الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد: السادس من مايو يؤكد تصميم الآباء المؤسسين على توطيد أركان الاتحاد

محمد بن راشد: السادس من مايو يؤكد تصميم الآباء المؤسسين على توطيد أركان الاتحاد
6 مايو 2012
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» أن قرار السادس من مايو في عام 1976 جسد إيمان الآباء المؤسسين بأهمية الاتحاد، وأكد تصميمهم على توطيد أركان الاتحاد وتعزيز بنيانه، فأغلقوا بذلك صفحة تشكيك المشككين، وألاعيب الطامعين، وتربص المتربصين بنموذجنا الاتحادي الوليد، وحلمنا الكبير بدولة قوية تجمع وتحشد الطاقات، وتسابق الزمن وتختصر المسافات للحاق بالعصر. وقال في كلمة سموه إلى مجلة “درع الوطن” بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة إن قرار التوحيد جاء في الوقت المناسب وقبل أن تكمل الدولة الاتحادية العام الخامس من عمرها المديد، حيث تجلت حكمة الآباء المؤسسين في اعتماد آلية التنفيذ المتدرج الذي يضمن تحقيق الأهداف المرجوة. وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الوطن ورجال القوات المسلحة باهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ومتابعته لكافة شؤون قواتنا المسلحة، وحرصه على تزويدها بأحدث منظومات السلاح وتوفير كل متطلبات جهوزيتها وتطويرها ورفع كفاءة منتسبيها وتأمين احتياجاتهم وراحتهم وعيشهم الكريم. وفيما يلي كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى مجلة “درع الوطن”: إخواني وأبنائي ضباط وجنود القوات المسلحة أيها المواطنون الكرام أبدأ بحمد الله على فيض نعمه وكريم عطائه وهدايته لنا إلى جادة الحق والصراط المستقيم، وتعمير قلوبنا بالإيمان، وإلهامنا الحكمة والرشاد وبعد النظر، وتمكيننا من العمل لما فيه مرضاته وتعمير أرضه وتحقيق مصالح عباده. وأحمده سبحانه وتعالى أن قدر لي أن أشارككم اليوم للمرة السادسة والثلاثين الاحتفال بذكرى صدور قرار توحيد قواتنا المسلحة، وأشكره عز وجل شكراً جزيلاً على ما كتبه لي من تشريف في مواكبة مسيرة توحيد القوات المسلحة منذ انطلاقها وحتى اكتمالها وترسيخ بنيانها وتقويته وتطويره إلى المستوى الذي يلبي طموحات وطننا وقيادتنا. لقد جسد قرار السادس من مايو 1976 إيمان الآباء المؤسسين بأهمية الاتحاد، وأكد تصميمهم على توطيد أركان الاتحاد وتعزيز بنيانه، فأغلقوا بذلك صفحة تشكيك المشككين، وألاعيب الطامعين، وتربص المتربصين بنموذجنا الاتحادي الوليد، وحلمنا الكبير بدولة قوية تجمع وتحشد الطاقات، وتسابق الزمن وتختصر المسافات للحاق بالعصر، وتعوض شعبنا عما فاته، وتسير به إلى المستقبل بثقة وأمل وتفاؤل. وجاء قرار التوحيد في الوقت المناسب وقبل أن تكمل الدولة الاتحادية العام الخامس من عمرها المديد، فمهد للإجراءات الدستورية التي عززت القرار ووضعته على طريق التنفيذ، حيث تجلت حكمة الآباء المؤسسين في اعتماد آلية التنفيذ المتدرج الذي يضمن تحقيق الأهداف المرجوة على أحسن وجه ممكن، ولم تكن عملية توحيد القوات المسلحة للإمارات سهلة أبداً. كان الوعي بأهمية التوحيد وحتميته موجوداً، وكانت الإرادة السياسية متوفرة، لكن الواقع كان يضج بالعقبات والتحديات، وتمثل التحدي الأكبر في شح الموارد البشرية الوطنية المؤهلة لقيادة وإدارة عملية التوحيد، ووضع وتنفيذ خطط بناء جيش وطني عصري يكون في مستوى تطلعات آبائنا المؤسسين واحتياجات وطننا الدفاعية. وهكذا، كان لابد لإجراءات التوحيد أن تسير على إيقاع إعداد وتأهيل مواردنا البشرية الوطنية في كافة الرتب والتخصصات، وهو ما بدأ في التحقق مع اكتمال البنية الأساسية العسكرية، وفي القلب منها، المدارس والكليات العسكرية المتخصصة، ومع كل دفعة جديدة من الخريجين الضباط والجنود، كانت مسيرة التوحيد تتقدم خطوات إلى الأمام، إلى أن تحقق الهدف، وأخذ قرار السادس من مايو كل تجلياته على أرض الواقع، وصارت قواتنا المسلحة ملء السمع والبصر، درعاً قوية للوطن، على أعلى درجات الجهوزية واليقظة والتأهب للذود عن حياضه واستقلاله وسيادته، تظلل وطننا ومجتمعنا بالأمن والأمان، وتحمي استقراره ومكتسباته وازدهاره، وتعزز ثقته بالمستقبل، وتقوي عزيمته في سعيه لتحقيق آماله وطموحاته في تبوؤ المكانة اللائقة التي يرنو إليها بين دول العالم المتقدمة ومجتمعاته الراقية. إخواني وأبنائي الضباط والجنود مع كل عام جديد تكبر ذكرى هذا اليوم الوطني الأغر، وتتعمق معانيها ودروسها في قلوبنا وعقولنا، وسيظل الدرس الأهم الذي نستلهمه من مسيرة بناء دولتنا بما فيها قواتنا المسلحة، أن الإنجاز، أي إنجاز، مهما صغر أو كبر، هو رهن رؤية القيادة المخلصة التي تنذر نفسها وإمكاناتها لخدمة الوطن وتحقيق عزته ورفعته وسعادة ورخاء أبنائه، ورهن إصرارها على تحقيق الأهداف اعتماداً على التخطيط السليم والتنفيذ الكفؤ، بحشد الموارد وتنسيق الجهد الجماعي، والوعي بالمتغيرات، واستيعاب المستجدات، وتوخي الجودة والإتقان وأفضل المعايير والممارسات العالمية، وامتلاك القدرة على التقييم، والشجاعة على المراجعة والتصحيح والتعديل. ومن دروس الذكرى المهمة التي باتت بمثابة الشرط الوجوبي للنجاح، أن التطوير ينطلق من الواقع لا من الرغبات والأماني المجردة، وأن التقدم بالواقع ينطلق من داخله، بكل ما يزخر به هذا الداخل من معطيات وتفاعلات اجتماعية واقتصادية وسياسية، لا من تصورات نظرية مسبقة، أو نماذج مستوحاة من واقع آخر، وأن حركة الواقع تكون في زمانه المتجه إلى المستقبل، لا في أزمنة أخرى، وأن الأحلام مشروعة فقط للذين يعملون ويكدون ويؤمنون بأن الإنسان قادر على اجتراح المعجزات إذا ما توفرت له البيئة المناسبة، ذلك أن القوة دائماً في الساعد وليست في السيف، وأن المعرفة هي أساس القوة، وهي متاحة لمن يسعى إليها، وفي عقيدتنا “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”. أيها الضباط والجنود اعتزازي بكم لا تحده حدود، فقد صدقتم ما عاهدتم الله عليه في الجد والإخلاص والعطاء والانضباط، وحفظتم في صدوركم قسم الجندية وعشتموه في صدق انتمائكم لوطننا الغالي، وعمق ولائكم لقيادتنا الرشيدة، وتنفيذكم لكافة المهام التي تكلفون بها على أتم وجه، واستعدادكم للتضحية وتقديم الغالي والنفيس لتظل رأس الوطن مرفوعة، وراياته خفاقة وكرامته محفوظة، واستقلاله مصاناً، واستقراره موفوراً. أنا أعرف أيها الأخوة والأبناء أن الشرف الذي يحظى به المنتسبون للسلك العسكري يملأهم بمشاعر الفخر والاعتزاز، فهنيئاً لكم بهذا الشرف، وهنيئاً لكم برمز هذا الشرف، قائدكم الأعلى أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وهنيئاً لوطننا باهتمام سموه ورعايته ومتابعته لكافة شؤون قواتنا المسلحة، وحرصه على تزويدها بأحدث منظومات السلاح وتوفير كل متطلبات جهوزيتها وتطويرها ورفع كفاءة منتسبيها وتأمين احتياجاتهم وراحتهم وعيشهم الكريم. وأهنئكم أيضاً بما تحظون به من المتابعة الدؤوبة والإشراف المباشر من نائب القائد الأعلى أخي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وسيذكر وطننا دائماً لسموه دوره الحيوي في تطوير قواتنا المسلحة إلى جيش عصري في بنيته وثقافته وانضباطه وتسليحه وبرامج رفده بالموارد البشرية المؤهلة والمدربة، وبرامج تكوين كوادره وأطره القيادية الوطنية. أيها الضباط والجنود أنتم قرة عين الوطن والمواطنين، وستظلون بتوفيق الله ورعاية قائدكم الأعلى كما عهدناكم رجال النخوة والشهامة والإيثار والعطاء والإقدام، وكلي ثقة بأنكم تستيقظون كل فجر وأنتم أكثر تمسكاً بقيم الإخلاص والوفاء والفداء، وأكثر إصراراً على الإتقان والنجاح والتفوق، وأكثر التزاماً بتنفيذ المهام التي تكلفون بها، وأكثر رغبة في استيعاب جديد السلاح وكافة العلوم العسكرية والتكنولوجية. حفظكم الله ووفقكم، وحفظ وطننا وأدام عليه عزه واستقراره وازدهاره. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©