوع واهميته، و»اللقطة» حيث لكل صورة ميزتها، سواء كانت فنية جمالية، او تعبيرية تعكس حياة وهموم الناس.. من جهتي ومنذ اللحظة التي اخترت فيها العمل بمجال التصوير الصحافي، كنت منحازاً وميالاً للصورة المعبرة عن مشاكل الناس والمجتمع في كل مكان. ولا يمكن المقارنة بين عالم الصورة في يومنا هذا، والفترة الماضية، لان الفارق كبير جداً. فالمصور في تلك الحقبة كان يصنع الصورة من بدايتها وحتى عملية «التظهير»، لذلك كانت «اللقطة» تخضع لمهارة وذكاء وحنكة المصور، بدءاً من «فتحة» وسرعة الكاميرا، وحسب ملائمة الضوء والمناخ.. وايضاً من «تحميض» الافلام المصورة (افلام ابيض واسود) في الغرفة المظلمة، الى طبع الصور وتسليط الضوء الى الكادر ولون الصورة المراد طبعها، وصولاً الى الاضافات في انتاج الصور المراد تقديمها الى ادارة التحرير، اضافة الى التعب والجهد وارساء الوقت اللازم الذي يتطلب من المصور، تأمين موضوعاته المصورة بجهده الذاتي. اما تصوير اليوم، فالبعض يعتبره نزهة جميلة، نتيجة للتطور التكنولوجي السائد على صعيد صناعة «كاميرات» التصوير الضوئية، التي يمكن من خلالها وفي دقائق معدودة، تصوير اي موضوع او تحقيق صحافي، وارساله الى ابعد مكان في العالم، في اي زمان ومكان وعلى مدار الوقت دون مشقة وتعب وجهد، ان كان ذلك من خلال «الانترنت» والكومبيوتر وما شابهما من وسائل التطور ومواكبة الحضارة، واليوم في استطاعة اي انسان ان يحمل «كاميرا» تصوير على نظام «البورغرام»، حيث آلة التصوير مبرمجة اوتوماتيكياً. مصورون.. «متسولون» وعن بعض المشاكل التي يعانيها هذا الفن التصويري يؤكد أنه بالرغم من التطور الحاصل على صعيد التصوير الفوتوغرافي او الضوئي واهمية وابداع الكثير من الزملاء المصورين، الذين يتميزون بقدرات هائلة، اضافة الى شهرة عالمية. وبالرغم ايضاً من وجود جامعات ومعاهد تتولى تدريس مادة التصوير الضوئي، عكس البدايات لجيلنا الذي كان محروماً من معرفة هذه التقنيات الا بجهده الشخصي، ارى اليوم «تخمة» من «المتسولين» الذين يحملون الكاميرات ويدعون انتسابهم الى مجلات فنية واقتصادية وحتى سياسية في بعض الاحيان، وهم يسيئون لمفاهيم الصورة ودور المصور، والعمل الصحافي على الصعيد العام بالشكل والمضمون. من هنا، فأنا ادعو نقابة المصورين الصحافيين في لبنان، بالتعاون مع نقابتي المحررين والصحافة، الى وضع حداً لهؤلاء «المتسولين» والدخلاء من اجل حماية هذا القطاع واستمراريته في الطريق الصحيح. وهناك مشاكل اخرى تتعلق بالمفهوم الخاطئ عند الكثير من الناس الذين يعتبرون دور المصور هامشياً في الصحافة والحياة. وعن اهم الصور التي التقطها في مسيرته بعالم الصورة يوضح: خلال مسيرتي في عالم الصورة، حصلت على لقطات صحافية، لتحقيقات مواضيع وقضايا مهمة، في لبنان والدول العربية والاجنبية، اضافة الى تغطية معظم القمم والمؤتمرات العربية التي كانت تعقد، خصوصاً في مصر والجزائر وتونس والمغرب.. كما صورت معظم الرؤساء والملوك العرب، ومشاهير الشعراء والادباء والمبدعين العرب منذ السبعينيات وحتى اليوم. اهم الصور التي التقطتها فهي لمشاهد الحروب وبشاعتها، وما نتج عنها من خراب ودمار وقتل وتشريد، خصوصاً الاجتياحات العسكرية والمجازر الدموية. وكانت لقطات اخرى لحالات البؤس والفقر الجوع، ومشاهد لمعاناة الناس، لكنني اعترف انه حتى الآن، لم استطع ان حقق «لقطة العمر»، بالرغم من عملي الدؤوب لانجاز هذه الامنية في مهنة التصوير الخاصة بي، ولا ادري قد اصل الى هذه اللقطة ام افشل، لكن عشقي للكاميرا والصورة، يبقى ملازماً لهذه المسيرة، طالما لا يزال ينبض في قلبي حبي وعشقي للصورة وتقنياتها. شهادات تقدير وابداع ويقول: شاركت في معارض عديدة في لبنان والخارج، ونلت العديد من الجوائز التقديرية للقطات انسانية ووجدانية وسياسية، واقمت معرضاً خاصاً عن الحرب الاهلية اللبنانية في مدينة ديترويت - ولاية ميشيغين الاميركية عام 1988، وحصلت على درع المدينة من البلدية، اضافة الى عدة جوائز مالية على مدار سنوات، من مجلة «برستيج» التي كانت تخصص جائزة مالية سنوية، لأفضل لقطة صحافية، وكان ذلك في عامي 1995 و1996. وايضاً حصلت على شهادات تقدير وابداع من حملة نزع الالغام العنقودية في جنوب لبنان التي ساهمت فيها وبشكل رئيسي دولة الامارات العربية المتحدة، وشهادات تقدير اخرى من معارض جمعية المصورين في العراق، ومعرض عن مجازر «قانا» من مصر عام 1996. وعن المشاريع المستقبلية التي يفكر فيها يقول: الاحلام كبيرة وعديدة، لانني كما قلت اعتبر الصورة هي الحلم والشاهد الحي على كل ما يدور في هذه الدنيا، وطموحي ان استطيع انجاز واصدار ثلاثة كتب عن لبنان ومعالمه الاثرية والحضارية والتراثية، مع افساح المجال للقطات عن الثروة المائية، والمواضيع والصور جاهزة، كذلك الاسم (مشوار في لبنان).. والكتاب الثاني لقطات مميزة وفريدة من نوعها، لاهل السياسة والفن في لبنان. والثالث عن الحرب الاهلية والخراب والدمار والتشريد الذي عم البلد نتيجة ذلك. كلمة أخيرة وفي نهاية الحدث قال علي سيف الدين ان الصورة الصحافية تبقى خير تعبير عن الواقع المعاش، فلا يمكن فصلها عن وسائل التعبير الاخرى، من الكتابة والرسم والشعر وبقية الفنون، الى ما هناك من وسائل تعبّر عن الذات والمجتمع والحياة. فالمصور هو الفنان المبدع والحساس، مثله مثل الطبيب والاديب وكل من ينتمي الى عالم النجاح والتفوق وحالات الابداع.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©